حذر خبراء من تباري الزوج والزوجة بشأن أيهما كان يومه أصعب أو تدويخ افراد العائلة بمشاكلهما في العمل لأن ذلك قد يعني أنهما يسيران على طريق الطلاق. قال الخبراء ان الضغوط النفسية لمشاكل المكتب اليومية إذا كان الزوج والزوجة يعملان خارج البيت يمكن ان تلقي أعباءً ثقيلة على الزواج إلا إذا كان الزوجان مستعدين لمساعدة وإسناد احدهما الآخر. وتناولت دراسة أجرتها كلية الأعمال في جامعة ولاية فلوريدا الأميركية دور الدعم والتعاضد في العائلة حيث يكون الضغط النفسي اليومي واقعا على الزوجين. ودرس فريق الباحثين برئاسة الدكتور وين هوكووتر 400 من الأزواج العاملين وسأل الزوج والزوجة عن علاقتهما ومستوى الضغط النفسي المسلط عليهما بسبب العمل. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن هوكووتر ان غياب الدعم من أحد الزوجين للآخر يشكل سببا رئيسيا لطلاقهما وللفشل المهني أيضا ومن هنا الحاجة الى مثل هذه الدراسات لمعالجة القضايا التي تؤثر في العلاقات العائلية وفي العمل على السواء. وأظهرت الدراسة ان الأزواج الذين يتمتعون بمستويات عالية من الدعم المتبادل في البيت أسعد في حياتهم الزوجية وعلاقتهم مع زملائهم في العمل افضل وتركيزهم على عملهم أحسن من الأزواج الذين يتبارون في الشكوى. كما ان احتمالات الشعور بالتعب والانهاك بعد العمل تكون أقل بين الزوجين اللذين يدعمان احدهما الآخر وكذلك احتمالات توجيه الانتقادات الى احدهما الآخر وتعنيف الأطفال. وقال الدكتور هوكووتر انه عندما يكون المرء غاضبا أو منزعجا من الضغط النفسي لليوم السابق فان يوم عمله الجديد لن يكون أفضل. ومن العناصر المشتركة في العلاقات التضامنية ان يتفهم كل من الزوجين متطلبات العمل اليومي التي يتحملها الآخر وان يشعرا كلاهما ان بمقدورهما التحادث في أي وقت ولا يحاولان التباعد ولا ينكدان على افراد العائلة بمنغصات العمل ولا يحاولان التباري بشأن ايهما كان يوم عمله اسوأ. وقال الدكتور هوكووتر ان الأمر الأهم هو قدرة الزوج أو الزوجة على تقديم الدعم للآخر في أيام الحاجة الى مثل هذا التعاطف. واشار الى ان الزوجين يعودان في احيان كثيرة وكلاهما متوتران عصبيا بسبب ضغط العمل وان تعبئة الموارد الذهنية والعاطفية المطلوبة للمساعدة مهمة شاقة عندما تكون الزوجة نفسها أو الزوج نفسه بحاجة الى من يتعاطف معها أو معه. وأضاف ان الأزواج الناجحين يحتفظون على الدوام تقريبا باحتياط من موارد الدعم لاستخدامه في التخفيف عن الزوج أو الزوجة في الأيام الصعبة. وقال الدكتور هوكوويتر أنه عندما يدخل الضغط النفسي في أي علاقة فانه يمكن ان يعزز الآصرة بين طرفيها أو يفككها. وتؤكد نتائج الدراسة ذلك بشأن التوتر الناجم عن العمل. كما كشفت الدراسة أهمية الدور الذي يقوم به التواصل والثقة بين الزوجين ، فمن دونهما يكون اساس العلاقة متداعيا في احسن الأحوال. وحين سُئلت امرأة في اطار البحث كيف يمكن لضغط العمل ان يؤثر في العلاقة الزوجية اجابت "اسألوا زوجي السابق".