لمنع انهيار الدولة.. فصائل سودانية: تركنا الحياد واصطففنا مع الجيش    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    صحة الخرطوم توفر أجهزة جديدة للمستشفيات والمراكز الصحية واحتياجات القومسيون الطبي    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تدخين النساء أنفاس في الهواء تغتال الحياء
نشر في الراكوبة يوم 25 - 02 - 2012

القاهرة هالة عبدالحافظ -دار الإعلام العربية-الخرطوم - منى البشير-عمان - لقمان اسكندر-واشنطن- فكتور شلهوب
تفيد الإحصائيات العالمية بأن النساء يشكلن نحو 20 بالمائة من بين مليار مدخن في العالم، ويتم استهدافهن من قبل شركات التبغ لتوسيع دائرة المدمنين وضمان زيادة استهلاك منتجاتها، بما يمكن من استبدال ما يقرب من نصف المدخنين الحاليين المهددين بالموت قبل أوانهم، بسبب أمراض ناتجة عن التدخين، منها اضطراب الحمل والولادة.
وفي حالة الحمل فالتدخين يشكل خطراً على الجنين، ويقلل من كمية الدم المتدفقة الى الرحم ويقلّل من وصول 25٪ من نسبة الأوكسجين الى المشيمة المغذية للجنين، ويسهم ذلك في نقص وزن المولود مقارنة بمولود الأم غير المدخنة بين 250 و300 غرام. ويضر التدخين بصحة المرأة بصفة خاصة، حيث يعتبر من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان عنق الرحم والأمراض الوعائية القلبية ويؤثر سلباً في وظيفة الإنجاب ويهدد سلامة الجنين ويسبب هشاشة العظام خاصة عند المسنات.
كما يتسبب لدى النساء في 40 بالمائة من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب و55 بالمائة بالسكتة الدماغية و80 بالمائة من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة و30 بالمائة عن السرطانات الأخرى. ومن التأثيرات السلبية على الصحة الانجابية، فإن التدخين يهدد عامل الخصوبة لدى المرأة، حيث يحدث اضطراباً على مستوى الحمل والولادة بما يسبب حالات ولادة مبكرة وتأثيرات خطيرة على صحة الجنين، وقد تحدث حالات اعاقة مع تعدد المخاطر لدى المرأة، ليس فقط على صحتها بل كذلك على صحة أطفالها.
فلسطين.. تفريغ الضغوطات النفسية عبر دخان الشيشة القدس المحتلة نظير طه
بات مشهد الفتاة أو السيدة الجالسة في المقاهي والمطاعم وهي تدخن الشيشة أو السيجارة مألوفاً في نمط حياة المجتمع الفلسطيني، وأصبحت الشيشة من العادات والطقوس المحببة لديها، حتى أنها تعتبر من "كسوة" الفتاة العروس المقبلة على الزواج في بعض المحافظات الفلسطينية التي لا يمكن الاستغناء عنها، بعدما كانت ولفترة من الزمن تقتصر على الرجال الذين يوجهون غالباً أصابع الاتهام للمرأة المدخنة بأنها مسترجلة.
ورغم الإجماع على المضار الصحية للمدخنين والمدخنات إلا أن الآراء تتباين حول أسباب بروز تلك الظاهرة وسط مجتمع يتمسك بعاداته وتقاليده المحافظة ولا يزال يرزح تحت الاحتلال، فهناك من يرى أن هذا الأمر مسألة شخصية تتغير من مجتمع لآخر وساعد في تنميتها تغير الصورة النمطية للمرأة ووصولها لمراكز قيادية مهمة، والبعض يشير إلى أن التدخين بشقيه "الشيشة والسيجارة" نوع من التفريغ الذاتي نظراً للظروف السياسية والاقتصادية والبطالة التي يواجهها المجتمع الفلسطيني. ويبقى السؤال هل التدخين تعبير عن المساواة مع الرجل؟ أم ضياع وهروب من الواقع؟
المحامية زينب الغنيمي" 58 عاماً" تعمل مديرة لمركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة في غزة، تدخن السجائر منذ أن كان عمرها 20 عاماً، وعن حكايتها مع السيجارة تقول ل "البيان" بدأت ذلك عندما اعتقلت ودخلت سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبعد خروجي لم ألق معارضة من أهلي فاستمريت بذلك حتى اللحظة.
فالتدخين ليس له علاقة بالمساواة مع الرجال فهو ضار للجميع، وإذا أردنا منعه أو الحد منه فيجب أن يكون ذلك للرجال والنساء على حد سواء، لأنه عادة سلبية تضر بالصحة والبيئة وكذلك بالمال. كما له علاقة بالتمرد على العادات والتقاليد المجتمعية،.
ويعتبر نوعاً من إثبات الذات والتباهي والاستقلالية خاصة للفئات الشابة من الذكور والإناث". والظاهرة تراجعت في غزة، بينما انتشرت في الضفة الغربية بشكل أكبر.
وترفض بشدة وصف النساء المدخنات بقلة الأدب والحياء، وتتساءل ما تفسير من يدخن وهو طفل ذكر لا يتجاوز إل 12 عاماً؟ وبالطبع المجتمع الفلسطيني لا يحبذ رؤية النساء المدخنات، والفتيات يغيرن الكثير من سلوكياتهن بعد الزواج فمن كانت تدخن تترك ذلك مقابل استقرارها وحياتها وحياة أطفالها، مؤكدة أن الظاهرة تنتشر عند الفتيات الجامعيات والعاملات وأحياناً تمارس بعيداً عن أعين الأهل في المقاهي والمتنزهات.
المرشدة الاجتماعية ختام زهران تشير إلى أن توجه الفتيات أو الشباب إلى الشيشة والسجائر يأتي من باب الاعتقاد بأن ذلك نوعاً من التطور والرقي والحرية، وبعض النساء يستخدمن الشيشة والسجائر كنوع من إثبات الذات، بينما الفراغ والبطالة والضغط النفسي من الدوافع المهمة لذلك، والتدخين لا علاقة له بالمساواة مع الرجال، فالمساواة تكون في القضايا الحقوقية والسياسية والاقتصادية والقانونية، وليس في التدخين لأنه أمر ضار للجميع.
ويؤكد الدكتور خالد نصر الله أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة أن التدخين ضار صحياً للرجال والنساء معاً، وليس صحيحاً ما يشاع بأن النساء يتعرضن للضرر بشكل أكبر، فقابلية المرأة لمقاومة المرض ونقص المناعة تكون أثناء الحمل وبعد الولادة وخلال مرحلة الرضاعة، وعليه فهي مطالبة بتجنب التدخين لما يحمله من أضرار صحية عليها وعلى طفلها.
آراء الرجال في المدخنات
يرى الشاب موسى حسين وهو خريج جامعي، أن النساء المدخنات يحاولن تقليد الرجال كنوع من المساواة حتى في هذه العادة السلبية، وليؤكدن إنهن مستقلات اقتصادياً ولهن الحرية فيما يردن، وشخصياً استاء من منظر الفتيات المدخنات، والنظرة السلبية التي غالباً ما توجه للفتاة المدخنة والتي تتهم بالتحرر والجرأة.
وعلى نقيض حسين يرى الشاب فلاح ناصر أن التدخين حرية شخصية للنساء كما الرجال، والكثير من النساء يستخدمنه كنوع من الظهور في طبقة اجتماعية مخملية والبعض يعتبرنه نوعاً من المساواة مع الرجال.
وتشعر الفتاة لمى البرغوثي في العشرينات من عمرها والتي تدخن الشيشة منذ خمس سنوات بالراحة النفسية والاستقرار والهدوء نتيجة لتدخينها، وعليه لا يمكن أن تتركها أو تستغني عنها إلا لفترة مؤقتة حفاظاً على صحة أبنائها في المستقبل، والعديد من الفتيات يتباهين بالتدخين ويعتبرنه نوعاً من المساواة مع الرجال بينما هي ليست كذلك - لأن المساواة مع الرجال تكون في شؤون أخرى وقضايا مهمة، وأنا شخصياً لا أجد معارضة من أهلي وأدخن في البيت كما في المقاهي.
وترى الفتاة نورة دونا والتي تدخن الشيشة بشكل طفيف جداً أن المجتمع الفلسطيني كان سابقاً يرفض تدخين النساء، أما الآن فأصبحت الظاهرة أكثر قبولاً نتيجة لسقف الحرية المرتفع، مؤكدة أنها ليست مع التدخين، وترى فيه عادة سيئة وضارة صحياً للنساء والرجال.
مصر.. الفتيات يحملن رغبة التمرد ويمارسن عادات شاذة اجتماعياً
من الظواهر المنتشرة في مجتمعاتنا ظاهرة التدخين التي نقبلها على مضض من الشباب والرجال، إلا أن الظاهرة تطورت وأصبحت أكثر شيوعًا بين الفتيات والنساء حتى صارت مقبولة اجتماعيًا، فهل انتشار التدخين بين النساء هو رغبة منهن في المساواة مع الرجل حتى في العادات الضارة عبر الشيشة والسيجارة؟ أم أنه نوع من عدم الحياء؟ أم يرونه نوعًا من التباهي باعتباره ينتشر أكثر بين الطبقة الأَرِستُقراطيَّة في المجتمع؟.. وأخيرًا كيف يمكن مكافحة هذه الظاهرة.
"الحياء شُعبة من شُعب الإيمان".. هكذا بدأ دكتور عبدالفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، حديثه، معتبرًا أن النساء المدخنات لا ينتمين إلى الحياء بصلة، وهي حين تُدخن لن تتساوى مع الرجل وإنما ترتكب محظورًا بغض النظر عمن يمارس هذه العادة عن غيرها.وقال إن المرأة الباحثة عن المساواة مع الرجل لابد أن تسعى إليها من خلال الأعمال النافعة في المجتمع.
معتبرًا المرأة المدخنة مريضة نفسيًا وميتة إيمانيًا، وذلك على عكس الرجل الذي يمارس تلك العادة السيئة على سبيل التقليد لوالديه أو كنوع من المجاملة، وهذا لا يمكن أن نطبقه على المرأة التي تمارس هذه العادة الخاطئة غير المبررة نتيجة سلوكيات غير سوية.
ويقول المصور خالد رفقي إن انتشار التدخين بين النساء في مصر أمر طبيعي اعتاد رؤيته بين مختلف الطبقات، وطبيعة عملي تجبرني على رؤية الفتيات وهنّ يُدخن السيجار والشيشة ، لكنني رغم ذلك ارفض أن تمارس زوجتي أو أختي أو حتى أمي هذه العادة القبيحة؛ فأنا أعتبرها نوعًا من عدم الحياء، ومجتمعاتنا العربية لها عاداتها وتقاليدها الثابتة التي لا تتجزّأ.
أما "ه.ع" وهي فتاة مدخنة فتؤكد استياءها من نظرات الدهشة والاستغراب التي تكسو وجوه النساء والرجال عند رؤيتهم للمرأة المدخنة، قائلة: "إنها حرية شخصية لا دخل لأحد فيها، ثم ما العيب في ممارسة هذا السلوك الذي أعتبره مصدر إلهاء لي عن الضغوط التي تحاصرني، لاسيّما أن أغلب المثقفات، والمجتمعات المتقدمة بشكل عام تمارسها وخاصة النساء قبل الرجال؛ إذن لماذا نحن لا نمارسها تحت أي دافع؟!".
ثلاثة فئات
بدورها تقول الكاتبة والباحثة النفسية عزة هاشم، لابد أن نميز بين ثلاث فئات رئيسية، وهي: الفئة الموجودة في المناطق البدائية أو العشوائية، والموجودة في الأوساط الأرستقراطية، والثالثة وهي فئة الشباب، ففي البيئات العشوائية تكون هناك امرأة كبيرة سنًا ومقامًا تشارك الرجل في التدخين.
وترجع ذلك إلى أنها تعامله معاملة الند بالند، وهو أيضًا يشعر أنه يتعامل مع كيان خاص له سلطة، وتعتبر لجوء نساء تلك المجتمعات إلى التدخين جزءًا من معايشتها لمجتمع الرجال وسلطتها عليهم.
أما المجتمع الأرستقراطي فالمرأة فيه تتشبه بالرجل كنوع من التنفيس، وتخفيف الضغوط النفسية والاجتماعية؛ لذلك تلجأ إلى السيجارة ل"نفخ همّها فيها" -حسب ما تعتقد.
وعن أوساط الشباب اعتبرت الباحثة النفسية أن الفتيات في تلك المرحلة لديهن رغبة في التمرد، وممارسة عادات شاذة، فيلجأن إلى التدخين بأنواعه المختلفة، أو كنوع من الهروب بتلك الأداة للتنفيس، غير إنهن يرفعن "شعار الممنوع مرغوب" هكذا هم الشباب، وأيضًا شعورهن بأنهن أكثر جاذبية بالسيجار كالرجل تمامًا، أو كنوع من التقليد للمثقفين والخواجات والأرستقراطيين.
رفض المجتمع
وتنصح هاشم باللعب على الوتر الاجتماعي من أجل إقناع المدخنات بالإقلاع عن التدخين، فهي ترى أن رفض المجتمع العربي لتلك العادة المستوردة من المجتمعات الغربية، وعلمها بالصورة الذهنية السلبية التي تتركها، سيؤثر فيها نفسيًا واجتماعيًا وسيكون لها دور في الإقلاع عن تلك السلوكيات. وتقول دكتورة أمل محمود، أستاذ علم الاجتماع، إن تدخين النساء أصبح مقبولاً اجتماعيًا ومألوفًا للعين إلى حد ما..
بل وأصبح شائعها في قطاعات وطبقات مهنية بين المتعلمات والمثقفات، وذلك إلى وجود المرأة العربية في المجالات كافة، حيث أصبحت عضوًا مشاركًا في كل شيء؛ قيادة السيارة، المظاهرات، العمل السياسي، الحياة المهنية.. فلماذا لا تُدخن؟!.
ولكي تقلع المرأة عن هذه العادة، نصحت "محمود" بضرورة التركيز على الأضرار الصحية والجمالية على المرأة جراء التدخين، مثل التركيز على أضراره على الأحبال الصوتية التي تؤثر في نعومة صوتها، وأيضا ظهور التجاعيد.
السودان.. الفراغ والتقليد الأعمى وراء الظاهرة
التدخين عادة اجتماعية وسلوكية عرفت منذ أكثر من عام 5000 قبل الميلاد ،ولكن حين يكون المدخن رجلا توجه له فقط النصائح من شاكلة ان التدخين ضار بالصحة وضار بالمال ، ولكن اذا كانت المدخنة بنت أو امرأة فان الحديث هنا يختلف كما ان نظرة المجتمع تختلف والسودان كبلد اسلامى ومحافظ لايختلف كثيرا فى نظرته للمرأة المدخنة وهذا ما وضح من خلال الآراء .
سماح عبد الماجد موظفة بالمجلس القومى للصحافة والمطبوعات قالت : ان تدخين النساء غير دخيل على الثقافة السودانية غير ان العادة كانت قاصرة فى الماضى على كبيرات السن ، ثم مالبثت ان اختفت لانتشار الوعى الدينى والصحى ولكنها عاودت الظهور بشكل كبير وسط الفتيات خاصة الطالبات .
ولكن بشكل خفي فليس ثمة فتاة سودانية تدخن فى الهواء الطلق ولا حتى اللائى يوصفن بانحراف السلوك . وترفض سماح ان يكون التدخين بابا للدخول فى المساواة مع الرجل لان العلاقة بين الاثنين هى علاقة تكامل وليست مساواة .
أما المهندسة ايمان تاج الدين فترى ان تدخين النساء امر لايقره عرف المجتمع وتحديدا المسلم والسوداني خاصة فالبنت التي تدخن في السودان يصفها البعض انها بنت (ماكويسة ) على حد تعبيرها . ويرى المهندس المدنى محمد خالد ان البنت التى تدخن لاتنتمى اليه او الى مجتمعه .
ويتفق الموظف أحمد سلام مع خالد فى ان البنت التى تدخن تقلد مجتمعات غربية لاصلة لنا بها كما ان التدخين لايساويها بالرجل بقدر ماستجعله يزدريها .
لكن نهال بشير لها رأي مختلف فهي ترى اننا فى القرن ال21 , وهو قرن لاتجوز فيه وصاية شخص على شخص آخر ومن ارادت ان تدخن وهى مدركة لمخاطر التدخين الصحية والاجتماعية فهذا حقها وحريتها الشخصية ,وقالت لكن على كل فتاة مراعاة قيم المجتمع الذي تعيش فيه . وترى الطالبة الجامعية رحاب بدوي ان تدخين الفتاة لايعبر عن مساواتها بالرجال فالرجل رجل والمرأة مرأة .
ويقول حسن عووضة كشكش رئيس قسم الدراسات الاسلامية في جامعة النيلين أن التدخين محرم فى حق الرجال والنساء لانه ضار بالصحة وفى حق المرأة اشد حرمة لان التدخين يؤثر على الجنين كأنها تمثل القدوة لابنائها .
ويرجع اسباب تدخين المرأة الى الفراغ الروحى والتقليد الاعمى ، وهو محاولة تقليد للرجل ومجاراة وتحد . وقال يجب أن نكافح الظاهرة بالتذكير بخطر التدخين على الصحة واخلاق الابناء كما انه قد يؤدى الى فشل الحياة الزوجية .
البطالة والعنوسة
وينفى دكتور الرشيد عووضة الامين العام للجمعية العامة لمكافحة التدخين السودانية, ان يكون تدخين المرأة من باب المساواة مع الرجل والا لدخنت جهرا كما يتحفظ على عدم الحياء ,ولكن يرى جملة من الأسباب تدفع المرأة للتدخين منها الاحباط بسبب العطالة والعنوسة ، وغياب او ضعف السلطة الابوية فى المنزل ، وانعدام مسؤولية بعض الأسر تجاه الابناء والانفتاح فى العلاقات بين الجنسين فى الجامعات خاصة الفئة العمرية من 18-19 سنة
ويشير الدكتور عزالدين السيد أخصائي المخ والاعصاب بمستشفى الشعب التعليمى في الخرطوم ان التدخين يضر بصحة المرأة ويؤثر على خصوبتها ورغبتها الجنسية لان المواد الموجودة فى السيجارة تقلص الأوعية الدموية التى تنقل الغذاء والاكسجين الى الاعضاء التناسلية ، ويضيف ان ذات الحالة تصيب الرجال المدخنين ايضا .
ويتفق معه دكتور محمد طلحة أخصائى امراض النساء والتوليد فيقول ان التدخين يؤثر على معدلات الخصوبة عند النساء خاصة اللواتي فى عمرالانجاب كما انه يؤدي الى ارتفاع معدلات الاصابة بالقلب والجلطات لدى الجنسين .
مع المدخنات
"م.ع.ص " أرملة : اصبحت ادخن بعد ان فقدت زوجي الذي ترك لي خمسة ابناء , ولم أعد أستحى من التدخين امامهم ولكنني غير راضية عن نفسي. فى البداية بعد وفاة زوجي الذى كنت احبه كثيرا اشارت علي صديقة بأن التدخين ربما يخرجني من حالة حزني وبالفعل سلكت هذا الطريق منذ عام 98 وحتى الآن ولكن انوى ترك التدخين لان ابنائى اصبحوا رجالا .
اما "س . ف" فقد دخلت عالم التدخين من باب التجريب مع الأصدقاء والامر تطور لتدخين الشيشة, وتقول انها محتارة الآن بين الزواج وترك التدخين فهي تفضل التدخين على زوج لا يتفهم حاجتها للسيجارة .
الأردن.. الحرية والمساواة لا تعني سيجارة او أرجيلة
لم تجد بعض النساء من مشهد يعبرن فيه عن حريتهن الشخصية سوى بالتدخين.. هذه ليست الحرية التي نريدها للناس رجالا او نساء.. بهذه الكلمات تعبر الدكتور أمل صالح استاذة علم الشريعة عن رفضها لمعاني المساواة الملتبسة، كما تقول بين معظم رجال ونساء اليوم. ورغم أنها تقول: "لا مساواة لكن عدل"، إلا أنها تمضي بفرضية المساواة، متسائلة: "هل يعنون بالمساواة هذا؟"
وسوزان.أ سيدة متزوجة وتدرك ان الحرية والمساواة لا تعني "سيجارة" او ارجيلة، لكنها تمارس عادة التدخين من دون ان تنكر انها تشعر "بالتحليق" على حد وصفها خاصة، وهي تدخن في البيت لوحدها.سألناها عن رأي زوجها فقالت: اشترط ان لا يشم رائحة الدخان، فيما الغريب انه هو شخصيا غير مدمن على الدخان.
فمن علّمها ؟ تقول انهن صديقاتها في الجامعة. الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية يعتبر ان التدخين بصفة عامة سلوك سيء جدا وهو أسوأ للانثى، فهو يطيح بمعنى الأنوثة النفسي من حيث تعاطيها مع فعل يتناقض مع كونها انثى فتتحول الى امرأة اقرب بفعلها على الرجال، اما الجسدي فلا يعود بعد فترة جسمها كما يجب ان يكون بفعل الدخان.
وبحكم عمله في الجامعات، يلاحظ وجود الظاهرة لدى الطالبات على مقاعد الدراسة أكثر، وهذه جريمة بحسب وصفه، لان الطالبة الجامعية صغيرة السن، ستكون أما، والأم مدرسة .. فأي مدرسة نريد وضعها في بيوتنا؟ويضيف ان الكارثة الاكثر في استخدام المرأة في إعلانات التدخين، عبر ترويج ايحائي جنسي تعطيه المتلقي انطباعا بأنها امرأة متحضرة. ويتابع: لا ادري كيف يفهم هؤلاء الحضارة؟
أما مفتي عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة فيؤكد ان الدخان حرام، ويقول: ألم يثبت علمياً أنه يترتب على فعله ضرر في البدن والعقل والمال، فيفسد القلب، ويضعف القوي، ويغير اللون بالصفرة، ويغلق مجاري العروق، ورائحته نتنة وهو أشد من البصل والثوم، وفيه ضرر مالي؟
أما الدكتور زيد حمزة وزير الصحة الاسبق والرئيس السابق للجمعية الوطنية الاردنية لمكافحة التدخين فيقول إن الاضرار الناتجة عن تدخين الارجيلة عند النساء أكبر من الرجال لكونهن أولا نساء يتعرضن للحمل، وهن بطبيعتهن أقرب وجودا إلى أفراد الأسرة من أطفال ومراهقين من الرجال من اجل ذلك فان تدخينهن يعرض الاسرة للمخاطر اجتماعية وصحية وثقافية وصحية بشكل أكبر مما هي للرجال.
وأضاف ان اشد الفئات تضررا من التعرض للتدخين هي فئة الاطفال في مراحل اعمارهم المبكرة، مشيرا الى ان المرأة المدخنة هي الاكثر نقلا لاضرار الدخان للاطفال، مطالبا وزير الصحة الاسبق بتطبيق الانظمة والقوانين المتعلقة بالدخان في الاماكن العامة.
وتخضع مقاهي الارجيلة لشروط وقوانين تمنحها بعدها تراخيص قبل صدور قرار وزارة الداخلية العام الماضي ومنها ضرورة عزل المكان المخصص لتدخين الارجيلة في المقهى عن باقي الأماكن واغلاقه بشكل كامل، لكن هذه القوانين تعاني كما كل القوانين من ضعف في التطبيق.
الأميركيات ضحية شهرة نجمات هوليوود وشركات الدعاية
التبغ، زراعة وصناعة واستهلاك، قطاع واسع في الاقتصاد الأميركي. ينتج لسوقه الداخلية وصادراته إلى الخارج حوالي 408 آلاف طن سنويأ. رابع إنتاج في العالم بعد الصين خمسة أضعاف ونصف والهند والبرازيل. المستهلك الأميركي أنفق حوالي 90 مليار دولار على التدخين بكل أصنافه، حسب إحصاءات 2006. الرقم بقي في هذه الحدود مع هبوط خفيف.
إذ خلال السنوات العشر الأخيرة بين 1998 و2008؛ نزل عدد المدخنين أقل من 4% من 24% إلى 5و20% . وبلغ المجموع 46 مليون مدخن، فوق سنّ ال 18. 23بالمئة من الرجال و 18 من النساء. ومنذ عشرينات القرن الماضي صوّبت صناعة السجائر عمليات تسويقها باتجاه المرأة. وقد ساهم صعود هوليوود وعالم السينما في الترويج للتدخين باعتباره أحد مظاهر إثبات الذات فضلاً عن كونه متعة مزعومة.
كما شجّعت على ذلك الكذبة التي شاعت بأن وقف التدخين قد يؤدّي إلى السمنة. كله أدّى إلى ارتفاع المدخنات في أواسط الستينات الماضية، إلى حوالي 34 في المئة من النساء الأميركيات.
بعد ستين سنة من تسويق التدخين للمرأة، أي في مطلع الثمانينات؛ بدأت التقارير الطبية تسلّط الأضواء على العواقب الوخيمة للإدمان على التبغ. خاصة بالنسبة للمرأة. قبل ذلك صدرت قوانين ساهمت في الحدّ من التدخين: منذ 1966 صار من المفروض كتابة تحذير عن أضرار التدخين على علبة السجائر.
ومنذ عام 1970، صدر قانون بمنع الدعايات للسجائر في كافة وسائل الإعلام. تزايد الوعي الصحي قاد إلى قوانين منع التدخين في أماكن العمل والأماكن العامة. صبّ في تعزيز هذا التوجه، رفع الضريبة بصورة فلكية على السجائر بحيث ارتفع سعر العلبة من حوالي نصف دولار إلى ما يزيد على خمس دولارات في بعض الولايات.
نتيجة كل ذلك ومع بداية التسعينات هبطت نسبة المدخنات إلى قرابة 23%. وبذلك انخفض المنسوب العام للمدخنين في أميركا من 46% في الخمسينات إلى20,6% عام 2008. ثم استقر طلوعاً ونزولاً، بقدر بسيط، عند هذا الحدّ. مع ذلك، بقيت السلطات الصحية قلقة من هذه النسبة. حتى نهاية التسعينات كانت ضحايا التدخين السنوية 440 ألف حالة وفاة و157 مليار دولار كلفة طبية.
معظمها حالات سرطان وأمراض قلب. وحسب دراسة أعدتها السلطات الصحية، ارتبط تدخين المرأة إجمالاً بوضعها الاقتصادي. النساء الأكثر فقراً كنّ أكثر عرضة للتدخين. والعكس صحيح. 48% من المدخنات حاولن التغلب على هذه العادة المؤذية. ومعظمهن بين سن المراهقة والأربعين من العمر. وكان النجاح ملفتاً إذ تقلّص العدد 50%.
وقد تأكد بالدراسة والتجربة أن تدخين المرأة أثناء فترة الحمل، مسؤول بين20% إلى 30% عن ضمور وزن المولود. كما هو مسؤول بنسبة 14% عن الولادة قبل أوانها وبنسبة 10% عن وفاة المولود. بالإضافة إلى ذلك يتسبب التدخين بحالات الربو الذي يصيب الأطفال والأولاد. ولذلك كله، يوصي الأطباء بضرورة ترك المرأة التدخين قبل بداية الحمل حتى يبقى الطفل بعيداً عن التأثر بالمضار الناتجة عنه.
وفق الكشوفات والإحصاءات التي جرت في السنوات الأخيرة، يتبين أن نسبة المدخنات نزلت إلى 18%، مقابل 23% بين الرجال. أما اللواتي تخلّصن من هذه العادة التي تؤذي كافة أعضاء الجسم حسب المرجع الطبي الأعلى في الولايات المتحدة، فقد بلغ نسبة مماثلة: 18%؛ فيما بقي 62% من النساء الأميركيات خارج فخ الإدمان على التبغ، مقابل 52% من الرجال.
ثبوت علاقة التدخين بالأمراض القاتلة، مع تدابير المنع والتضييق؛ أضعف جاذبية التدخين كمتعة. خاصة لدى المرأة. ساهمت الكلفة في ذلك. ليس فقط كلفة التطبيب في الحالات المرضية الخطيرة. بل أيضاَ في شراء التأمين الصحي. التأمين لغير المدخن أو المدخنة أقل كلفة من تأمين المدمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.