حقق المغرب الفاسي كأس السوبر الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه على حساب الترجي التونسي بركلات الترجيح (4-3)، في المباراة التي جمعت بين الفريقين بملعب رادس بتونس اليوم السبت وانتهت بالتعادل 1-1 في الوقت الأصلي. وخاض المغرب الفاسي السوبر بصفته بطل كأس الإتحاد الإفريقي (الكونفيدرالية)، أمام الترجي بطل دوري أبطال إفريقيا. ويعتبر الأهلي المصري الأكثر حصولاً على هذا اللقب برصيد أربع كؤوس يليه مواطنه الزمالك برصيد 3 كؤوس. تألق المغرب الفاسي الملقب ب(الماص) ، وأشرقت شمس أمجاده باللقب الكبير بعد أن قدم مباراة تكتيكية في المقام الأول، حيث أحرز هدفاً في الشوط الأول عن طريق أبورزوق، وأمن دفاعاته جيداً امام هجوم الترجي الذي تعرض لطرد لاعبه مجدي تراوي في الدقيقة 63 من زمن المباراة إلا أن هذا لم يؤثر على سير اللقاء وخاصة أداء الفريق التونسي الذي تمسك بالأمل حتى الدقيقة 100 ، حيث أدرك الترجي هدف التعادل عن طريق خليل شمام ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت مرة أخرى للمغرب الفاسي. تفوق المغرب الفاسي بقيادة رشيد الطوسي على الترجي في شوط المباراة الأول حيث استطاع تسجيل هدف عن طريق المهاجم القناص حمزة أبورزوق حينما حول عرضية من حجي من الجانب الأيمن إلى لمسة سحرية بيسراه سكنت يسار الحارس معز بن شريفية. سيطر "الماص" على مجريات اللعب واعتمد على الجبهة اليمنى التي شغلها حجي والذي أصبح صداعاً في رأس الجبهة اليسرى للترجي، وشكل خطورة كبيرة على مرمى المكشخين (الترجي). في المقابل أضاع نيانج فرصة هدف محقق بعدما راوغ الحارس الزنيتي وسدد ولكن كرته مرت بموازاة خط المرمى. وتعرض انس الزنيتي حارس المغرب الفاسي لإرتطام قوي مع أحد لاعبي الترجي في الدقيقة 56 على حدود المنطقة لحظة خروجه لإبعاد الكرة، إلا أنه سقط متأثراً بالإصابة وظل يتلقى العلاج لدقائق واستكمل المباراة بعدها بشكل طبيعي. مع بداية الشوط الثاني، مارس الترجي أسلوب الضغط وكشر عن أنيابه الهجومية بحسب تعليمات المدرب ديكستال عبر وجدي بوعزي ويوسف المساكني. ولم يتمكن الزنيتي (حارس الماص) من استكمال المباراة بسبب الإصابة ليحل بدلاً منه الحارس الاحتياطي اسماعيل كوحا في الدقيقة 60 الذي أبلى بلاء حسناً في دقائق مشاركته باللقاء. وزادت معاناة الترجي في الدقيقة 63 عندما حصل مجدي تراوي على البطاقة الصفراء الثانية في المباراة ومن ثم الحمراء بعد تدخل عنيف على أحد لاعبي الماص في وسط الملعب، ليكمل الفريق التونسي المباراة بعشرة لاعبين. وارتدى كوحا ثوب البطل، عندما تصدى لهجمة خطيرة للغاية من بوعزي الذي تلقى تمريرة حريرية من نيانج وضعته في مواجهة الحارس الاحتياطي، إلا أن الأخير أبعد الخطورة عن مرماه بجدارة، وتوالت الهجمات وسدد المدافع محمد بن منصور رأسية خطيرة من منطقة ال"6 ياردة"، ولكن كرته مرت فوق العارضة. رغم النقص العددي، اندفع الترجي للهجوم لأنه لا يملك شيئاً يخسره..أما الماص فقد تراجع للخلف للحفاظ على تقدمه ولكن ذلك لم يقض على خطورة المكشخين. المغرب الفاسي واجه الترجي بهدوء الأعصاب والتأمين الدفاعي في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة في محاولة للحفاظ على الهدف الوحيد، إلا أن الترجي لم ييأس وهاجم بضراوة رغم طرد تراوي وعندما اقتربت المباراة من نهايتها (د100)، أشعل الترجي العاصمة التونسية بهدف قاتل عن طريق خليل شمام الذي استغل "دربكة" داخل منطقة الجزاء المغربية وخطأ من الحارس كوحا ولم يتوان في إيداع الكرة الشباك. أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1، ليحتكم الفريقين مباشرة إلى ركلات الجزاء الترجيحية التي حسمها المغرب الفاسي بنتيجة 4-3، نتيجة لتألق حارسه البديل كوحا الذي تصدى لركلتين من الترجي، بينما أبعد بن شريفية حارس الترجي ركلة وحيدة.