تعتبر العطور السودانية من أشهر العطور في العالم لخصوصيتها ليس ذلك فحسب فهي كانت ولا تزال من اهم طقوس المناسبات السعيدة كالزواج والختان والانجاب. ولا يكاد أي بيت داخل او خارج الوطن يخلو من الخمرة والدلكة والبخور فهي جزء لا يتجزأ من ثقافة وأنوثة المرأة والعطر السوداني تعرفه كل المطارات وكل ضباط الجمارك فلا تكاد طائرة تخلو من حقيبة يرقد بداخلها عطر سوداني أخاذ . وتعتبر مدينة بربر شمالي البلاد هي المنشأ الاصلي لصناعة العطور بحسب كتاب الطبقات لود ضيف الله . وعندما تتأهب اسرة لتزويج احد الأبناء , هنالك طقس يعرف بدق الريحة حيث تجتمع النسوة ومن بينهن تلك الحاذقة فى طريقة خلط وصنع هذه العطور ودق الريحة هو بداية مراسم الفرح التى تختتم بليلة الزفاف وقد دخلت العطور في الغناء السوداني كثقافة متجذرة فقد غنى أحد المطربين "عاوز اكون تاجر عطور اسرح وادور بين الحسان ". ورغم ان العطور السودانية كانت في الماضى تصنع بأيدي نساء هاويات الا انه ومع التقدم الذي حدث فى العالم خرجت الصناعة محليا من الهواية الى الاحتراف بل شاركت في مهرجانات عالمية وأخرى تقام في الخرطوم . اعتماد محمد معوض متخصصة في صنع العطور السودانية تمكنت من صناعة عطر خاص بالرجل من خامات عطور نسائية معروفة هي المسك والصندلية ، تحدثت عن بداياتها كهاوية فقالت : كنت استمتع وانا اقوم بخلط تلك المواد لتصبح عطورا اخاذة كمشاركة مني فى مناسبات الاهل والجيران واشتهرت بهذا العمل في اوساط اسرتي ثم تطورت الفكرة لتصبح مصدر دخل لي وبالفعل اقوم بعمل الخمرة والبخور وابيعهما باثمان عالية قد تصل الى مليون جنيه للزجاجة الواحدة . عطر مميز توصلت الى ان بعض الرجال يحبون العطور النسائية فصنعت عطرا خاصا بهم اسميته " الرجل المميز " وشاركت به في معرض سيدات العمل ونلت عليه شهادة تقديرية ,والعطر نال اعجاب كل زوار المعرض رجالا ونساء وحقق مبيعات جيدة فبعض النساء اشترينه كهدايا لازواجهن والبعض الآخر كهدية ضمن فطور العريس المعروف في السودان وقد حققت شهرة بالعطر في المعرض . وعن مكوناته تقول اعتماد هو مزيج من عطور رجالية معروفة مضاف اليها خامات مثل المسك والصندلية والضفرة لان بعض الرجال يفضلون التعطر بمثلها . كما أقوم بصنع كل انواع الخمر مثل الصندل والتفاح والفراولة والمحلب والمسك ، وسعر الزجاجة غالي الثمن وليس في متناول اي سيدة لذا صنعت عبوات صغيرة تحملها السيدة داخل حقيبتها ويتراوح سعرها بين 20و50 جنيها وحققت ارباحا كبيرة جدا واكثر خمرة مرغوبة , خمرة التفاح وتصنع باكثر من طريقة . والمواد الاصيلة التي تدخل في صناعة العطور البلدية هي الصندل والضفرة والمسك والمحلب والصندلية،حيث يتم استيراد الصندل الأصلي من الهند والضفرة من البلدان التي تطل على البحار لانها انتاج بحار اما المسك فيأتي من تركيا وينتج محلياً من الذرة السودانية ، اما الدلكة فهى من العجين وهي جزء اصيل من العطور البلدية ، وهي عجائن تعد على طريقة التدخين وتضاف اليها العطورو تستخدم في عملية المساج والتقشير للجلد. انواع الخمرة العطور المعروفة بالخُمرة السودانية نجد منها خُمرة المحلب والضفرة والصندل والبيضاء والتي دخلت عليها حديثا خُمرة التفاح والبرتقال والموز وفيها تستخدم الروح وهنالك مسميات أخرى اخذت طابع الحداثة حتى يبقى القديم ويلفت انتباه الاجيال الجديدة وتجعلهم يعودون اليها لأن الكريمات المصنعة كيميائياً لها خطورتها على بشرة المرأة. والخمرة انواع مختلفة ويكون منها السائل واشهرها واعرقها خمرة المحلب وخمرة المسك وخمرة الضفرة وايضا البخوروهو انواع ويصنع من الاخشاب العطرية بإضافه السكر وبعض العطور والمكونات الاخرى . وتصنع العطور السودانية من مواد مختلفة منها العطور السائلة وتعرف بالريحة اللينة مثل فلور دي مور، سوار دي باريس ، ريف دور، قلامور ، بت السودان كما تستخدم العطور الجافه مثل خشب الصندل ، المسك التركي ، الضفرة ، المحلب ، القرنفل ، الهبهان وبعض العطور الزيتية مثل الصندلية ، المجموع ، السرتية ، المحلبية وهنالك بعض المكونات الاخرى تستخدم في التصنيع مثل بعض الاخشاب العطرية مثل الشاف ،الطلح ، الكليت ، الهبيل. كما تدخل بعض السوائل مثل عصير البرتقال والجريب فروت. ايضا يستخدم دقيق الذرة، البطاطس وبعض الفواكه مثل البرتقال والتفاح . البيان
