ليس في كل الأحوال يكون ابن الوز عوام طبقا للمثل الشعبي الذي يقال لكل ابن خطا على خطوات والديه فى شتى الضروب الابداعية، ومنها الفن، فهناك أبناء بعض الفنانين ينطبق عليهم ذلكم المثل ومع ذلك نجدهم توقفوا عند محطة أغنيات آبائهم دون مغادرتها الى محطة أخرى، وسعوا إلى أن يكون لهم انتاجهم الخاص مكتفين بالإرث الغنائي الذي ترك لهم كسول بعض من أبناء الفنانين أصبحوا خلفاً لآبائهم بعد رحيلهم عن الدنيا وولجوا إلى الساحة الفنية بالإرث الذي تركوه لهم، وإذا اردنا الوقوف عند هذه الظاهرة نجدها قديمة، حيث نجد بعد أن رحل عميد الفن أحمد المصطفى طرح عزالدين نفسه فنانا خلفا لوالده ومرددا أغنياته التي منع الفنانين من ترديدها ولا اختلاف حول أن جمال صوت عزالدين، ولكن إلى يوم الناس هذا لايعرف له الناس أغنية خاصة به. فالأعمال التي ظهر بها جميعها لوالده هذا من جهة ومن أخرى نجد أن قرار منعه للفنانين من ترديد أغنيات والده جعلها حبيسة الاضابير، خاصة وأن عزالدين كسول وقليل الظهور والمشاركة في الفعاليات الغنائية. جوانب شتى ربما يعمل غالبية أبناء المطربين بالمثل الذي يقول (جحا أولى بلحم تورو) بيد أن ابن الفنان أحمد الطيب نفى أمس ل(فنون الأحداث) عمله بهذا المثل هو وشيقه عصام. وقال: لكن لا أرفض استفادتي من تجربة الوالد من حيث النصح والارشاد، ولكن سعيت لأن تكون لي شخصيتي المستقلة بعيدا عن الوالد عليه الرحمة، وذلك من خلال أعمالي الخاصة ولو اقوم بذلك كنت سأكون صورة طبق الأصل من الوالد ومضى احمد بالقول: يجب أن يقدم الفنان أعمالا وفقا لروح العصر الذي يعيش فيه فأحمد الطيب عاش في جيل له صفاته واشياؤه التي عاشها تختلف عن جيلنا هذا في جوانب شتى. استاذي في الفن الفنان الراحل خضر بشير أيضا ولج ابنه محمد إلى ساحة الغناء وعرف بجمال صوته وعاب عليه كثيرون اتكاءه على أغنيات والده، حيث لايعرف لمحمد أغنية بعينها من انتاجه الخاص، ولكن كان لمحمد رأي آخر، وفي الاتصال الذي جمع به (فنون الأحداث) ظهر أمس قال: بعض الصحفيين يقولون ذلك من باب لن أعيش فى جلباب أبي، وأنا عندما ركزت على أعمال والدي لعدة اسباب أولها خوفا من اندثار أغنيات الوالد، وحتى لايسطو عليها الفنانون الشباب ويرددونها؛ فتنسب إليهم، فجيل الشباب غير ملم بأغنيات الفنانين الكبار، وعندما يستمع اليها ينسبها مباشرة إلى الفنان الذي تغنى بها، ولكن عندما أتغنى بها أنا بحكم إنه والدي، وإذا سأل أحدهم عني سيقال له هذه الأغنية ملك لوالده، وقبل ذلك هو أستاذي في الفن وتعلمت منه الكثير. إرث لنا لم يوافق محمد خضر بشير عماد أحمد الطيب الرأي حول ضرورة أن يكون لابن للفنان انتاجه الخاص بعيدا عن أغنيات والده قائلا: فيما العجله لأن تكون لي أعمالي الخاصة. فزيملنا عماد ركز على أن يكون له انتاج خاص، وفي المقابل أهمل أغنيات والده وتركها للفنانين الشباب يرددونها، والأشخاص الذين لايعرفون انها لأحمد الطيب ينسبونها للصوت الذي يرددها، على الرغم من أن الأغنية قد يكون عمرها أكبر من عمره. وعلى سبيل المثال أنا والدي دخل مجال الفن في العام 1930 م ولحن أغنيات من الحقيبة وكل أعماله هي من ألحانه، وكلما وقفت على خشبة أحد المسارح لأردد له أغنية أغنيها بنفس أسلوبه ولكنها بطريقتي الخاصة. وزاد محمد تركيزي على أغنيات الأستاذ خصر يأتي من باب «إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث» هذا من جهة ومن أخرى كل أعماله هي ارث لنا وفقا للقانون.. سنمنحه الترخيص كما هو معروف أن هناك قانونا خاصا للمهن الموسيقية وهو الذي يحدد من هو الفنان من غيره ومن ثم يمنح ترخيص لمزاولة المهنة.. الأمين العام للمجلس الموسيقى المسرحي الدكتور عبدالقادر سالم دفعنا إليه أمس بسؤال حول اذا ما تقدم لهم أحد أبناء الفنانين لنيل الترخيص وفي الوقت ذاته لايملك رصيد من الأغنيات الخاصة؟ سالم وفقا للقانون الذى يحتكمون اليه أجابنا قائلا: أولا بالنسبة لنا من أهم الاشياء التي يجب توفرها فى المتقدم بطلب للترخيص للمجلس أن يكون صاحب صوت جميل ومجاز، وثانيا أن تكون له أعماله الخاصة، بجانب أغنيات والده التي يحق له غناؤها إذا كانت أسرته قد سمحت له بذلك وبعدها سنمنحه الترخيص ويزاول مهنته.. الاحداث