حقل هجليج النفطي (السودان) (رويترز) - قال السودان وجنوب السودان يوم الاربعاء ان قوات الجنوب انسحبت من منطقة هجليج السودانية المنتجة للنفط الأمر الذي خفف التوتر بعد اشتباكات على مدى يومين بين البلدين هددت بتصعيد الصراع. ودعت الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة البلدين لوقف العنف وهو الأسوأ منذ استقلال الجنوب في يوليو تموز ليستحوذ على أغلب الاحتياطيات النفطية المؤكدة للدولة قبل التقسيم. واتهم جنوب السودان الخرطوم بقصف حقول نفط رئيسية ومناطق أخرى على جانبه من الحدود يومي الاثنين والثلاثاء. ونفى السودان شن غارات جوية وقال ان القوات الجنوبية بدات القتال بمهاجمة منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسية السودانية. وقالت الاممالمتحدة يوم الاربعاء ان حكومة جنوب السودان تعهدت بسحب قواتها الى مواقعها السابقة ووافقت حكومة السودان على وقف القصف اذا انسحبت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي أصبح جيش الجنوب. وقال مكتب الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في بيان "عبر الامين العام عن قلقه العميق بشأن هذه الاشتباكات العسكرية وحث الطرفين على الاستغلال الكامل للاليات السياسية والامنية القائمة لمعالجة خلافاتهما بطريقة سلمية." وقالت الاممالمتحدة ان من المقرر أن تلتقي الحكومتان في أديس أبابا في 30 مارس اذار. ولم يشاهد مراسل من رويترز شارك في جولة نظمتها الحكومة السودانية في حقل نفط هجليج قرب الحدود أي علامة على اشتباكات يوم الاربعاء لكن الوجود الامني كان كثيفا وقام جنود وشاحنات خفيفة مزودة بمدافع رشاشة بحراسة المنطقة. وقال بشير مكي قائد منطقة هجليج للصحفيين ان هجليج والمناطق المحيطة بها آمنة تماما. واضاف أنهم مستعدون للدفاع عن البلاد في حين هتف عشرات الجنود "الله أكبر". وقال جندي سوداني "قتل60 جنديا آخرين في محطة كهرباء استولت عليها الحركة لبعض الوقت." وكانت هناك دبابة تم تفجيرها وعربتان عسكريتان رباعيتا الدفع متروكة على الطريق الرئيسي من المطار الى منشآت النفط في هجليج. وقال اللواء عبد المنعم سعد نائب رئيس الاركان للعمليات العسكرية بالجيش السوداني ان "العدو" غادر البلاد ولا يوجد جندي جنوبي واحد على أرض سودانية. وكان الجيش الجنوبي قال في وقت سابق انه عبر الحدود في البداية الى هجليج مع طرده القوات السودانية من أراضي الجنوب. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم الجيش الجنوبي يوم الاربعاء "أعلنا فض الاشتباك وانسحبت قواتنا من هجليج." وأوقف الجنوب انتاجه من النفط البالغ 350 ألف برميل يوميا لمنع السودان من مصادرة النفط لتعويض ما تقول الخرطوم انها رسوم غير مدفوعة. وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود تحتاجه الخرطوم لمواصلة دعم الاقتصاد. وينتج الحقل نحو نصف انتاج السودان من الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا وحصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في 2009 غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع. وفي هجليج قامت وحدات شبه عسكرية تضم رجالا من قبيلة المسيرية المتحالفة مع السودان بحراسة المنطقة. وقال اسماعيل حمدين أحد زعماء المسيرية انهم سيدافعون عن الحدود حتى بدون تصريح من الحكومة أو الاممالمتحدة أو أي جهة. وأضاف أنهم لا يريدون أن يذهب الرئيس عمر البشير لجوبا عاصمة الجنوب. وكان من المقرر أن يسافر البشير الى جنوب السودان في ابريل نيسان للاجتماع مع نظيره الجنوبي سلفا كير لمحاولة حل الخلافات غير أن الزيارة ألغيت بعد اندلاع العنف. وكان الدخان لا يزال يتصاعد من مجمع اسكان لعمال النفط قرب بئر على الطريق. وقال عامل نفط صيني يرتدي زيا أزرق اللون ان الخوف لا يزال يسيطر على العمال. وقال "نحن خائفون. هذا فظيع. لا يمكننا العمل هنا اذا لم نحصل على الحماية. دمروا مباني الاقامة." وعندما سُئل عما اذا كان يعتقد أن القتال انتهى قال العامل "لست واثقا من ذلك