استقال العالم الذي ترأس فريقا أوروبيا أجرى العام الماضي تجربة أعلن في اعقابها ان قياساته أظهرت انطلاق جسيمات بسرعة تفوق سرعة الضوء. وجاءت الاستقالة بعد اسابيع على طعن فريق منافس في دقة هذه القياسات. وقال المعهد الوطني للفيزياء النووية في ايطاليا، ان انطونيو ارديتاتو استقال من رئاسة فريق الباحثين الذي اعلن في سبتمبر بعد تجربة «اوبرا» ان حساباته لسرعة النيوترينات تبين انها فاقت سرعة الضوء. وأكد ارديتاتو استقالته لوكالة اسوشيتد برس ولكنه امتنع عن التعليق. وكان فريق «اوبرا» نفسه لفت الى انه من الضروري ان تخضع قياساته لتمحيص وتدقيق باحثين مستقلين، لأنها على ما يبدو تنقض واحدا من المبادئ الأساسية للفيزياء الحديثة، وهو المبدأ القائل انه لا شيء تفوق سرعته سرعة الضوء. ويشكل هذا المبدأ الأساس الذي تستند اليه نظرية آينشتاين النسبية الخاصة. وكان من شأن تفنيده ان يفتح الباب لفيزياء من نوع جديد تعترف بإمكانية السفر في الزمن وبسرعة تفوق سرعة الضوء. وأقر فريق «اوبرا» في يناير بأنه وجد ثغرة في الإعداد التقني لتجربته تسببت في الخلوص الى ان سرعة النيوترينات فاقت سرعة الضوء ولكنه لم يذهب الى حد الاعتراف بارتكاب خطأ. وفي وقت لاحق من مارس سجل فريق «ايكاروس» المنافس سرعة النيوترينات في تجربة مغايرة وخلص الى انها تجاوبت مع التوقعات حيث بلغت سرعتها سرعة الضوء وليس أسرع. وسيعمل فريقا اوبرا وايكاروس وفريقان آخران على حسم الجدل نهائيا بإجراء تجارب أخرى في مختبرات المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في مايو المقبل.