قالت زهية مختاري محامية عائلة محمد مراح المتهم بتنفيذ اعتداءات تولوز ومونتبان بفرنسا إن لديها أدلة وإثباتات تؤكد أن محمد مراح تعرض لعملية 'اغتيال'، مشددة على أن تسجيلات صوتية حصلت عليها قال فيها مراح لقائد فرقة التدخل الخاص:' أنا بريء، لماذا تريدون قتلي'؟ وأضافت مختاري أمس في مؤتمر صحافي عقدته بمكتبها الواقع بضواحي العاصمة الجزائرية أن محمد بن علال مراح والد محمد مراح هو من اتصل بها، بعد أن علم أنها تعودت الدفاع عن قضايا في الخارج، مشيرة إلى أنها شرعت في جمع المعلومات والإثباتات الخاصة بهذه القضية، وأنها ستشرع قريبا في مباشرة إجراءات التقاضي، وذلك فور حصولها على التأشيرة لدخول التراب الفرنسي، من أجل رفع دعوى قضائية بشكل رسمي ضد الأمن الفرنسي، في أعقاب تعرض محمد مراح لاغتيال على أيدي فرقة التدخل الخاص. وأصرت المحامية على استعمال كلمة 'اغتيال' للحديث عما حدث لمحمد مراح، مبررة ذلك بأنها لم توافق على التأسس في حق عائلة مراح، إلا بعد أن كان لديها من المعلومات ما يعزز فرضية وجود تجاوزات من طرف الأمن الفرنسي، موضحة أنها حصلت خلال الأيام القليلة الماضية على إثباتات إضافية تؤكد الشكوك الموجودة لدى العائلة. وذكرت أن نوعية الإثباتات التي حصلت عليها، تتمثل بالدرجة الأولى في تسجيلات صوتية وفيديوهات تخص عملية قتل مراح من طرف رجال الأمن الفرنسيين، معتبرة أن هذه الصور تكشف عن أن فرقة التدخل الخاص للأمن الفرنسي لم تسع للقبض على مراح حيا. وأوضحت المحامية زهية مختاري أن بحوزتها تسجيلا صوتيا يقول فيه محمد مراح مخاطبا قائد فرقة التدخل الخاص 'أنا بريء، لماذا تريدون قتلي'؟ مؤكدة على أنها وجهت دعوة لكل من لديه صور أو معلومات أن يقدمها لدفاع عائلة مراح. ونفت مختاري أن يكون هدف عائلة مراح من وراء رفع هذه القضية هو الحصول على تعويض مالي، مثلما يتردد في بعض الأوساط، مؤكدة على أن كل ما تريده العائلة هو الكشف عن الحقيقة، ومعرفة الملابسات التي أدت إلى مقتل محمد مراح على أيدي رجال الأمن الفرنسيين، وبعد ذلك المطالبة بإعادة الاعتبار، وأن الهدف ليس الحصول على تعويض مالي. وكان محمد بن علال والد محمد مراح قد أكد منذ أول تصريح أدلى به أنه لم يستطع أن يفهم كيف أن الأمن الفرنسي بكل الإمكانيات المتطورة فشل في القبض على ابنه حيا، وأن يقدمه للمحاكمة للإجابة عن التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أنه سيرفع دعوى قضائية ضد الأمن الفرنسي أمام المحاكم الفرنسية. وكان محمد مراح (23 عاما) المتهم بتنفيذ اعتداءات تولوز ومونتبان جنوب غرب فرنسا، والتي أوقعت سبعة قتلى بينهم أطفال، قد قتل برصاص الأمن الفرنسي عندما حاول القفز من شرفة الشقة التي كان مختبئا بها، وذلك بعد حصار دام 33 ساعة، دون أن يسلم نفسه، أو تنجح قوات التدخل الخاص من القبض عليه حيا. من جهة اخرى افادت المحامية زاهية مختاري عن والد محمد مراح لشبكة 'بي اف ام تي في' الفرنسية ان موكلها لم تكن لديه النية ابدا في ملاحقة الدولة الفرنسية حول مقتل ابنه، بل الشرطة. واضافت المحامية لوكالة فرانس برس بعد عرض مقابلة مع والد مراح على 'بي اف ام تي في' ان الملاحقات التي كلفها بها موكلها 'ليست ضد فرنسا والحكومة الفرنسية بل ضد وحدة النخبة في الشرطة الفرنسية المسؤولة عن مقتل ابنه. وقال محمد بن علال مراح في المقابلة التي اجرتها الشبكة في منزله في الجزائر 'عندما علمت بموت ابني تلقيت اتصالا هاتفيا من احد الصحافيين وقلت له انني لن اتخلى ابدا عن ابدا وانني ساشدد لدى الدولة الفرنسية وهي دولة عظمى ان يعاد اليه جثمان محمد'. واضاف ان الصحافي 'قام بتحوير اقوالي ونقل انني اريد مقاضاة الدولة. كيف تريدون ان اقوم بملاحقة دولة؟ لقد كذب'. الا ان والد مراح كان صرح في اتصال هاتفي مع فرانس برس 'ساوكل اكبر المحامين وساشتغل ما تبقى من عمري لادفع تكاليف القضية. ساتقدم بشكوى ضد فرنسا على قتل ابني'. واثارت تصريحاته استنكار عدد من السياسيين في فرنسا خصوصا الرئيس نيكولا ساركوزي. وكانت مختاري اعلنت الاربعاء لفرانس برس ان مراح كلفها ملاحقة وحدة النخبة في الشرطة بتهمة 'اغتيال ابنه'. وكان مراح قال الجمعة 'اطلب من السلطات الجزائرية مساعدتي على اعادة جثمان ابني' الذي دفن الخميس في مقبرة في تولوز (جنوب غرب) 'لانني لا اريد ان اتركه في فرنسا'. وقتل محمد مراح (23 عاما) في هجوم لوحدة النخبة على شقته في تولوز بعد حصار استمر 32 ساعة. وكان اقدم في 11 و15 و19 اذار/مارس على قتل سبعة اشخاص هم ثلاثة مظليين وثلاثة تلاميذ واستاذ يهود في تولوز ومونتوبان. القدس العربي