لندن: إمام محمد إمام ومصطفى سري تصاعدت العمليات العسكرية بين السودان وجنوب السودان في أعقاب إعلان جوبا أن القوات المسلحة السودانية قصفت مواقع داخل أراضيها في منطقة (ابيمنوم) في ولاية الوحدة وأصابت أربعة أشخاص بينهم طفل وأن الغرض الاستيلاء على مواقع النفط، وتصدت لها قوات الجيش الشعبي وطاردت القوات السودانية التي دخلت منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان. وأكد فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان ل«الشرق الأوسط» أن قواته تصدت لهجوم من القوات المسلحة السودانية في منطقة (ابينوم) في ولاية الوحدة. وقال إن المعارك كانت في مناطق داخل أراضي الجنوب وتصدت لها قوات الجيش الشعبي وطاردت القوات السودانية التي دخلت منطقة هجليج، مشيرا إلى أن القصف الجوي من سلاح الجو السوداني بدأ في الساعات الأولى من الصباح واستمر حتى ما بعد الظهر، وقال «بعدها دخلت قوات المشاة للجيش السوداني بريا بست عشرة دبابة وحاولت الدخول إلى مناطق النفط وتم التصدي لها وطردها إلى منطقة هجليج». وأضاف أن المعارك ما زالت دائرة في تلك المناطق. وتابع «سنصدر بيانا حول ما نتج عن تلك المعارك بالتفاصيل غدا (اليوم)». إلى ذلك، اتهمت جنوب السودان أمس طيران الخرطوم بقصف أراضيها مجددا على طول الحدود المشتركة بين البلدين قرب منطقة أبيي. وقال بارنابا ماريال بنجامين وزير الإعلام في جنوب السودان «أصيب أربعة مدنيين بينهم طفل بجروح، عندما قصفت الطائرات السودانية منطقة ابيمنون على بعد نحو أربعين كلم من الحدود بين البلدين». وأضاف «الثلاثاء (أمس) قصف الطيران ابيمنون في عمق أراضي جنوب السودان، بحسب المعلومات الأولية جرح أربعة مدنيين بينهم طفل». وأضاف أن «الهدف كان جسرا استراتيجيا في ابيمنون». واتهم الوزير الجيش السوداني بالتحرك للاستيلاء على حقول النفط في ولاية الوحدة في جنوب السودان، حيث تقع ابيمنوم من دون توضيح ما إذا كان الجنود السودانيون دخلوا أراضي جنوب السودان. وقال إن «لواءين من القوات المسلحة السودانية مدعومين ب16 دبابة وميليشيات موالية للخرطوم يتقدمان باتجاه ولاية الوحدة بنية الاستيلاء على حقول النفط واحتلالها». وفي 26 و27 مارس (آذار) الماضي دارت معارك عنيفة غير مسبوقة بين جيشي الخرطوموجوبا منذ انفصال جنوب السودان في يوليو (تموز) الماضي وتبادل الجانبان الاتهامات ببدئها. ويتبادل الجانبان الاتهامات بمواصلة الهجمات مما يثير مخاوف من اندلاع حرب جديدة. ولا تزال هناك نقاط خلاف عديدة عالقة منذ تقسيم الشمال والجنوب. ولم يتوصل البلدان إلى الاتفاق حول التعويضات التي يتعين على الجنوب دفعها للخرطوم لنقل النفط من حقوله عبر أنابيب الشمال للتمكن من تصديره. كما يدور خلاف بين البلدين حول ترسيم حدودهما المشتركة ويتبادلان التهم بدعم التمرد على أراضي البلد الآخر. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان ل«الشرق الأوسط» إن «مقاتلات سودانية اخترقت أراضي دولته وقامت بقصف مكثف منذ أمس (أول من أمس) واليوم (أمس) إلى جانب دفع لواءين من الجيش السوداني على مناطق (تشوين وابيمنوم) في ولاية الوحدة، مشيرا إلى إصابة أربعة مواطنين بينهم طفل وأن منظمة أطباء بلا حدود تحاول دخول المنطقة لإجلاء المصابين لكن القصف الجوي عرقل العملية». وأضاف «تم تحريك لواءين من القوات المسلحة السودانية مدعومة ب16 دبابة وميليشيات موالية للخرطوم وكانت باتجاه ولاية الوحدة بنية الاستيلاء على حقول النفط واحتلالها». وقال «قواتنا تصدت للهجوم البري الكبير وأعادت قوات العدو إلى القرب من هجليج»، معتبرا أن حديث الرئيس السوداني عمر البشير أمام البرلمان أول من أمس كان بمثابة إعلان رسمي للحرب ضد دولة جنوب السودان. وقال «هذا تصعيد خطير من نظام المؤتمر الوطني ونحن في الجيش الشعبي ندافع عن أراضينا ومواطنينا وبعد القصف الجوي أصبح الهجوم البري بحشود كبيرة». وتابع «لكننا جاهزون لصد العدوان لأننا ندافع عن أنفسنا في ظل الهجوم الجوي والبري من قبل القوات السودانية».