دبي – من محمد الحمامصي سلّطت الجلسة الثالثة من "ليالي الخليج"، إحدى فعاليات "مهرجان الخليج السينمائي الخامس"، الضوء على خبراء السينما المسؤولين عن جوانب الإنتاج السينمائي للأفلام، والذين يُعتبرون الجنود المجهولين في قطاع السينما، وغالباً ما يتمّ التغاضي عن الجهود الحثيثة التي يبذلونها. وقد أدار الحوارات التي أُقيمت تحت عنوان "خلف الكواليس"، مسعود أمرالله آل علي؛ مدير مهرجان الخليج السينمائي، وشاركه في الحوار كل من المصوّر السينمائي وخبير المونتاج علي بن مطر والمصوّر السينمائي سمير كرم والمؤلف الموسيقي البحريني محمد حداد والمخرج الفني أحمد حسن أحمد. وأثناء تقديمه للمتحدثين، قال مسعود أمرالله آل علي إن خبراء السينما هؤلاء هم النجوم الحقيقيون الذين يعملون خلف الكواليس بصمت وجهد. وأردف "قد لا يكون عمل أولئك الخبراء واضحاً للعيان، لكنهم بجهودهم تلك يشكّلون حجر الزاوية لقطاع السينما برمّته. لقد أدهشنا المشاركون الأربعة معنا الليلة بالفعل، بحرفيتهم العالية، وجودة الأعمال التي يؤدونها". وقد أجمع كافة المتحدّثين خلال الجلسة على الحاجة الماسّة لرعاية الكفاءات في منطقة الخليج، بغية تأسيس قاعدة متينة من المواهب لدى الخبراء السينمائيين، عبر مختلف جوانب الإنتاج السينمائي. وتكمن أهمية ذلك، حسب تعبيرهم، في أنه يساهم بالدفع قُدماً في عملية إنتاج أفلام ذات جودة عالية في منطقة الخليج. وقال علي بن مطر، مستعيداً ذكرياته في الحياة المهنية، وخبراته التي حصدها في قطاع السينما، إنه كان يعلّم ذاته، خطوة بخطوة، فأتقن الصنعة بنفسه. وعقّب بقوله "بدأتُ بالتصوير الفوتوغرافي والمونتاج والتصميم الجرافيكي، وكانت تلك التجربة بالنسبة لي عملية تدريجية في التعلّم الذاتي. كنتُ أستخدم شبكة الإنترنت للبحث عن البرنامج التي أحتاجها في عملي، وتعلمّتُ الكثير من تجاربي وأخطائي. وهنا أشدّد على ضرورة وجود مؤسسات وهيئات لتعليم كافة جوانب ومراحل التصوير السينمائي، خاصة المجالات التي تتطلّب العمل وراء الكواليس". وقال محمد حداد، الذي أتمّ تدريباته في الموسيقى في مصر، إن المخرجين لا يأخذون، في معظم الأحيان، مفهوم الموسيقى التصويرية، على محمل الجدّ. وأضاف في هذا السياق: "يركّز معظم المخرجين على الأغاني، ولكن الموسيقى تشكل جزءاً مكملاً لا يتجزأ من الصناعة السينمائية. أعشق الموسيقى التصويرية، وأفضل العمل إلى جانب المخرجين الذين يمنحونني المجال باستعراض إبداعاتي ومواهبي. تعمل الموسيقى على تحسين جودة الصورة السينمائية، ونحن بحاجة ضرورية لوجود مخرجين شغوفين بدمج الموسيقى بالسينما". ومن جانبه، دعا أحمد حسن أحمد المخرجين أيضاً لأخذ الجوانب الفنية على الدوام بعين الحسبان، وقال "عندما بدأنا العمل على الأفلام، لم يكن الناس يدركون وقتها مفهوم الإخراج الفني. أرصد في كل إطار سينمائي من أيّ فيلم لمسةَ المخرج الفني، ولهذا أُوصي المخرجين السينمائيين بأخذ الإخراج الفني على محمل الجدّ". وذكر سمير كرم، متحدثاً عن التحديات التي يواجهها المصورون السينمائيين، أن بيئة الإمارات العربية المتّحدة تتسم بقساوتها الشديدة. وأردف "غالباً ما يكون الجو ضبابياً، ويتطلّب تحقيق النتائج المتوخاة عند التصوير بذل جهد مضاعف عما نقوم به في العادة". وأكد المتحدثون الأربعة أنهم شغوفون بما يعملون، الأمر الذي يشجّعهم على التجريب، ويدفعهم قُدماً نحو الأمام لتقديم المزيد من الأعمال المتميّزة، برغم النظر إلى عملهم على أنه يتمّ في الظلّ، و"وراء الكواليس". وأشاد الخبراء بالأعمال الرائدة التي يقدّمها خبراء السينما المخضرمون، من قبيل مسعود أمرالله آل علي، الذي كان مصدر إلهام كبيراً لهم، إذ حثّهم على مشاهدة الأفلام من منظور مختلف لم يعهدوه من قبل.