أكثر من جلب البهجة والفرح بمسابقة ملكة جمال الكون التي انتهى حفلها فجر يوم أمس 23-8-2010 بتوقيت المنطقة العربية، وشاهدها أكثر من 700 مليون إنسان عبر التلفزيونات وشاشات الكومبيوتر؛ هو فلسطيني لا دولة له حتى الآن، ولبنانية صامت وهي تنافس الملكات، وإيرانية عاقبوها في طهران بأربعين جلدة حين كان عمرها 16 سنة قبل أن تهاجر إلى الولاياتالمتحدة. ونعرف عن اللبنانية الأصل، ريما فقيه، أنها أكثر من أثار الجدل منذ فوزها قبل 3 أشهر بلقب ملكة جمال الولاياتالمتحدة، وأكثر من أثاره شقيقها حين أعلن عبر "العربية.نت" قبل يومين أن ريما تخوض المسابقة وهي صائمة في رمضان، فتحدثت عنها وسائل الإعلام الأمريكية حتى خطفت الأضواء في مسابقة البارحة التي خرجت منها بلا تاج. أما الفلسطيني، فهو رجل الأعمال الشهير فاروق الشامي، المهاجر من رام الله منذ 32 سنة في الولاياتالمتحدة، فقد كان الرجل الذي كلف القيمون على مسابقة ملكة جمال الكون إحدى الشركات التي يملكها للماكياج وأدوات التجميل، لتتولى عمليات تصفيف شعر كل متنافسة والقيام بما يلزمها من ماكياج وميك أب وغيره، فخرجت المتنافسات عبر الشاشات التلفزيونية على أجمل ما يكون. وفاروق الشامي هو أصلاً من قرية دير دبوان التابعة لرام الله في الضفة الغربية، واضطر حين سافر الى الولاياتالمتحدة للدراسة أن يمتهن تصفيف الشعر ليدفع تكاليفها، وتقدم في المهنة حتى حصل في 1983 على بطولة الولاياتالمتحدة كأفضل مصفف للشعر وواضع للصبغات، كما حصل على بطولة العالم في 1987 كأفضل ملون وصابغ للشعر أيضاً. أما الإيرانية تلا رآسي، فهي التي وقع الاختيار عليها لتصميم كل بكيني ومايوه ارتدته المتنافسات في المسابقة بحسب مقاييسها، فأضافت البهجة والفرح على الحفل أيضاً. لكن ذكرى أليمة لا تزال حية إلى الآن في حياة رآسي القادمة من طهران؛ إذ أنها حين احتفلت بعيد ميلادها السادس عشر في نادٍ اجتماعي بالعاصمة الإيرانية تلقت على ظهرها 40 جلدة لا تنساها. وكان سبب الجلد تنورة قصيرة ارتدتها في الحفل ذلك الوقت، وشاهدها أحدهم باللباس الممنوع في إيران، فاتصل بالشرطة الدينية التي قبضت عليها بدروها وحاكمتها وجلدتها، وعلى إثرِ هذه الحادثة قررت عائلتها مغادرة البلاد فهاجرت بأجمعها إلى الولاياتالمتحدة. والقاسم المشترك بين الثلاثة، ليس فقط كونهم مسلمين ومهاجرين، بل كونهم يعيشون بعيدين عن أوطانهم الأصلية آلاف الكيلومترات، ومن تلك المسافة البعيدة في لاس فيغاس، جلبوا الفرح والبهجة للعالم كله أمس واليوم.