الخرطوم نافيت أنجلو - شكا مواطنو سوبا الحلة من انقطاع المياه المتواصل، وبدت الحنفيات في حالة شخير دائم، مما تسبب في عطش المواطنين بالمنطقة والأحياء المجاورة، مما أدى إلى تذمر السكان. «الأهرام اليوم» كانت هناك ووقفت على مشكلة انقطاع المياه وحملت أصوات المواطنين بالمنطقة لآذان المسؤولين ليعملوا على حل هذه المعضلة، فماذا قالوا؟ الحاجة زينب أوضحت أن المشكلة التي تواجهها دائماً هي مشكلة (الموية)، وأردفت: «فتجدني في كل يوم تقطع فيه المياه أزداد تعباً وإرهاقاً إذ أنني أذهب في طلب الماء عبر (الكارو) في شوارع عدة، فأحياناً يكون (الكارو) بالقرب مني وساعات أخرى محجوزاً، مما يزيد من مشكلتي في الحصول عليها». وتشير إلى أن الأزمة تتفاقم حينما يصبح (برميل الموية) بخمسة جنيهات والضعف، وبعض المواطنين يعانون من الحصول على الماء بهذا المبلغ الذي يعد خرافياً للذين لديهم (مواسير) بالمنازل. وتؤكد أن هنالك بعضاً من المواطنين لا يملكون هذا المبلغ فيضطرون لنقل المياه على رؤوسهم من أماكن بعيدة عن مكان سكنهم وهذا يضاعف المشكلة. وعلى ذات الصعيد أبانت الحاجة فاطمة محمد أن (مشكلة الموية جننتنا عديل كده)، فإننا نساهر الليل في جمعها حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثاني، ورغم ذلك بعض المواطنين ينتظرون وصول الماء ولكن دون جدوى. أما أمونة حماد فقالت: (إن الموية هي كل شيء بالنسبة لنا خاصة الأمهات لأنهن يقمن بتجهيز وتنظيف الأغراض المنزلية). وأردفت بأن (الموية) ضرورية لدخولها في برنامج النظافة ومحاربة الأوساخ بعد (قش) الدار حتى تكون نظيفة ونحتاجها في الصيف لتكييف الجو وتقليل درجة الحرارة لكي لا نصاب بالأمراض مثل السحائي والإسهالات التي ينقلها الذباب. وأكدت الحاجة عائشة حمدان أن (الموية) أصبحت إحدى المشاكل الرئيسية لإنسان هذا العصر وخاصة مدينة الخرطوم الكبرى، وبغيرها لا نحيا. موضحة في ذات الوقت أن هنالك دوراً يمكن أن تقوم به اللجان الشعبية في هذا الشأن. ومن جانبها أوضحت ابتسام إدريس أن المياه مشكلة تواجه المواطن السوداني خاصة في الأحياء الطرفية بولاية الخرطوم، مشيرة إلى أنه برغم التحسن الملحوظ لانسياب المياه في (المواسير) لكن تظل أزمة المياه مهدداً لمواطن الولاية. وألمحت بأن هيئة مياه ولاية الخرطوم يبدو أنها لا تمتلك خريطة متابعة لمعرفة أين تكمن المشكلة لوضع الحلول اللازمة وفي المكان المحدد الذي يوجد به خلل، فأصحاب الكاروهات أصبحوا أثرياء. وأضافت ميري شول أن مشكلة (الموية) صعبة خاصة في حي (الجزء الجنوبي) حيث يبلغ سعر البرميل الواحد (5) جنيهات ولا يكفي لسد رمق الأسرة من العطش وإعداد الواجبات المنزلية، ناهيك عما إذا كانت هنالك زراعة. واستطردت ميري بأن هنالك (زول) لا يستطيع أن يشتري برميلاً من (الموية) ولديه طفل صغير رضيع، فماذا يفعل في هذه الحالة؟ وأضافت أنه لا يستطيع نقل (الموية) على رأسه. وقالت إنها تقوم ب«حراسة» الماء حتى منتصف الليل دون جدوى. وتناشد ميري حكومة ولاية الخرطوم بالعمل على حل أزمة المياه التي تعاني منها أطراف الولاية. واتفقت آسيا مبارك مع ميري في كل ما قالته، وأضافت: «نرجو النظر في هذه المشكلة التي أصبحت تؤرق الكثير من السكان ولتكن أولى البرامج على أجندة والي الخرطوم المنتخب الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر».