باحثون يؤكدون أن النساء اللواتي توقفت لديهن الدورة الشهرية بوقت مبكر معرضات أكثر للإصابة بهشاشة العظام. إعداد: مرسيل شحوارو إن الهاجس الذي يراود المرأة في أواخر الأربعينيات من العمر حول انقطاع الدورة الشهرية وأثاره على نفسيتها وصحتها قد يزداد إذا علمنا أن دراسة حديثة امتدت على ما يفوق الثلاثين عاماً وجدت، أن دخول المرأة المبكر في سن اليأس مرتبط بمقدار الضعف تقريبا ً بخطر أكبر للإصابة بهشاشة العظام والكسور وحتى الوفاة. في العام 1977 م، بدأت الدراسة على 390 امرأة أوروبية، حيث تم متابعة حياة هذه النساء ابتداء من الثامنة والأربعين من العمر،وتم تصنيفهن ضمن مجموعتين الأولى تضم النساء اللواتي دخلن في سن اليأس قبل السابعة والأربعين من العمر والنساء اللواتي دخلن سن اليأس بعد ذلك العمر. وفي سن السابعة وسبعين تم قياس الكثافة المعدنية لعظام هؤلاء النساء، بعد أن تراجع عدد المشاركات في الدراسة إلى 198 امرأة نتيجة الوفاة أو الانسحاب. وأظهرت نتائج هذه الدراسة السويدية التي نشرت اليوم 25 نيسان /أبريل في مجلة "إنترناشونال جورنال اوف اوبستيتريكس اند جينايكولوجي" أن النساء اللواتي توقفت لديهن الدورة الشهرية بوقت مبكر أصيبوا بمرض ترقق العظام (هشاشة العظام ) بمقدار أكبر ب23 % من أولئك اللواتي استمرت الدورة الشهرية لديهن. حيث يعد مرض هشاشة العظام مرضا ً شائعاً يفقد فيه النسيج العظمي عنصر الكالسيوم، و نتيجة لذلك تصبح العظام هشة وأكثر عرضة للانكسار ويصيب هذا المرض شخصاً من بين كل عشرين شخصاً، وتصاب به النساء عادة أكثر من الرجال بأربع مرات، ويرجع ذلك عادة الى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين عند النساء بعد انقطاع الطمث. وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة "تظهر نتائج هذه الدراسة أن سن اليأس المبكر هو عامل خطر مهم للإصابة بهشاشة العظام والكسور اللينة والوفاة على المدى الطويل، وبحسب معرفتنا فإنها أول دراسة تمتد على مدى أكثر من ثلاث عقود". ووجد الباحثون ارتفاعا ً في نسبة الوفيات لتصل إلى 52.4% لدى اللواتي دخلن مبكرا ً في سن اليأس مقارنة ب35% لدى اللواتي تأخر لديهم انقطاع الطمث. ويعقب رئيس تحرير مجلة "بلوغ" حول هذه الزيادة بقوله "إن معدلات الوفيات العالية لدى النساء اللواتي توقفت لديهن الدورة الشهرية بشكل مبكر تحتاج إلى دراسة معمقة بشكل اكبر لمعرفة دور عوامل أخرى في ذلك، كالدواء والتغذية والتدخين وشرب الكحول". وفي سياق متصل ، تم اليوم نشر دراسة جديدة، قارنت التغيير بالمورثات ال"دي ان اي" الخاص بألفي امرأة، توقف لديهن الطمث قبل سن الخامسة والأربعين. وتساعد دراسة هذه التغييرات في محاولة إيجاد طريقة للفحص تستطيع المرأة من خلالها معرفة هل ستدخل سن اليأس في عمر أبكر من المعتاد. وقد سبق لدراسات كثيرة دراسة العوامل التي قد تعجل من توقف الدورة الشهرية لدى النساء كالتدخين والوراثة والمواد الكيماوية. (إيفارمانيوز)