بلطجة وسرقة تحت تهديد السلاح وغيرها من حوادث أمنية تصل إلى حد الضرب والخطف... هذا بعض ما يواجهه الفنانون اليوم أثناء تصوير مشاهدهم في المسلسلات التي ستعرض في شهر رمضان، وكأنه لا تكفيهم الصعوبات التي يواجهونها من أزمات تعصف بصناعة الدراما فزاد البلطجية عليهم معاناة لم تكن في الحسبان. أثناء التصوير الخارجي في مسلسلها الجديد «في غمضة عين»، فوجئت الفنانة داليا البحيري بسرقة ملابسها من داخل المقطورة المخصصة لها والتي اشترتها من مصر وألمانيا لتظهر بها في إطار الأحداث، إذ تمر الشخصية التي تجسدها بمراحل مختلفة، بالتالي تحتاج إلى أزياء متنوعة، ولغاية اليوم لم يتم التعرف إلى هوية السارق. كذلك تعرّضت الفنانة نشوى مصطفى للسرقة خلال تصويرها دورها في مسلسل «الشركة» في أحد الأستوديوهات. تقول نشوى إنها اكتشفت السرقة عند عودتها إلى الأستوديو بعد توقف يومين عن العمل، وعندما سألت المسؤولين فيه نفوا صلتهم بالأمر. تبلغ قيمة المسروقات أكثر من 40 ألف جنيه، وهي عبارة عن ملابس اشترتها نشوى على نفقتها الخاصة من تصميم مصممة أزياء خاصة لتناسب الدور الذي تؤديه، إذ تجسد شخصيّة فتاة ثرية ترث شركة عن والدها وتسيء إدارتها. ورفضت نشوى تقديم بلاغ في قسم الشرطة واكتفت بالقول: «الحمد لله على كل حال، قدر الله وما شاء فعل، والبلد فيها ما يكفيها من أحداث تستحق الالتفات لها. ثمة حوادث سرقة أكبر من حادثتي، ولا وقت للشرطة لإعادة ملابس مسروقة». اعتداء وضرب أثناء تصوير مسلسل «الإمام الغزالي» في منطقة وادي الحيتان في الفيوم، اعترض بلطجية بدو فريق العمل وطالبوا بدفع أموال لهم، وعندما قوبل طلبهم بالرفض وقعت مشاحنات بين فريق العمل وبين البدو انتهت بمحاولة سرقة جمال مستخدمة في التصوير وأدوات أخرى، وظل الوضع على حاله حتى حضرت الشرطة العسكرية وألقت القبض على المعتدين، وأمّنت خروج فريق العمل. يروي بطل المسلسل الممثل محمد رياض أنه بمجرد اقتحام المعتدين لموقع التصوير اتصل بمدير الأمن الذي أرسل الشرطة العسكرية صباح اليوم التالي، فأنقذت الأبطال من البدو الذين احتجزوهم تحت تهديد السلاح، وألقت القبض على أحدهم عندما كان يحوم بسيارته حول المكان، وتبين وجود أسلحة ومخدرات في حوزته. هكذا أنقذت العناية الإلهية فريق العمل الذي لم يتعرض لإصابة بعد هذه الواقعة، لكن انتاب أفراده الخوف والذعر، ما اضطر القيمين على المسلسل إلى وقف التصوير والبحث عن أماكن وديكورات آمنة يمكن التصوير فيها خشية التعرض لحادث مماثل. يوضح الفنان أحمد وفيق أن رجال الشرطة أمنوا لفريق العمل الخروج من موقع التصوير بعدما اقتحمه أشخاص مجهولون أثناء تصوير مشاهد خارجية في جوار بحيرة قارون، بحجة أن الأرض ملكهم وليس من حقهم كممثلين العمل عليها، وحاولوا السيطرة على الموقف من دون أن يتعرض أيّ فنان للأذى لأن البلطجية كانوا يحملون أسلحة بيضاء، وكادوا يسرقون بعض الجمال لولا حضور الشرطة. استكمل المخرج ابراهيم الشوادي التصوير بعدما منح الممثلين إجازة لأيام، موضحاً أنه استبدل أماكن التصوير «الخطرة» بمكان آخر يتوافر فيه الأمن. الأمر نفسه تعرض له فريق عمل مسلسل «عرفة البحر» من بطولة النجم نور الشريف، إذ افتعل البلطجية مشاكل مع الفنانين أثناء التصوير في الإسكندرية بهدف الحصول على مبالغ مالية، لكن الفرق هنا أن أسرة المسلسل استجابت لطلباتهم لضيق الوقت والتكلفة العالية التي تحملتها خلال الفترة التي تأجّل فيها التصوير. الجريدة