بعد أن انتصف شهر رمضان ظهر جلياً التوازن في برامج التلفزيون القومي بين خصوصية شهر رمضان أفضل شهور الله وموسم التنافس بين القنوات الفضائية لتقديم برامج جاذبة للمشاهدين تتسم بالترفيه والإعلام والتعليم ومن بين المتفقين والمختلفين حول أداء التلفزيون لقومي يرى بعض الخبراء والمتابعين أن تميز برامج التلفزيون القومي مقارنة بالقنوات الفضائية ترجع الى تراكم الخبرات وعراقة الجهاز الذي يخطو نحو عامه الخمسين. وطيلة الخمسة عشر يوماً الفائتة قدمت إدارة البرامج بالتلفزيون فترات دينية مفتوحة حشدت خلالها برامجاً توجيهيه تتواكب مع روح الشهر المبارك (محراب النور)، و(من وحي الصائمين)، و(في ظلال آية)، و(خواطر إيمانية)، إضافة للتوثيق العديد من الخلاوى والمساجد بفيلم توثيقي قصير يومياً، إضافة الى عدد من البرامج الدينية الأخرى.. وقدم التلفزيون سهرات توثيقية حيث استضاف عمر الجزولي الفنان زيدان ابراهيم في سهرة (زمان يا فن) والتي حكى من خلالها تجربته الفنية وقصصاً وحكايات عدد من أغنياته إضافة لعلاقته مع الشعراء رالملحنين وبذات الطابع وثقت سعهرة (حلم الأماسي) لمسيرة الموسيقار د. محمد الأمين، والتي يظهر فيها جهد البحث للزميل مبارك حتة، من خلال تصويرها في مناطق متعددة بمدينة ود مدني التي شكلت حياة الفنان محمد الأمين وقدمت السهرة ظهوراً أنيقاً لأول مرة بعيداً عن الأخبار للمذيعة عفراء فتح الرحمن. وعاد المخرج اسماعيل عيساوي بعد غياب للعمل الميداني عبر السهرة التوثيقية (مع كابلي) التي تم تسجيلها ما بين مناطق بورتسودان وسواكن ومروي. وكان الشعراء أيضاً نصيب في سهرات التلفزيون حيث خصصت سهرة أسبوعية للتنافس في الشعر العربي الفصيح والعامية السودانية بمشاركة كوكبة من كبار الشعراء في مقدمتهم أزهري محمد علي ومحي الدين الفاتح. وراهن التلفزيون القومي على فترة المنوعات التي تأتي بحوار الذكريات والشجن والطرفة والموسيقى في فترة المنوعات الرئيسية (بيني وبينكم) التي يقدمها الطيب عبد الماجد.. ولعل أبرز ما قدمته تلك الفترة في الأيام الماضية حوار الكمان الذي جمعت فيه الموسيقارين الشهيرين محمدية وعربي.. بمشاركة العندليب الأسمر زيدان ابراهيم والفنانة سميرة دنيا، وقد أظهرت الفترة ثنائيات في الغناء بين شرحبيل أحمد وآمال النور.. والهادي الجبل ونهى عجاج، وحيدر بورتسودان وإيمان توفيق. ورغم أن الجميع حضور على كراسي الفن السوداني في التلفزيون إلا أن الدراما السودانية متمثلة في المسلسل السوداني تركت كرسيها شاغراً ولم تفلح الإسكتشات القصيرة في ملئه ورغم ملامح التوازن البادية على ملامح ما قدمه التلفزيون إلا أن الدراما خرجت أو أُخرجت من مقاعد المنافسة.. والحال يقول. بلا رجعة!!!