ميدل ايست أونلاين قال البنتاغون أن نشر مقاتلات الشبح الأميركية ال"أف-22 رابتورز" في الإمارات العربية المتحدة هو جزء من انتشار روتيني وتعاون أمني مع أحد الشركاء الإقليميين، لكن استخبارات غربية اشتمّت منه رائحة ضربة عسكرية فى حال فشل "مفاوضات الفرصة الأخيرة" حول البرنامج النووي الإيراني. الضغط قبل الجولة الثانية من المفاوضات ومنذ نشر هذا الطراز من المقاتلات المزودة بتكنولوجيا عالية والتي لم يسبق لها أن شاركت في معارك من قبل، في قاعدة الظفرة الجوية على بعد حوالي 200 ميل من إيران، تعدّدت التحذيرات الإيرانية للإمارات على وقع التوتر المتصاعد بين البلدين عقب زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى إحدى الجزر الإماراتيةالمحتلة. ويرى المراقبون أن الإمارات التي انخرطت مع إيران في مفاوضات ثنائية لحل قضية الجزر المحتلة أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى بالطرق السلمية أو باللجوء إلى التحكيم الدولي ستعمل على تجنب نشوب أي نوع من المواجهة العسكرية قد تتسبب فيها الاستفزازات الإيرانية. ونقلت وسائل إعلامية غربية من بينها القناة الأميركية فوكس نيوز و"مركز بحث العولمة" في كندا ومواقع إخبارية إسرائيلية عن مسؤولين أميركيين ومصادر استخباراتية أن المقاتلات التي لم يحدد عددها تم نشرها في 22 أبريل/ نيسانوأن "العمليات الجوية المشتركة تهدف أيضا للضغط على إيران قبيل بدء مفاوضات آخر فرصة دبلوماسية". وأشارت المصادر إلى أن المقاتلات التي يُعتقد أنها تابعة للسرب المقاتل 302 في قاعدة المندروف الجوية بألاسكا ستكون مهمتها تدمير سلاح الجو الإيراني وبطاريات الدفاع الجوي من أجل فتح الطريق أمام قاذفات القنابل الأمريكية للقيام بمهمتها ضد المواقع النووية الإيرانية والبنية التحتية الاستراتيجية لجيشها وقوات الحرس الثوري". ويعتقد المحلل آمي بوتلير، من مجلة "أفييشن ويك" الأميركية التي كانت أول من كشف عن نشر هذه الطائرات أن "توقيت نشر الولاياتالمتحدةواشنطن مقاتلتها الشبح الفائقة التطور بدون ضجة في الإمارات يمكن أن يكون إشارة من واشنطن إلى إيران لكي تأخذ بجدية الاعتراضات الموجهة إلى طموحاتها في مجال الأسلحة النووية". ردود فعل متوتّرة واتسم رد فعل المسؤولين الإيرانيين على نشر المقاتلات الأميركية في الامارات بالتوتّر والتناقض والتحدّي. ففي آخر رد فعل، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان نشر الجيش الاميركي مقاتلات حربية في دولة الامارات يعد "تهديداً لأمن المنطقة ولا يخدم استقرارها" و"نصح" الدول الإقليمية ب"ألا تمهد الطريق لتواجد القوات الأجنبية في المنطقة". وقبله، قال وزير الدفاع الإيراني، الجنرال أحمد وحيدي، أن "نشر طائرات الشبح الأميركية في الإمارات هو خطوة مؤذية ستضر بالأمن الإقليمي ولن تجلب إلا انعدام الأمن والتعقيدات". ونقلت قناة إيران الدولية عن حسين إبراهيمي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان قوله أن "نشر المقاتلات في قاعدة في الإمارات ليس شيئا جديدا ولا يمكن النظر إليه على انه تهديد للجمهورية الإسلامية وأن الإمارات والمشيخات الأخرى في الخليج الفارسي ليست في موقع يمكنها من أن تمثل تهديدا لإيران". وفي مقابلة مع القسم الفارسي لوكالة أنباء طلبة الجمهورية الإسلامية، قال البرلماني الإيراني كاظم جلالي إن نشر المقاتلات الأمريكية هي "مؤامرة أميركية إسرائيلية لزعزعة الاستقرار الإقليمي". أما النائب حسين إبراهيمي، من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، فقد قال لوكالة مهر للأنباء أن "جمهورية إيران الإسلامية قوية جدا بحيث ستكون قادرة على توفير الحماية التامة لمصالحها، ومثل هذه التهديدات لن يكون لها أي تأثير على قوة إيران". الضغط سيولد الانفجار وفي الأثناء واصلت إيران استفزازاتها ضد الإمارات تزامنا مع مناورات القوات المشتركة لدول الخليج العربية، "درع الجزيرة"، التي حملت اسم "جزر الوفاء". ويعتقد على نطاق واسع في الإمارات أن زيارة الرئيس الإيراني لأبو موسى تم الإعداد لها بعناية. فبعد الزيارة مباشرة، أعلنت طهران عن خطط لتطوير الجزيرة لتصبح "منتجعا سياحيا نموذجيا". فقد قام وفد برلماني إيراني الأحد بزيارة إلى أبو موسى لإحياء "اليوم الوطني للخليج الفارسي" وشدد العديد من المسؤولين المحليين على "ضرورة تنمية وتطوير الجزيرة الإستراتيجية لتصبح عاصمة محافظة الخليج الفارسي". ويرى المراقبون أن طهران تهدف لتأجيج الوضع في وقت تواجه فيه إيران غضبا شعبيا بسبب العقوبات الدولية وعزلة متزايدة بسبب برنامجها النووي. ونقل موقع "ميديا لاين" عن جماعة معارضة تأسست عام 2010 تحت إسم "إيرانالجديدة"، أن "العقوبات زادت من تكاليف ضروريات الحياة اليومية وقيمة العملة انخفضت بمقدار النصف في الأسابيع القليلة الماضية". وأضافت الجماعة التي تقول أنها تتواصل بنحو مليون إيراني كل أسبوع عبر تلفزيون الأقمار الصناعية أن "هناك صعوبة في العثور على السلع الغذائية العادية وأن الأرفف في المتاجر خالية من البضاعة. أما التفسير الذي يقدم للناس هو أن هناك استعدادات لهجوم من جانب إسرائيل أو الولاياتالمتحدة". واختتمت جماعة "إيرانالجديدة" باقول أن "الضغط سيولد الانفجار لو استمر نقص السلع وأن الناس سيقومون بمظاهرات رغم الحظر على التجمع في الأماكن العامة".