لم تثنِ الثورات المندلعة في أكثر من بلد عربي الفنانة لطيفة من الاستمرار في تنفيذ مشاريعها الفنية، إيماناً منها بأن مهمة الفنان في الظروف الصعبة إدخال الفرح إلى قلوب المشاهدين بأي وسيلة كانت. أما وسيلتها هي فكانت برنامج «يلا نغني» (على شاشة ال «ام بي سي») الذي تصوّر حالياً الجزء الثاني منه، مع أن انتقادات طاولتها بأنها تقدم منوعات غنائية والشارع منتفض ويغلي ويسقط يومياً شهداء... حول برنامجها وردود الفعل المختلفة عليه ومشاريعها الفنية المؤجلة كانت الدردشة التالية معها. ما صحة ما يتردّد حول طلبك نقل تصوير «يلا نغني» إلى بيروت، نظراً إلى الانفلات الأمني السائد في مصر؟ بقيت في مصر طيلة أيام الثورة ولم أغادرها في عز الأزمات، فهل يعقل أن أطلب أنا بنفسي ذلك؟ في الحقيقة، فضلت إدارة القناة التصوير في بيروت لأسباب إنتاجية تتعلق بالاستوديو والتكلفة... لكن نجوماً كثراً رفضوا السفر إلى القاهرة. غير صحيح، حضر مطربون لبنانيون إلى القاهرة على رغم الانفلات الأمني، من بينهم: ملحم زين ومروان خوري الذي استغرق وصوله من المطار إلى الاستوديو سبع ساعات. كيف تقيّمين تجربتك في البرنامج؟ ردود الفعل التي تلقيتها، منذ بدأت تصوير البرنامج لغاية اليوم، إيجابية. لا أنكر أنني تخوّفت من التجربة في البداية، لكني استشرت أفراد عائلة «لطيفة أون لاين»، هم صادقون وأثق برأيهم فشجعوني وهم يشاركونني في اختيار الضيوف والأغنيات التي يقدمونها. هل نفهم من كلامك أنك ستكررين هذه التجربة؟ بالطبع. مع أنني لست مذيعة، لكني استضفت أصواتاً قوية يحبها الجمهور وقدمنا سوياً وصلات غنائية طربية أعادتنا إلى الزمن الجميل وأخرجتنا من دائرة الهموم والمشاكل التي تحيط بنا. هل أضاف البرنامج إلى رصيدك الفني؟ بالتأكيد، لذلك وقعت مع القناة المنتجة لتقديم موسم ثانٍ، وأعتبره فرصة سمحت لي بالتواصل مع الناس وتقديم أغنيات لم يسبق أن قدمتها... من هنا، يمكنني القول إنني أضفت إلى أرشيفي برنامجاً قوياً، يندرج ضمن تخصصي في الموسيقى التي أعشقها، بفضل الإمكانات الضخمة التي وفرتها لي ال «ام بي سي» والفرقة الموسيقية التي تضم نخبة من الموسيقيين والعازفين في العالم العربي. وجهت انتقادات إلى البرنامج بأنه يقدم وسط انشغال الوطن العربي بالثورات والقضايا السياسية، كيف ترديّن؟ يكفينا أننا نحاول إسعاد الناس في ظل هذا الجو المتوتر من خلال الموسيقى التي تسمو بالروح، لذا كانت أوقات التصوير من أسعد لحظات حياتي. ما حقيقة اعتذار نجوم كبار عن تكريمهم في البرنامج؟ غير صحيح إطلاقاً، كل ما حدث أنني رغبت في تكريم صباح وعندما التقيتها فرحت بالفكرة، إلا أنني عدلت عن إظهارها على الشاشة نظراً إلى حالتها الصحيّة المتدهورة ووافقتني عائلتها الرأي. وعن الظهور كضيوف؟ لم يحدث ذلك إطلاقاً، على العكس أعجب نجوم كثر بالبرنامج وطلبوا استضافتهم فيه، وبما أن الموسم الثاني يتضمن عشر حلقات فسأستضيفهم في الموسم الثالث. ما ردّك على ما يتردّد من أن برنامجك يشبه برنامج «صولا» الذي تقدمه أصالة؟ يختلف برنامجي عن أى برنامج غنائي آخر، فالنجم الذي أستضيفه يقدم أعماله ويؤدي أغنيات قديمة لمطربين كبار. كذلك يتيح البرنامج الفرصة لفرق غنائية جديدة ومواهب لتظهر في الحلقة، إلى جانب تكريم شخصيات فنية، لذلك يكتسب البرنامج طابعاً خاصاً. أجلت موعد طرح ألبومك أكثر من مرة في الفترة الماضية، لماذا؟ لعدم استقرار الأوضاع في الوطن العربي، وما زلت أضيف أغنيات إليه. هل سيضم أغنيات تحمل طابعاً ثورياً؟ بالتأكيد، طرحت أخيراً أغنية «يا خالة قمر» سأضمها إليه ولدي مجموعة من الأفكار حول الثورات العربية سأنفذها في الألبوم. أعلنت استعدادك لخوض الدراما التلفزيونية ولكنك تراجعت في اللحظات الأخيرة، ما السبب؟ الظروف الحالية غير مستقرة لذلك فضلت تأجيل هذه التجربة إلى رمضان 2013، لأقدم تجربة ترضيني وتشبع طموحي الفنى. راهناً، أعقد جلسات مكثفة للاستقرار على الشكل النهائي للمسلسل. ما ردة فعلك حول قرار وزير الثقافة في تونس منع نجوم مصريين وعرب من الغناء في مهرجان قرطاج؟ صدمت، إلا أنني على يقين من أن أحداً لن يستطيع، مهما كانت سلطته، أن يحجر على ذوق الجمهور التونسي. هل أغضبك ما تردد عن منع مطربين تونسيين من الغناء في مصر؟ شخصياً، لا أحد يستطيع منعي من الغناء في مصر أو أي دولة عربية أخرى، فكلها أوطاني التي أنتمي إليها بالعشق والإبداع. لكني أصدم عندما يطلق مسؤول ما تصريحاً يحدث شرخاً بين بلدين عربيين، بينما نحن في أشد الحاجة إلى كل ما يجمعنا ويوحدنا. هل تقلقك مسألة صعود الإسلاميين إلى الحكم في أكثر من بلد عربي؟ أنا مسلمة، وتربيت في بيئة مسلمة تحترم الشعائر والتقاليد، ولم يحدث أن رفضت هذه البيئة المتدينة الفن أو الإبداع، لذا لا أشعر بأي قلق من مسألة صعود الإسلاميين سياسياً، وأتمنى أن يقدموا نموذجاً للإسلام المستنير الذي يبني ولا يهدم ويساهم بفاعلية في جعل العالم مكاناً أفضل.