ترغب كرواتيا في العودة لسابق إنجازاتها في كرة القدم منذ استقلالها عام 1991، رغم المهمة الصعبة التي تواجهها في بطولة أمم أوروبا بأوكرانيا وبولندا، وأن تعود فيها لمقارعة كبار أوروبا. وغاب الكروات عن المشهد الدولي مؤخرا لعدم تأهلهم إلى نهائيات كأس العالم 2010 الأخيرة بجنوب أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد منذ الاستقلال، حيث كانت قد أحرزت في انطلاقتها بالمونديال في فرنسا 1998 المركز الثالث في إنجاز تاريخي، بعدها شاركت في مونديالي 2002 بكوريا الجنوبية واليابان و2006 بألمانيا لكنها لم تجتز الدور الأول، قبل أن تفشل في التأهل إلى المونديال الأفريقي. ويتميز المنتخب الكرواتي بتوحده تحت إمرة المدرب الشاب سلافين بيليتش (43 عاما) الذي يقود الفريق منذ يوليو2006 وخاض معه نهائيات يورو 2008 بالنمسا وسويسرا، والتي وصل فيها للدور ربع النهائي لكنه خرج بركلات الترجيح أمام تركيا، بعد أن كان على أعتاب نصف النهائي حيث كان متقدما بهدف نظيف قبل أن تدرك تركيا التعادل في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي ثم تفوز بركلات الترجيح. ويعد هذا الدور أقصى ما وصلت إليه كرواتيا أيضا في بطولة 1996 بإنجلترا، بينما أقصيت من الدور الأول في بطولة 2004 بالبرتغال، فيما غابت عن نسخة واحدة عام 2000 والتي نظمتها بلجيكا وهولندا. وحجزت كرواتيا مقعدها في نهائيات (يورو 2012) بحلولها ثانية في المجموعة السادسة برصيد 22 نقطة خلف اليونان بنقطتين، لتخوض الملحق أمام تركيا التي خسرت الرهان هذه المرة، حيث فاز الكروات ذهابا خارج ملعبهم بثلاثية نظيفة بتوقيع المحترفين بالدوري الألماني إيفيكا أوليتش (بايرن ميونخ) وماريو ماندزوكيتش (فولفسبورج( وفيدران تشورلوكا (باير ليفركوزن)، وتعادلوا إيابا في زغرب بدون أهداف. لكنها ستصطدم في مجموعتها الثالثة بأمم أوروبا ببطلي كأس العالم في نسختيه الأخيرتين، إيطاليا وإسبانيا، إضافة لأيرلندا التي تعود للنهائيات بعد غياب طويل امتد ل24 عاما، ولن تكون المهمة سهلة لتكرار ما فعلته في النسخة الماضية بسويسرا والنمسا، عندما حققت ثلاث انتصارات في مجموعتها من بينها الفوز على ألمانيا التي حلت وصيفة في النهاية خلف الماتادور الإسباني. وستواجه كرواتيا في أولى مبارياتها بالمجموعة أيرلندا يوم العاشر من هذا الشهر، ثم تلعب أمام إيطاليا يوم 14 وفي النهاية أمام إسبانيا يوم 18 من ذات الشهر. لكن مدرب الفريق سلافين بيليتش صرح قبل الإعلان عن تشكيلته، بأنه يطمح بالوصول للدور ربع النهائي، معترفا بقوة منتخبي إسبانيا وإيطاليا، لكنه أعرب عن قناعته بقدرة فريقه على تحقيق الفوز عليهما "إسبانيا بطلة العالم لكنها لم تكن الفريق الذي لا يقهر، حيث خسرت في جنوب أفريقيا أمام سويسرا، كذلك فرصنا قائمة أمام إيطاليا رغم أننا لسنا أفضل منها". ويعد بيليتش من المدربين الواعدين في كرة القدم رغم أن مجال دراسته كان الحقوق إضافة لمواهبه الأخرى المتمثلة في إجادته لأربع لغات. ولا تزال كرواتيا تحتفظ بأغلب أفراد تشكيلتها التي خاضت بها نهائيات بطولة أوروبا 2008 ، وأبرزهم المهاجم المخضرم أوليتش، ولاعب وسط توتنهام الإنجليزي لوكا مودريتش وزميله المدافع فيدران كورلوكا المعار حاليا لصفوف باير ليفركوزن الألماني. ويمر أوليتش، صاحب هدف الفوز على ألمانيا في أمم أوروبا الأخيرة (2-1)، بفترة سيئة خلال هذا الموسم، قد تؤثر بالسلب على مستواه الدولي، حيث خاض مباريات قليلة مع البافاري، وأعلن عن رغبته في الرحيل من أجل اللعب بشكل منتظم، وربما يكون فولفسبورج محطته المقبلة. وسيقود أوليتش خط الهجوم إلى جانب زميله بالبوندسليجا، ماريو ماندزوكيتش (فولفسبورج)، كما اختار المدرب اللاعب إدواردو، من أصول برازيلية (شاختار دونتسيك) للقائمة، بالإضافة للاعب إيفرتون الإنجليزي نيكيتشا ييلافيتش. بينما يمتاز المنتخب الكرواتي بقوة خط وسطه الذي سيشغله نيكو كرانشار (توتنهام) من الناحية اليسرى والذي يشبهه البعض بالأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان، وداريو سرنا (شاختار دونستيك الأوكراني) في الجانب الأيمن، إضافة للاعب بايرن ميونخ، دانييل برانييتش. بينما سيحرس عرين المنتخب، ستيب بليتيكوسا، المحترف في توتنهام أيضا وسبق له الاحتراف من قبل في سبارتاك موسكو الروسي وشاختار دونتسيك، واستدعي المدرب إلى جانبه حارسي موناكو الفرنسي، دانييل سوباسيتش، ودينامو زغرب، إيفان كيلافا.
