أيد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في قداس الأحد بميلانو حضره مئات الآلاف القيم الكاثوليكية التقليدية للزواج والأسرة، والتي قال إنها يكتنفها التهديد جراء «السباق من أجل السلع الاستهلاكية» في العالم الحديث. وقال بنديكت في قداسه الوعظي إن الرجل والمرأة خلقا «متساويين في الكرامة، لكن أيضا بخصائص خاصة بهما ومتكاملة». وأضاف بابا الفاتيكان ان حياة الأسرة المستندة الى الزواج بين الرجال والنساء «هي أول مدرسة ولا غنى عنها للفضائل الاجتماعية، مثل احترام الأشخاص واللامعقولية والثقة والمسؤولية والتضامن والتعاون». وتجمع نحو 850 ألف شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال، لحضور القداس الذي أقيم في مطار بريسو بميلانو في آخر يوم من «الاجتماع العالمي للعائلات» الذي استمر أسبوعا ونظمته الكنيسة الكاثوليكية. كما حضر أيضا رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي وأعضاء آخرون في حكومته. وكان القداس أيضا تتويجا لزيارة استغرقت ثلاثة ايام لبنديكت إلى المدينة الواقعة شمال إيطاليا حيث شارك في فعاليات عديدة مرتبطة بالاجتماع. ولم يذكر بنديكت خلال كلمته الوعظية زواج المثليين، والذي تعارضه الكنيسة الكاثوليكية. لكنه عرض دعما للأزواج «الذين على الرغم من أنهم يوافقون على تعاليم الكنيسة بشأن الأسرة، إلا أنهم مروا بتجارب طلاق وانفصال مريرة». كما انتقد بنديكت «النظريات الاقتصادية الحديثة» التي تهدف إلى تعظيم الربح، وأثارت «سباق السلع الاستهلاكية» الذي أضر بحياة الأسرة. وقال بنديكت إن «مواءمة مواعيد العمل مع متطلبات الأسرة والحياة المهنية مع الأمومة، والعمل مع الاحتفال، هو أمر لبناء مجتمع له وجه إنساني». وأعلن بنديكت في نهاية القداس عقد الاجتماع العالمي المقبل للعائلات في عام 2015 بمدينة فيلادلفيا الأميركية. كما ترأس بنديكت (85 عاما) مساء السبت في مطار «بريسو» صلوات مساء حضرها نحو 300 ألف شخص، وفقا لمنظمي الصلوات. وفي زيارة طويلة غير معتادة لأحد باباوات الفاتيكان لمدينة إيطالية، وصل بنديكت إلى ميلانو أول أمس الجمعة حيث ألقى كلمة في حشد بميدان «دومو» الرئيسي بالمدينة ثم حضر حفلا في المساء أقيم على شرفه في دار أوبرا «تياترو آلا سكالا» الشهيرة بميلانو.