على شكل كريم أو كبسولات أو حقن، أصبح حمض الهيالورونيك وسيلة لا مفر منها لمحاربة آثار الشيخوخة. فهل ترغبين بتجربته؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأي شكل ستجربين؟ استغرق انتشار جزيئات حمض الهيالورونيك واشتهارها وقتًا طويلاً وهي تحمل اسمًا برباريًا ومثيرًا للخوف بعض الشيء. في الواقع، تم استعمالها في بادئ الأمر في المجال الطبي واليوم توسع انتشارها في مجال محاربة الشيخوخة، فحمض الهيالورونيك أثبت فاعلية كبيرة في الترطيب والتنشيط ومحاربة علامات التقدم في السن. فضلاً عن ذلك، تميّز بتركيبة غير مضرة وبقابلية للتفكك مع الزمن. ويبقى أن نتكلم عن استعماله حسب النتائج المرجوة. إليك لمحة شاملة حول هذه المادة السحرية. ما مصدر هذه الجزيئات؟ مصدرها نحن! أجل، فحمض الهيالورونيك موجود في جسمنا، خصوصاً في الأدمة والمفاصل والعين... كذلك استُعمل منذ السبعينيات في مجال الجراحة العينية، قبل أن يتوسع انتشاره إلى الطب التجميلي وبعدها في عالم مستحضرات التجميل. في السابق، كان يُستخرج من عرف الديك المسحوق، أما اليوم فيصنَّع بفضل عملية تخمير البكتيريا. يقول أطباء الأمراض الجلدية أن حمض الهيالورونيك يتميز بأنه طبيعي ويتعرف إليه جسم الإنسان على أنه جسم مألوف. فضلاً عن ذلك، يتحلل مع مرور الزمن ولا يتراكم بالتالي في الجسم. إلا أن هذه الميزة تُعدّ سيئة، لأنه يتحلل فلا تدوم منافعه على المدى البعيد. لماذا يفيد تناول حمض الهيالورونيك؟ في الواقع، لأنه يزداد ندرة مع مرور الزمن! فانخفاضه في الجسم ابتداءً من سن ال40 هو بحد ذاته أحد أسباب شيخوخة البشرة. يهدف تناوله إذًا إلى إيصاله إلى الأنسجة ليؤمن لها الترطيب والمرونة من خلال إحداث تأثير ميكانيكي في الأدمة. بحسب الأطباء، عندما تبلغ هذه الجزيئات المصنعة الأدمة، تتعرف إليها الخلايا الليفية التي تعمل على إعادة إنتاج حمض الهيالورونيك الطبيعي، ما يؤدي إلى إعادة إطلاق عملية الإنتاج المتوقفة. ما هي تأثيرات هذا المنتج على البشرة؟ يعتمد الأمر على حمض الهيالورونيك المستعمل. ويفسر أطباء الأمراض الجلدية أن في مستحضرات التجميل التي تتمتع بحجم كبير من الجزيئات، يبقى حمض الهيالورونيك على مستوى البشرة ويؤمن لها ترطيبًا ممتازًا ومظهرًا ناعمًا وحريريًا. أما إذا كان حجم الجزيئات صغيراً، فيتغلغل حمض الهيالورونيك إلى إعماق الأدمة ليحفز نشاط الخلايا ويعيد إلى البشرة حجمها الطبيعي. كيف نختار مستحضر التجميل المناسب؟ اتبعي مؤشرات التعبئة والتغليف: إذا قرأت «مرطب» فحسب، تدركين أنك ستستفيدين من ترطيب لسطح البشرة في حال كانت تعاني مشاكل طفيفة. أما إذا قرأت «لمحاربة التجاعيد» و/أو «منشط» فيعني أنه يعمل على مستوى أعمق. وقد تجدين كذلك منتجات تقدم كلا التأثيرين. ماذا عن الحقن؟ حقن حمض الهيالورونيك خطوة بغاية الفاعلية لتعبئة التجاعيد وإعادة رسم خطوط الوجه، وقد عرفت انتشارًا هائلاً في السنوات الماضية. يشرح الأطباء أن تركيبات أحماض الهيالورونيك المخصصة للحقن قد تطورت لتتكيف مع مختلف مناطق الوجه وتؤمن النتائج المرجوة. غير أن تكلفة هذه الحقن مرتفعة ولا تدوم أكثر من 3 إلى 18 شهرًا، ذلك حسب بشرة المريضة. لذلك ينصح بطلب مقايسة تقديرية حول التأثير المرجو وعدد الجلسات اللازمة قبل الخضوع لأي حقن. والمكملات الغذائية؟ تهدف هذه الكبسولات إلى ترطيب البشرة، لكن نتائجها ما زالت غير ثابتة على رغم الدراسات الكثيرة التي أجريت في هذا المجال. صحيح أنها غير مضرة، لكن ما من إثبات ملموس يؤكد أن الجزيئات تصل فعليًا إلى الأدمة بعد عملية الهضم. فمن المستحسن اللجوء إلى الكريمات أو الحقن.