دول الجوار الأوروبي ..مصطلح تعودنا على سماعه كثيراً خلال السنوات الأخيرة بعدما إتحدت مصالح الدول الأوروبية المتجاورة والقريبة من بعضها فيما بينها سواء سياسياً أو إقتصادياً بعد فترات من العداء على مدار تاريخ هذه الدول،وأصبحت العلاقة بين هذه الدول مزيج من التحالف الحالي والعداوات التاريخية التي لازالت تلقي بظلالها على العلاقات الحالية لدرجة يمكن تدفعنا لإطلاق عنوان "الأخوة الأعداء" على الكثير من هذه الدول. وستكون كأس أمم أوروبا 2012 المقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا ساحة جديدة لإحياء ذكريات الصراع التاريخي ولكن هذه المرة داخل المستطيل الأخضر ،حيث سيشهد الدور الأول من البطولة موقعات ثلاث ضمن حرب أطلق عليها حرب الثلاثة أيام،والتي ستبدأ بمواجهة مرتقبة بين إسبانيا وإيطاليا في إفتتاح المجموعة الثالثة ،والصدام الشرس بين فرنساوإنجلترا في إفتتاح الرابعة ،والموقعة الألمانية الهولندية في الجولة الثانية بالمجموعة الثانية. إسبانيا وإيطاليا صراع من قبل الميلاد يعود الصراع بين إسبانيا وإيطاليا إلى ماقبل الميلاد عندما نجح قياصرة الإمبراطورية الرومانية مؤسسو مدينة روما في إحتلال شبه جزيرة أيبيريا " إسبانيا" رغم عدم وجود حدود مشتركة بينهما وتفصل بينهما فرنسا ،وإستمر هذا الإحتلال لمدة طويلة ،الأمر الذي ألقى بظلاله على علاقات الدولتين. وكرة القدم ليست ببعيدة عن هذا الأمر حيث أن مواجهات الفريقين عادة ما تحظى بالكثير من التوتر والعصبية والشد والجذب بين اللاعبين داخل الملعب وبين الجماهير خارجه. ويزيد من إشتعال الموقف بين الفريقين ،الرغبة الإيطالية في الثأر من الأسبان الذين أخرجوهم من الثمانية لنسخة 2008 بالفوز عليهم بركلات الترجيح بعد أن تعادلا 0-0 في الوقتين الاصلي والاضافي. وعلى مدار تاريخ لقاءات الفريقين ،فقد إلتقيا من قبل 29 مرة ما بين مواجهات رسمية وودية وكانت الغلبة للمنتخب الإيطالي الذي فاز 10 مرات مقابل 8 مرات للإسبان وكان التعادل في 11 مواجهة. أطول حروب التاريخ حرب المائة عام هو المسمى الذي أطلق على الحرب بين فرنساوإنجلترا اللتين لايفصل بينهما سوى بحر المانش ،وهي الحرب التي إمتدت بين عامي 1337 و1453 وخلفت وراءها الآلاف من الموتى والأثار السلبية بين البلدين،إلى جانب العديد من الحروب الأخرى على مر التاريخ بين الإمبراطوريتين. واليوم تقف فرنسا أمام إنجلترا في مواجهة جديدة ،وإذا كان القرن الماضي شهد العديد من التحالفات بين البلدين بداية من الحرب العالمية وحتى الآن، إلا أن الأمر يختلف كثيراً داخل الملعب في إطار سعي كلا القوتين العظمتين لحسم هذه الموقعة لصالحه. تاريخ اللقاءات بين الفريقين يصب لمصلحة الإنجليز ،حيث تقابلا 28 مرة حقق الإنجليز الفوز في 16 منها مقابل 8 إنتصارات فرنسية ،وكان التعادل سيدأ للموقف في 4 مرات. عداوة متجددة بين هولنداوألمانيا في العاشر من مايو عام 1940 قامت ألمانيا بغزو هولندا في الحرب العالمية الثانية ،وإنتهى هذا الإحتلال بهزيمة الألمان في النهاية. ورغم هذا الإحتلال إلا أن الأمر يبدو مختلفاً في نوع الحساسية بين هولنداوألمانيا بسبب مواجهاتهما الكروية التي تعد السبب الرئيسي وراء هذا التوتر الذي عادة ما يسود لقاءات الفريقين. وتتسم مبارايات المنتخبين الهولندي والالماني بندية كبيرة وتذكر بمواجهاتهما في المسابقات الكبرى على غرار نهائي مونديال 1974 والدور الثاني في مونديال 1990 وقبل نهائي كأس اوروبا 1988. ويكفي التدليل على طبيعة العلاقة بين المنتخبين بتصريح سابق لقائد هولندا مارك فان بومل قبل إحدى المباريات الودية: "لا وجود لاي نوع من الودية عندما نلعب مع المانيا. هناك اولوية كبرى لمواجهات المانيا بالنسبة لي". وسبق أن إلتقى الفريقان 38 مرة من قبل ما بين مواجهات رسمية وودية ،وفازت الماكينات الألمانية 14 مرة مقابل 10 إنتصارات للهولنديين ،إضافة إلى 14 تعادل.
