ربما لا يحقق المهاجم الفذ كريم بنزيمة حتى الآن متوسط الأهداف الذي يليق بإمكانياته مع المنتخب الفرنسي لكرة القدم ، ولكنه يظل لاعبا بارزا وعنصرا مهما في مفاتيح اللعب التي يعتمد عليها الفريق في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا في بولندا وأوكرانيا. وسجل بنزيمة ، مهاجم ريال مدريد الأسباني ، 15 هدفا فقط في 45 مباراة دولية مع الديوك الزرقاء بمتوسط هدف واحد في كل ثلاث مباريات ويقل هذا المعدل كثيرا في البطولات الكبيرة قبل بداية مسيرة الفريق غدا في يورو 2012 من خلال المباراة أمام المنتخب الإنجليزي في مدينة دونيتسك الأوكرانية. وعندما كان بنزيمة ضمن المنتخب الفرنسي الفائز ببطولة كأس الأمم الأوروبية للناشئين (تحت 17 عاما) عام 2004 ، سجل اللاعب هدفا واحدا من 11 هدفا أحرزها الفريق في البطولة. وفشل بنزيمة في هز الشباك خلال مشاركته مع المنتخب الفرنسي الأول (الديوك الزرقاء) في يورو 2008 ولم يكن ضمن صفوف الفريق في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا عندما خرج الفريق صفر اليدين من الدور الأول دون تحقيق أي فوز وسط تمرد اللاعبين على مديرهم الفني السابق ريمون دومينيك. ولكن المنتخب الفرنسي يعتمد على بنزيمة ويعلق عليه آمالا عريضة في يورو 2012 بعدما نجح اللاعب في ترك بصمة واضحة مع ريال مدريد الذي توج بلقب الدوري الأسباني في الموسم المنقضي والذي شهد 21 هدفا لبنزيمة في بطولة الدوري. وخلال آخر مباراة ودية خاضها المنتخب الفرنسي قبل البطولة الحالية ، سجل بنزيمة /24 عاما/ الذي ينتمي لأصول جزائرية هدفين ليقود الفريق إلى الفوز 4/صفر على منتخب استونيا. وبالنسبة لكثيرين ، يمثل بنزيمة الأمل الأكبر للمنتخب الفرنسي الذي يطمح إلى تقديم بطولة قوية في يورو 2012 . ووصف نجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستوف دوجاري مواطنه بنزيمة بأنه اللاعب القائد للمنتخب الفرنسي. وقال دوجاري ، في تصريمحات لصحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية قبل بدء البطولة ، "إنه أبرز لاعبينا أداء". وقال بنزيمة ، الذي سبق للاعبي المنتخب الفرنسي أن اتهموه بالتعالي والتعجرف ، إنه يحلم بإحراز لقب البطولة وكذلك الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم. وقال بنزيمة "هدفي الأول هو اللعب بشكل جيد أمام المنتخب الإنجليزي (في افتتاح مباريات الفريقين غدا الاثنين بالبطولة) . ولكن كل لاعب يجب أن يفكر في الكرة الذهبية (جائزة أفضل لاعب في العالم) . كل لاعب يحلم بأن يصبح أفضل لاعب في العالم". وقبل انتقال بنزيمة من ليون الفرنسي إلى ريال مدريد الأسباني في نهاية موسم 2008/2009 مقابل 35 مليون يورو (8ر43 مليون دولار) ، بدا أن اللاعب الخطير يسير في هذا الاتجاه. ولكن البداية الصعبة له في أسبانيا جعلته يعاني كثيرا ودفعت لوران بلان المدير الفني للمنتخب الفرنسي حاليا إلى أن يقول إن أصدقاء السوء شجعوا بنزيمة على الاعتقاد بأنه أفضل لاعب في العالم. واستوعب بنزيمة الانتقادات جيدا وبدأ في إنقاص وزنه وتحول إلى حياة أكثر احترافية. وقال اللاعب "أعتني الآن بجسمي.. ويبدو أن كل شيء يسير على ما يرام في الوقت الحالي. ينتابني شعور جيد وثقة كبيرة". ويتفق بلان معه في ذلك حيث قال المدرب المتميز "بنزيمة تعلم من أخطائه. إنه أحد أبرز المهاجمين في أوروبا عندما يكون لائقا". والآن ، أصبح على بنزيمة أن يهز الشباك في البطولات الكبيرة ليبرهن على ذلك أمام العالم كله.