قبل عامين كان الأخطبوط الذي يدعى "بول" قد حاز على نصيب الأسد من عناوين الصفحات الأولى من الصحف الرياضية في أنحاء العالم عندما أصابت توقعاته لنتائج المنتخب الألماني في مبارياته السبع ببطولة كأس العالم 2010 لكرة القدم بجنوب أفريقيا ، كما توقع نتيجة المباراة النهائية التي انتهت بفوز أسبانيا وتتويجها باللقب. وبعد أن حقق شهرة واسعة على مستوى العالم ، جرى السماح للأخطبوط بالتقاعد وظل في الحوض المائي بمدينة أوبرهاوزن الألمانية قبل أن يفارق الحياة عن عمر يناهز عامين ونصف العام. ومنذ ذلك الوقت ، ينتظر عشاق كرة القدم في أنحاء العالم ظهور مخلوق جديد يحل مكان الاخطبوط بول الذي لا يزال مكانه شاغرا في عالم التكهنات. وظهر في الفترة الماضية مخلوقات تمنى المشجعون أن تؤدي عمل بول ، ومنها أنثى الفيل شيتا والخنزير فونتيك والبقرة ايفون والنمس فريد. وظهر أخطبوط آخر في ألمانيا يدعى روسي ، من مدينة روزنهايم ، ولكنه تقاعد مبكرا بعدما أخطأت توقعاته هو وكلبة ألمانية تدعى "سيسي" بفوز بايرن ميونيخ الألماني على تشيلسي الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا ، حيث فاز تشيلسي بضربات الجزاء الترجيحية وانتزع اللقب. وكما كان الحال بالنسبة لسيسي وروسي ، كان المضي قدما في التوقعات في غاية الصعوبة بالنسبة لمخلوقات أخرى في مختلف أنحاء القارة الأوروبية ، تنتمي لمملكة الحيوانات. ووقع الاختيار على النمس فريد ، الذي يعيش في حديقة حيوان مدينة خاركييف الأوكرانية ، نظرا لأن مشجعي فريق ميتاليست خاركييف يعرفون باسم "النموس" وقد اعتمدوا على أحد النموس في الحديقة في التوقعات. وتوقع النمس فريد تعادل المنتخبين البولندي واليوناني في المباراة الافتتاحية ليورو 2012 ، وقد جاءت توقعاته صحيحة حيث تعادل الفريقان 1/1 . واستنتج المتابعون للنمس فريد أنه يتوقع تعادل الفريقين عندما رفض تناول الطعام من أي من إناءين وضع بهما لحوم البقر الطازجة وأمامهما علما المنتخبين. ولكن النمس فريد أخطأ التوقع لنتيجة مباراة روسيا والتشيك حيث توقع أنها ستنتهي بالتعادل لكنها انتهت بفوز المنتخب الروسي 4/1 . وعاد فريد من جديد لتوقعاته الصائبة حيث تنبأ بفوز المنتخب الألماني على نظيره البرتغال وفوز المنتخب الدنماركي على نظيره الهولندي ، وهو ما حدث بالفعل. ولكنه أخطأ بعدها مجددا ، ليكون الأخطبوط الألماني بول بذلك صاحب الإنجاز الذي لم يتمكن أي مخلوق آخر من تكراره حتى الآن. غير أنه إذا قدر للنمس فريد أن يتحدث فإنه لابد سيشكو من عبء التوقعات الذى وضع على عاتقه ، فقد كان الأمر سهلا بالنسبة للاخطبوط بول الذي طلب منه توقع نتائج ثماني مباريات فقط وليست نتائج بطولة بأكملها .
