بدأت أمس الثلاثاء الاحتفالات باليوم العالمي للمتبرعين بالدم تحت شعار «كل متبرع بالدم بطل»، حيث يركز شعار الحملة على فكرة مفادها أن كل واحد منا قادر على أن يصبح بطلا عن طريق التبرع بدمه، كذلك يعترف بالأبطال الصامتين والمجهولين الذين ينقذون أرواحا كل يوم بفضل الدم الذي يتبرعون به، ويشجع بقوة أيضا المزيد من الناس في كل أرجاء العالم على التبرع بدمائهم عن طواعية وبانتظام. ويتم الاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم في هذا اليوم، الذي يوافق ميلاد العالم والطبيب النمساوي كارل لاندشتينر عام 1868، الرجل ذي الأيادي البيضاء والإسهامات الكبيرة في عالم الطب الذي فتح أعين العالم عام 1901 على أفق علمي جديد باكتشافه لفصائل الدم، وهو الأمر الذي مكن الإنسانية من إنقاذ حياة ملايين البشر، ونال عن اكتشافه أرفع وسام علمي (جائزة نوبل في الطب) لعام 1930، وقد اختارت منظمة الصحة العالمية الاحتفال به لتقديم الشكر والتقدير لملايين الناس الذين ينقذون أناسا آخرين ويسهمون في تحسين حياتهم عن طريق التبرع بدمائهم عن طواعية وبدون مقابل، كذلك لرفع الوعي بالحاجة إلى الدم المأمون ومشتقات الدم. وتشجع منظمة الصحة العالمية والهيئات الشريكة معها للانضمام إلى حملة اليوم العالمي للمتبرعين بالدم، حيث ستنظم تظاهرة عالمية 2012 في سيول بكوريا الجنوبية وسيتولى استضافتها الصليب الأحمر الكوري ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في كوريا. ويسلط شعار هذا العام الضوء على الأبطال الآخرين الذين يقومون بأعمال بطولية كل يوم، مثل قوات المطافئ، وقوات الشرطة من الرجال والنساء، وعمال الإنقاذ، والقيادات المدنية، ومناصري القضايا الاجتماعية وتحسين أحوال المجتمعات المحلية، ففي حين تتجه أنظار العالم نحو الألعاب الأولمبية لعام 2012 والتي ستقام في مدينة لندن، ستكون الفرصة سانحة أمام مرافق الدم ورابطات المتبرعين بالدم والمؤسسات الأخرى ذات الصلة لتجنيد أبطال من الرياضيين من أجل الدعوة إلى التبرع بالدم طوعا وبالمجان على الصعيد المحلي والصعيدين الوطني والدولي. وتساعد عمليات نقل الدم ومنتجات الدم على إنقاذ ملايين الأرواح كل عام وبإمكانها المساعدة على إطالة أعمار المرضى الذين يعانون من حالات مرضية تهدد أرواحهم وعلى تحسين نوعية حياتهم، ودعم الإجراءات الطبية والجراحية المعقدة، ومن الملاحظ في كثير من البلدان أن الطلب يتجاوز العرض في هذا المجال وأن مرافق الدم تواجه مشكلة في إتاحة كميات كافية من الدم والحرص في الوقت ذاته على ضمان جودته ومأمونيته. وهناك اليوم 62 بلدا تعتمد فيها إمدادات الدم الوطنية بنسبة 100% على تبرعات الدم الطوعية، غير أن 40 بلدا لاتزال تعتمد على المتبرعين من أفراد أسر المرضى أو المتبرعين الذين يتلقون أجرا مقابل تبرعاتهم، وتجمع أقل من 25% من إمداداتها الدموية من أشخاص يتبرعون بدمائهم عن طواعية ومن دون مقابل. وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن واحدا من بين كل 3 أشخاص قد يحتاج إلى نقل الدماء في إحدى فترات العمر، وأن واحدا من بين كل 7 يدخلون المستشفيات يحتاج لنقل دم، كما يحتاج شخص واحد للدم كل ثانية ونصف الثانية حول العالم، فيما يقدر عدد المرضى المحتاجين لنقل الدم بالولايات المتحدة وكندا وحدهما بنحو 4.5 ملايين مريض سنويا.