يبدو أن ظاهرة النجمات اللواتي يخرجن مع شبان أصغر منهن سناً أصبحت عادية. فهل تشكل خطوةً نحو تقبل مساواة المرأة بالرجل؟ يبدو أن التعامل مع هذا الموقف صعبٌ جداً. الأمثلة أكثر مما نتصوّر: إديت بياف، مارغريت يورسونار، أليس دونا التي تشكل مع لوران بوايي ثنائياً رائعاً، كلير شازال، مادونا، الممثلة ديمي مور التي تظهر مع الوسيم أشتون كاتشر. وراء صور المجلات هذه حقيقة واحدة: يتكاثر عدد الكوغر حتى وإن كانت الظاهرة أكثر شيوعاً في الولاياتالمتحدة منها في فرنسا. مصطلح «كوغر» ليس الخيار الأفضل لأن هذا الحيوان يحب العيش وحيداً ولا يبحث عن شريك إلا للمزاوجة، ومهدد بالانقراض عكس نساء الكوغر اللواتي يزداد عددهن. لو كان العالم قائماً على المساواة بين الجنسين لما طُرحت هذه المسألة. فمنذ القدم يتزوّج الرجال بنساء أصغر منهم سناً، حتى وإن تقدموا في العمر، وينجبون الأطفال، هذا ما قام به شارلي شابلن وإيف مونتان، وليس من الغرابة أن تتصرف النساء بالطريقة نفسها. لكن ثمة اختلافات بين الرجل والمرأة، فهذه الأخيرة لا تعود قادرة على الإنجاب بعد سن معينة، وقد تشكل هذه المسألة عقبة أولى للشاب الذي لم ينجب بعد. لكن، لا شيء يمنع المرأة من أن تجذب شاباً أصغر منها سناً وأن تعيش معه، ففي فرنسا، تكبر المرأة الرجل في 20% من الحالات ويقتصر الأمر في معظم الأحيان على فرقٍ بسيط في العمر. أما نسبة الحالات التي تكون فيها المرأة أكبر من الرجل بثماني سنوات على الأقل فهي حوالى 1%. غير أن الشريكين يشعران باختلافات على مستوى تقبل المجتمع لهما. ظاهرة قديمة تجد المرأة صعوبةً في تقبل زواج الرجل بامرأةٍ أصغر منه سناً بكثير حتى وإن كانت هذه الظاهرة قديمة، فعندما يتركها شريكها ويختار امرأة أصغر منها سناً تنعته بألفاظ قاسية، كذلك يجد الرجل صعوبة بأن تهجره المرأة بحثاً عن شاب أصغر منه سناً، ويفضل الرجال عدم التفكير في إمكانية حدوث هذا الأمر. لا يعاني الرجل الذي يتزوج امرأة أصغر منه سناً بكثير مشاكل مع أصدقائه، فهم يحترمون قراره ويحسدونه قليلاً. كذلك تختبر المرأة الأمر نفسه مع صديقاتها وقد يحسدنها على خيارها من دون أن يسببن مشاكل بين الشريكين. يصعب على الأطفال تقبل الاختلاف الكبير في العمر بين الأم والأب فهما سيبدوان من جيلين مختلفين، ومع أن ردات فعل المرأة والرجل تتشابه حيال هذا الموضوع فإن المرأة تواجه صعوبةً في الإعلان عن خيارها. المال تطمح الفتاة الشابة إلى الاستفادة من أموال زوجها العجوز، والأمر سيان بالنسبة إلى الشاب الذي يرتبط بامرأة في عقدها الرابع أو الخامس، بلغت مستوى الرفاهية. أما إذا كانت المرأة برفقة شاب أصغر منها سناً، فعليها أن تتحدى مقولة إن الشاب لا يهمه سوى المصلحة المتأتية من هذه العلاقة، وأن تتخطى تهمة أنه مغرم بمركزها أو ثروتها، على الأقل إذا كان الحب موجوداً بينهما. الحمل على المرأة أن تجد حلاً لمسألة الحمل إذا تزوجت بشاب لم يصبح بعد أباً، فهو قد يرغب بالأطفال، وعليها إما أن تحمل بسرعة أو أن تطرح على الشريك فكرة التبني أو عدم إنجاب الأطفال. إذا أراد الشريكان استمرار العلاقة، فعليهما حلّ هذه المسألة. الأولاد تكون ردة فعل الأولاد سلبيةً في البدء عندما تتزوج أمهم بشاب أقرب إليهم في العمر، وقد تنتج من ذلك اضطرابات كتشوه صورة الأب الذي يصبح ضحيةً، وتظهر في شكل خاص عند المراهقين والشباب ما ينعكس سلباً على الشريكين، كذلك على المرأة ألا تفرض شريكها فالأشهر والسنوات كفيلة بإثبات قوة علاقة الشريكين. تبدو النساء اللواتي يخبرن عن تجربتهن مع شريك أصغر سناً سعيدات، لكن هذه النظرة قد تتغير بعد مضي بضع سنوات مع تقدمهن في السن، ولا عجب أن ظاهرة الكوغر نشأت في عصرنا، فالمرأة اليوم قادرة، بفضل الجراحات التجميلية، على المحافظة على جمالها حتى لو تجاوزت سن الخمسين. إلا أن علامات سن اليأس ستظهر عاجلاً أم آجلاً، من خلال التجاعيد والارتخاء في اليدين واكتساب الوزن. في هذه المرحلة تدخل العلاقة دائرة الخطر، وليس ذنب الشريك الشاب فحسب إنما ذنب المرأة التي تلاحظ تدهور حالتها، فتفقد ثقتها بنفسها ما يهدد العلاقة بشكلٍ جدي، لذلك، تلجأ إلى الجراحة التجميلية لتستعيد جاذبيتها وثقتها بنفسها، ليس عليها سوى أن تقرّ ببدء مرحلة جديدة في حياتها. الكوغر امرأةٌ عملت بجهدٍ لتحسين صورتها وهي تعرف نفسها عن كثب. بحسب الشهادات التي قدمتها النساء، نادراً ما يكون الارتباط بشاب أصغر سناً أمراً متعمداً. تنشأ العلاقة من باب الصدفة على غرار العلاقات العاطفية الأخرى. في الواقع، لا تكون هذه العلاقة مرغوبةً في البدء بسبب العقبات التي قد تصادفها. تبدأ المرأة المرتبطة بعلاقةٍ عاطفية مع شاب أصغر سناً طرح أسئلة تتطلب جواباً ضرورياً، ما قد يساعدها على عيش العلاقة بسلام، فالصحافية الفرنسية المرموقة كلير شازال التي ارتبطت بشاب أصغر منها بعشرين عاماً، أثارت صورهما للوهلة الأولى صدمة، لكن سرعان ما اعتبر الناس أنه يحق لشازال الارتباط بمن تريد، واعتبر البعض هذه الظاهرة «انتقاماً» للمرأة ورمزاً لمساواة جديدة ممكنة بين الجنسين. ثمة نساء يضعن في الحسبان فكرة الانفصال عندما يتقدمن في السن، فهن يخفن أن يهجرهن الرجل عندما تبدأ علامات التقدم في العمر بالظهور، هكذا تزيد عقدة النقص من شك المرأة فينعكس الأمر سلباًعلى الشريك الذي لا يفهم سبب تصرّفها ويسود اعتقاد لديه بأن هذه العلاقة لن تدوم طويلاً. نساء الكوغر يندفعن نحو هذه العلاقة من دون التفكير في المستقبل ومن دون توقع الأسوأ، مع العلم أن نصف هذه العلاقات تقريباً ينتهي بالطلاق. على المرأة إذاً أن تثق بنفسها وأن تكون سعيدةً، فالإنسان يستفيد من الحياة ومن اللحظات السعيدة عندما يكون في سن الأربعين وليس في العشرين، ويساهم التفاؤل وإدراك هذه السعادة في إطالة عمر العلاقة.