على الرغم أن )ليلة الزفاف( لدى جميع الفتيات هي )ليلة عمر( لا تنسى، إلاّ أنها تحولت عند البعض منهن إلى لحظات قلق ودقات قلب لا تهدأ، وبكاء خوف ربما لا يتوقف، وذلك بسبب هيمنة بعض المفاهيم الخاطئة التي سادت فترة طويلة من الزمن، ومع التطور التكنلوجي يبقى السؤال المتداول هل لاتزال العروس تخاف من (ليلة العمر) وهل لا يزال الخوف والبكاء يسيطر عليهن، أم انتفت مع التعليم والثقافة والتواصل مع الزوج في فترة (العقد) ، والذي من شأنه أن يطمئن قلوبهن؟.. الإجابة في السطور التالية.. سيد الموقف: في البداية قالت ربة المنزل سهام محمد كثيراً ما سمعت عن قصص خوف العروس في ليلة الزفاف، بل وشاهدت هذا الخوف يقتل فرحتها وهي على (الكوشة)، إذا تختفي ابتسامتها أو حتى بهجتها في تلك اللحظات، فتجلس بجسدها أمام الحاضرات وفي ذهنها صراعات مع الخوف من اللحظات القادمة، حتى تصورت أن ذلك قاعدة تسير عليها كل الفتيات في ليلة من المفترض أن تكون أجمل ليلة في حياتها، مضيفةً أن هناك من حرصت على تغيير تلك الأفكار التي أخذت مكانها لسنوات طويلة، وأنا إحداهن لأني وصلت لدرجة كبيرة من المحبة والتفاهم مع زوجي أثناء فترة (عقد القران) ، لهذا لم يجد الخوف في قلبي مكانا، بل كان الشوق والفرح لقرب تلك اللحظات هو (سيد الموقف). سلة النسيان: وأوضحت إيمان محمود علي أن خوف الفتاة في ليلة العمر، هو شعور طبيعي جدا، وذلك لأنها ليلة تصاحبها تغيرات جذرية في حياتها، بل ودليل اهتمام حقيقي وتفكير عميق في حياتها الزوجية القادمة ومدى قدرتها على تحمل مسئولياتها كزوجة، مضيفةً أن الخوف الزائد للفتاة يكمن في عدم التهيئة النفسية لها، لأننا مازلنا ننظر أن الحديث عن أي موضوع يخص الزواج هو شيء محرم أمام الفتاة، بل ولا يجوز التحدث به، لهذا تلجأ إلى صديقاتها لتأخذ معلومات مشوهة وخاطئة في أغلب الأحيان، فإما أن يسردن النصائح الملغومة، أو يكتفين بقول (ربنا يعينك) لتشعر أنها بإنتظار ليلة مأساوية..!!! طبيعة العلاقة: وتقول منال - شابة متزوجة حديثاً- : إن الخوف سببه الأول هو طبيعة العلاقة التي تربط الطرفين بعد عقد القران، فإن كان هناك تقارب وتواصل ولقاءات بينهم، فلن تكون هناك مشكلة، إما إذا كانا قد تزوجا بالطريقة التقليدية ولا تراه إلاّ في (ليلة الدخلة)، فطبيعي يتولد الخوف عندهما، فكل واحد منهما سيشعر بالغربة والإرتباك والتوتر، وهما لأول مرة في غرفة بابها مغلق. اللقاء الأول: وتؤكد الباحثة النفسية آمنة حسن على أن الزوجين يتطلعان لهذه الليلة ليبدأ كل منهما مرحلة جديدة مليئة بالمسؤوليات، وهذا أمر فطري، مضيفةً أن الخوف من ليلة العمر هو خوف طبيعي جدا ويعتري أغلب المقبلين على الزواج، موضحةً أن ما يعزز تلك المخاوف بشكل كبير في السابق، هو كثرة الروايات والقصص والتصورات التي تمر على مسامع الفتاة عن هذه الليلة، ولكن الواقع مختلف تماماً عن هذه الحكايات البعيدة عن الصحة، مشددةً على أهمية اللقاء الأول بين الزوجين، فنجاح هذا اللقاء يزيد من نسبة التوافق بينهما، لهذا ينبغي ألا تشعر بالحرج، فكل منهما يستجيب لغريزة فطرية أودعها الله فيه، وشرع له طريقاً مباحاً لإشباع هذه الغريزة. أهل الخبرة: وتقول الأستاذة خديجة البصير- مدربة ومستشارة أسرية-: (الآن ومع التقدم أصبحت هذه الليلة أقل خوفاً من السابق، ففي الماضي كان التعامل مع هذه الليلة بشيء من القسوة والقوة، بل وتذهب لها الفتاة وهي تجهل كل شيء عن صفات الزوج، وكيفية التعامل معه، ناصحةً بالبحث عن حلول للتغلب على مخاوف تلك الليلة، وذلك بالرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص، خاصةً أن حياء الفتاة من والدتها يمنعها من سؤالها ومصارحتها بهذه المخاوف، لهذا لابد أن تلجأ لمن لهن خبرة في ذلك الموضوع، حتى تبني حياتها على طرق سليمة، مشددةً على ضرورة حضور دورات للمقبلات على الزواج، التي يتم فيها عرض كل ما لا يتعلق بالحياة الزوجية، عبر أخصائيات يتمتعن بكفاءة عالية، فثقافة الزوجين ومعرفتهما لأهمية هذه الليلة تقودهما إلى اتباع سلوكيات متحضرة). السوداني