اعتبر رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي أن مفوضية الاستفتاء بمقياس موضوعي أسوأ من مفوضية الانتخابات، من واقع أنها لا تستطيع العمل كفريق، وأعضاؤها الجنوبيون لا يخضعون لتوجيهات رئيسها، محذراً من ان ما يحدث على أرض الواقع سيكرر تجربة الانتخابات في الشمال وفي الجنوب، ورسم المهدي صورتين لمفوضية الاستفتاء إما التفكيك قبل القيام بمهمتها التي كونت من أجلها أو ان تجري استفتاءً معيباً لن تقبل نتائجه الأطراف. وهنا- بحسب المهدي- سيكون الاستفتاء ليس كالانتخابات والاختلاف حول نتائجه سوف يشعل الحرب، و حدد المهدي 11 حيثية قال إنها تدفع الجنوبيين للانفصال، بعضها صحيح والبعض يستند على قراءة عاطفية للواقع، على حد تعبيره، و29 نقطة رأى أنها تدعم خيار الوحدة، وذكر الصادق في مناظرة حول الوحدة نظمت بقاعة الصداقة مساء أمس أن بين حيثيات الانفصال أن الشماليين اضطهدوا أهل الجنوب، أهل الجنوب مهمشون، لم تعرف العلاقات بين الشمال والجنوب سلاما إلا عقدا واحداً من الزمان. وهذا انتهى بنقض العهد واشتعال حرب أكثر دموية، سكان الجنوب قبائل زنجية يتحدثون لغات شتى وعقائد مختلفة لا تجمعهم بأهل الشمال رابطة بل وجدوا من المسيحية والأنجلوفونية حماية لأنفسهم من تثاقف جبري، وأشار المهدي الى ان من بين النقاط التي تدعم الوحدة أن الدولة الوطنية هي الوحدة الدولية المقبولة عالميا وهي تقوم على هندسة بشرية تحقق الوحدة. الاخبار هواء ساخن) في استهلال مناظرات (تقرير المصير) الوطني: تحول موقف بعض قيادات الحركة من الوحدة (تكتيكي)..المهدي: التظلم الجنوبي ليس كبيراً قياساً بالسود في جنوب أفريقيا أعْلنت الحركة الشعبية، فوات الأوان لتقديم الحوافز والتنمية لشعب الجنوب، وقالت إن زمن الوحدة ودَق الطبول انتهى، وإن الجنوب كان مستقلاً اصلاً وينتظر فقط مواعيد الاستفتاء، بيد أنها أكدت قبول الوحدة مقابل السودان بأسس جديدة، وأوضحت أن التحدي الأكبر أمام الشمال كيف يحكم نفسه بعد الانفصال. فيما أكد المؤتمر الوطني، وحدوية الحركة الشعبية حسب (المنفستو)، ووصفت التحول في مواقف أعضاء الحركة من الوحدة للانفصال بأنه تكتيكي، وأكد تنفيذ بنود اتفاقية السلام، وقال إنه سيعترف بالانفصال حال إجرائه بصورة نزيهة وشفافة بعد النتائج، وحمّل الحركة مسؤولية الدعوة للوحدة، ودعاها للصبر على مشروع السودان الجديد وليس أن تختار الخيار الأسهل.وقال بروفيسور إبراهيم غندور أمين الشؤون السياسية بالمؤتمر الوطني، في مناظرة عن الوحدة والانفصال بقاعة الصداقة أمس، إن الحركة الشعبية وحدوية حسب (المنفستو)، ووصف التحول في مواقف قيادات الحركة الشعبية من الوحدة والانفصال بالتكتيكي، وحمّل الحركة مسؤولية الدعوة للوحدة كما نصت عليه الاتفاقية، وأشار إلى أن الكيانات الصغرى لا مجال لها في العالم، وقال: (سنعمل من أجل الوحدة لآخر يوم)، وأضاف: سنعترف بالانفصال عندما تظهر نتائجه بشكل شفاف ونزيه.من جهته أكد د. لوكا بيونق وزير رئاسة مجلس الوزراء، القيادي بالحركة الشعبية، إن الوحدة المبنية على التاريخ المرير تجعل المواطن يصوّت للانفصال، وأعلن انتهاء الوقت للعمل من أجل التنمية وتقديم الإغراءات للتأثير في قرار المواطن الجنوبي في التصويت، وزاد: علينا مواجهة الحقائق، وقال: نحن في الحركة نطرح الوحدة مقابل أن يكون السودان بأُسس جديدة، وأشار الى أن التحدي الأكبر أمام الشمال هو كيف يحكم نفسه بعد انفصال الجنوب، ودعا المواطن الجنوبي للتصويت بعقلانية ومسؤولية، وأن يكون خياره ليس مبنياً على غضب لكون الشمال أعطاه المأوى والأرض في زمن الحرب، ودعا لضرورة إتاحة الحريات الأربع.وفي السياق نفث الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي الهواء الساخن جنوباً وشمالاً وحدة وانفصالاً، وقال في ورقته قضية الوحدة والانفصال، إنّ حيثيات الأخير هي أنّ الشماليين اضطهدوا الجنوب، وإن المؤتمر الوطني يصر على هويته الإسلامية العربية للبلاد، وأوضح المهدي أن هناك دوافع عديدة لاختيار الوحدة منها أن الدولة الوطنية هي المقبولة عالمياً، وأن التظلم الجنوبي ليس كبيراً مُقارنةً بالسود في جنوب أفريقيا، وأنه من الخطأ أن كل المشاكل جنوبية شمالية. من ناحيته قال بيتر بشير باندي رئيس المجلس التشريعي المحلي بجوبا، القيادي بالحركة الشعبية إن الجنوب مستقل اصلاً وينتظر فقط تقرير المصير، وأوضح أن الشعب في الجنوب لا يتحمّل الحرب مجدداً وكذلك الشمال، ودعا لجوار أخوي لكون الشعبين تجمعهما روابط وعلائق وشيجة.وقال المهندس فاروق جاتكوث القيادي الجنوبي إن (الفأس وقعت في الرأس)، وأضاف: فشلنا في جعل الوحدة جاذبة، وأكد أن الانفصال واقع بكل المؤشرات، ودعا لقبول خيار الجنوبيين، وأشار إلى بقاء العلائق الاجتماعية بين الشمال والجنوب، وقال: يجب العمل لكيفية جوار الشعبين.فيما وضع د. واني تومبي الأستاذ بجامعة جوبا، القيادي الجنوبي أسوأ خارطة للجنوب حَال اختياره الانفصال، وقال: (دعونا من استخدام الدواء الخاطئ لإشكالاتنا)، وأضاف: من الخطأ فكرة ازدهار الجنوب حال الانفصال، وأن مجموعاته السكانية متجانسة. يحي كشة