توقف منذ بكل المستشفيات الحكومية اجراء العمليات الجراحية بسبب الأزمة الحادة في أدوية التخدير، مما أدى لجدولة العمليات الباردة، وما زالت الأزمة تتفاقم لعدم وجود إمداد حتى الآن عدا في المستوصفات الخاصة بنسبة 90% و100%. وقفت آخر لحظة على حجم المشكلة، والتقت بعدد من المسؤولين والمرضى وكانت هذه الحصيلة: أكدت مصادر موثوقة عدم توفر غاز من الغازات الذي يستخدم دائماً مع الأكسجين منذ شهر، ووصوله لمرحلة السوق الأسود.. مشيرين لقيام إحدى الشركات باستجلاب اسطوانات من الخارج لتخفيف معاناة المرضى التي استفحلت، ولكنها فوجئت باختلافها تماماً عن اسطواناتها، مما نتج عنه مشاكل في منظماتها وأدى لتأخير استيقاظ المرضى بعد اجراء العمليات.. موضحين أن الغاز في السابق- وكما هو معروف- إن واحدة من مهامه ايقاظ المرضى وعدم الشعور بالألم، بالإضافة لعدم توفر بعض الأدوية العادية في أي مكان.. ولا يدرون الى متى سيستمر هذا الحال، الذي يرتبط بحياة المواطنين، وكشفت ذات المصادر عن حدوث وفيات خلال الفترة السابقة بعدد من المستشفيات الحكومية لم يعلن عنها، وفي ظروف غامضة.. وزادوا.. أن اجراء العمليات بالبنج النصفي أنه أحياناً ينقلب «لبنج كامل» وهذه تشكل خطورة.. وقد أبدوا أسفهم الشديد لعدم فعالية أدوية الامدادات الطبية، حيث يبدو أنها منتهية الصلاحية، أو هناك مشكلة في طريقة الحفظ، موضحين أن نفس الأدوية من الشركات الأخرى نتائجها فعّالة.. كاشفين عن عدم وجود اختصاصي تخدير باحدى المستشفيات الكبيرة- بأم درمان- والاعتماد على مساعد أو فني تخدير، مما أدى لحدوث عدد من المشاكل، وتؤكد دكتورة هند محمد محمود رئيس جمعية التخدير السودانية أن المشكلة بسبب عدم توفر المادة الخام التي يصنع منها الغاز، مشيرة لاستجلابها من الخارج بالعملة الصعبة، وارتفاع الدولار أدى لتأخيرها، مطمئنة بانفراج هذه الأزمة بداية الشهرالقادم.. أشارت لاجراء العمليات بالبنج النصفي وبعض الحالات بالمستشفيات بالوريد مع الشعور ببعض الألم.. كل ذلك «مباصرة» لحين تحسين الأوضاع.. فيما اطلق المرضى وذووهم صرخات داوية للجهات المسؤولة بالنظر في هذه القضية بعين الرحمة والشفقة وإنقاذ حياتهم، مناشدين رئيس الجمهورية بالتدخل في هذه القضية التي لا تنتظر لارتباطها بحياة الإنسان، متسائلين الى متى يستمر هذا الحال المرتبط بحياة الإنسان. آخر لحظة