في بادرة جديرة بالإشادة بها وفي إطار دعمها لنشر الأدب العربي الراقي عالميا، قامت وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر، بترجمة رواية "مهر الصياح" للروائي السوداني المعروف أمير تاج السر، الذي يقيم ويعمل طبيبا بقطر، إلى اللغة الإنجليزية، وتم تدشينها في احتفال كبير حضره وزير الثقافة القطري، من ضمن اثني عشر ديوانا لشعراء سودانيين، قامت الوزارة بنشرها. تقع الرواية التي نقلها للإنجليزية عبدالوهاب عبد الله، وأمل عبدالله في 395 صفحة من القطع المتوسط، في طبعة راقية وغلاف جاذب. تحكي الرواية قصة "آدم نظر"، ابن صانع الطبول الفقير في سلطنة أنسابة العجائبية، وتلك الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر التي قطعها من أجل أن يحقق حلمه. وقد كتبت الرواية بلغة شعرية امتاز بها أسلوب أمير تاج السر، واستوحت من التاريخ والأسطورة وأيضا من الواقع المعيش، وامتلأت بشخصيات متعددة، وطرائق حكي جديدة، كما اشتملت على معلومات كثيرة، ورصد للبيئة المحلية في الزمن الذي جرت فيه الأحداث، وهو القرن الثامن عشر الميلادي. اعتبر كثير من النقاد مثل فيصل دراج وصبري حافظ، الرواية إحدى العلامات الكبيرة في الرواية العربية، ووصفها الناقد د.صبري حافظ بأنها دراسة شيقة في آليات القهر، على مدى الأزمنة. كما وصفها المستشرق البلجيكي اكزافيه لوفان الذي يعكف على ترجمتها للفرنسية، بأنها رواية غنية وضاجة بالمتعة، وكفيلة بفتح حوارات ثرية بين الشرق والغرب. أيضا تنشر دار بيارسون الإنجليزية، في سبتمبر/أيلول القادم، في سلسلة الكتاب الأفارقة العريقة التي أسسها الكاتب النيجيري الكبير تشينوا تشيبي في أوائل الستينيات من القرن الماضي، ترجمة إنجليزية لرواية "صائد اليرقات"، لأمير تاج السر التي وصلت للقائمة القصيرة في جائزة بوكر العربية 2010، وقام بترجمتها للإنجليزية المستشرق الأميركي وليام هتشنز، وتحكي قصة عبدالله فرفار، ضابط الأمن المتقاعد الذي قرأ في عدد من الصحف والمجلات عن أشخاص لا علاقة لهم بالكتابة، أصبحوا كتابا، وأراد أن يصبح مثلهم، ومن ثم بدأ مغامرته بالتعرف على الروائي أ. ت، حتى يتعلم منه حيل الكتابة، وقد وصفها النقاد بأنها رواية ساخرة، تصدت لموضوعين مهمين هما موضوع الصراع بين قوى الأمن والثقافة في الوطن العربي، وموضوع الكتابة الذي أصبح شغلا لعدد من الذين لا يملكون موهبة ولا دراية. هذا ويعتبر أمير تاج السر من أهم كتاب الواقعية السحرية في الأدب العربي، ويمتاز أسلوبه باللغة الشعرية الموحية، وتوظيف الأسطوري والسحري والغرائبي، وصدرت له أكثر من خمس عشرة رواية منها: توترات القبطي والعطر الفرنسي وزحف النمل وأرض السودان - الحلو والمر، وعدة كتب في السيرة منها: مرايا ساحلية وقلم زينب. وأكد الروائي أمير تاج السر سعادته بترجمة أعماله إلى لغات أخرى، بالرغم من أنها كتبت أصلا للقارئ العربي، لكن إن قرأها الآخر ذلك يعد مكسبا، وقال "رواية مهر الصياح"، تعد من أعماله الملحمية المهمة بجانب توترات القبطي الصادرة عام 2009، و"رعشات الجنوب" الصادرة عام 2011، وأرض السودان الصادرة هذا العام، وإنه كتبها بنفس واحد، واستغرقت كتابتها أكثر من ثلاثة أشهر، واستند فيها على تاريخ مواز للتاريخ الحقيقي، وكان سعيدا أنها عثرت على قارئها وانتشرت عربيا. أضاف تاج السر إن "صائد اليرقات" من رواياته المعاصرة التي استوحاها من أحداث حقيقية، وتعتبر من الروايات المحظوظة التي انتشرت أيضا وسط القراء.