الشائعة تخلف الإرباك والفوضى، تتبادلها وسائل الإعلام كما الببغاء، تنتفخ وتنتفخ كما البالون وعندما تصل حد المرونة، تنفجر! (وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).. بهذه الآية الكريمة حذر جلَّ جلاله عباده من الترويج للشائعات، قبل تثبيت الأخبار والتأكد من صحتها. وعلينا أن نلاحظ أن هذا التحذير ورد منذ أن كان الترويج للأخبار يتم بوسائل بدائية (المجالس العامة والونسات وما إلى ذلك) فما بالك بهذا الزمان الذي أصبح الترويج فيه يمتلك إمكانيات مهولة، مزودة بكل ما أنتجت تكنولوجيا الاتصال من آليات حديثة (هواتف، انترنت، صحف، إذاعة، تلفزيون........الخ).. عززت جهد المواطن في التعاطي مع الخبر وسرعة انتقاله وتصديقه. ومع أن الشائعة ليست بالضرورة أنها كاذبة دائماً أو ملفقة، إلا أن نشرها يستدعي التأني، ذلك لصعوبة السيطرة على مآلاتها. والشائعات ظاهرة اجتماعية بدأت مع بدء الخليقة، وقد حمل التاريخ منذ أقدم العصور، الكثير من قصصها، وما الأساطير إلا محض شائعات تجمدت بمرور الزمان. ولكن وسائل العلام أعطتها دفعة قوية زادت من معدل انتشارها وتأثيرها، ولعله التفسير العلمي لظهور ما يعرف بالحرب المعنوية أو النفسية والتي تستند أساساً على الشائعات. فالشائعات بمختلف أشكالها قصيرة العمر كانت أو طويلة، يعتبرها الخبراء من أهم وأخطر الأوبئة والأسلحة المدمرة للمجتمعات البشرية. وحمل هذا العام (2010م) بجانب ما حمل من أحداث مهمة ومفصلية للسودان، عدداً من الشائعات وجدت رواجاً كبيراً في أوساط المجتمع بين مصدق ومكذب.. (الكلاب الضالة، عشة أم ضنب) وأخيراً وليس آخراً، المكالمات الهاتفية القاتلة. (الأخبار) عبر هذا التحقيق تناولت هذه الشائعات بين مصداقيتها أو خرافتها أو مزجها للصفتين معاً. أستاذ علم نفس: شائعة الاتصالات من نوع الزاحفة وأكتسبت أهميتها لارتباطها بجنوب السودان حيث الاستفتاء وغموض المصير خبير تقنية معلومات: هذه الشائعة يمكن أن تتحقق وغير مستحيلة وهذه ............. هي إمكانية حدوثها! خبير ترددات كهرومغناطيسية: لا يمكن تجاوز مدى الاتصال المحدد سلفاً من قِبل شركات الهاتف العاملة في البلاد خبراء: بيان الهيئة القومية للاتصالات إنشاء أدبية تثير تساؤلات ولا تجاوب على الأسئلة!! مصادر شرطية: ثلاث حالات ترقد بمستشفى عاصمي شهير تعاني من التهاب أذن حاد ومصادر أخرى تنفي فأين الحقيقة؟! تحقيق: إيمان فضل السيد حقيقة خرافية!! إذا سالت أي مواطن سوداني عن مدى تصديقه لشائعة الموت السريع بالمكالمة الهاتفية المجهولة ستجد من يقول انه مصدق. وستجد من لا يعرف أيصدّق أم يكذّب. وستجد ثالث يستهزئ بمن صدقوا ويصفهم بالسذج. لأن الأمر من وجهة نظره لا يستند على أي حقيقة علمية، ولكن من بين كل هؤلاء إذا سالت عن من سيرد على مكالمة أتته من الأرقام التي روج لها، فلن تجد من يفعل ذلك حتى من بين أولئك الذين لم يصدقوا. فعندما تكون الشائعة في مراحلها الأولى، تخلق الكثير من الإرباك والآراء حولها. ستجد من يدعمها لك بكل ما يمتلك من قوة حجة ورأي، حتى يخال إليك أنه ما من حقيقية غير تلك. وستجد آخر يدحضها لك بنفس حنكة وقوة حجة الآخر، بينما ويقف المواطن البسيط خائفاً متوجساً. أما وسائل الإعلام، فكل يتحرك بحسب أجندته، ويروج للشائعة بما توفرت له من معلومات ومصادر. ويرى البعض أن وسائل الإعلام في أحيان كثيرة لا تبذل جهداً في البحث عن الحقيقة، بل تردد كالببغاء كل ما يتردد أمامها. وهذا هو المغذّي الأساسي للشائعة، والذي يجعلها تنتفخ وتنتفخ كالبالون الذي ينفخ فيه كل من يصادفه، وعندما يصل حد المرونة يفرقع ويتلاشى. وهذا بالضبط ما حدث لشائعة الكلاب الضالة، التي وجدت رواجاً كبيراً جعلها تكبر بشكل خرافي. ولكنها فجأة تلاشت ولم تجد من يتحدث عنها وكأنها لم تكن. فمع إمكانية أن يكون أصل الشائعة حقيقي، إلا أن ما يصل إليها من زيادات يجعلها اقرب إلى الخرافة. أداة للحرب!! لا يختلف اثنان في أن الشائعة تؤدي دوراً خطيراً في حياة الدول، خاصة وقت الحرب أو الكوارث أو المواقف السياسية. وللشائعة أسلحتها.. الشائعة التي تسري في الناس مسرى الهواء الذي يستنشقونه لا تحدها حدود ولا توقفها جدران. ولذلك نجد مردودها الكبير على مشاعر البشر، بل ويعتبرها الخبراء من الأسلحة المدمرة للمجتمعات البشرية، وظاهرة من الظواهر التي يجب على كل شعب أن يتعاون للقضاء عليها، باعتبار ما يتم من استغلال لها من قبل فئات بعينها لتحقيق أهداف إجرامية. وهذا ما رمى إليه الدكتور خالد الكردي، المحاضر بجامعة النيلين قسم علم النفس في حديثه ل(الأخبار) عن الشائعات حيث أوضح أنها تعد واحدة من أدوات الحرب النفسية التي تستخدم للنيل من معنويات الأفراد والمجتمعات والشعوب والدول، مؤكداً على ضرورة أن تكون لهذه الشائعات درجة من الأهمية حتى يجد الموضوع المثار استجابة واهتمام من الأفراد. ولذلك لا بد أن تكون القضية ذات أهمية، وكذلك لا بد أن يترافق معها درجة من درجات الغموض. مشيراً إلى أن الإشاعة تكتسب أهميتها عندما تصاغ صياغة محكمة ليتلقفها الأفراد وتجد أرضاً خصبة للانطلاق. وذكر د. الكردي، وجود أنواع للشائعات منها الغاطسة: وهذه بحسب أستاذ علم النفس، تنطلق بسرية بغرض استهداف فئات معينة. وإشاعات لإثارة الكراهية والبغضاء، وأخرى للأمل. واعتبر نوع الإشاعة التي تم إطلاقها هذه الأيام من الإشاعات الزاحفة. لأنها زحفت للمجتمع ككل لأهمية الاتصالات بالنسبة لكافة أفراده، ولذلك وجدت الميدان مهيئاً على حد قوله. واعتبر فكرة انطلاقها من جزء يجذب الانتباه هذه الأيام وهو جنوب السودان، ربما له علاقة بقضية الاستفتاء والغموض الذي يحيطه بل والغموض في الكثير من مواقف. مضيفاً (كأن الملعب معد تماماً لأن هنالك أهمية للموضوع وبالتالي مثل هذه القضية وجدت قبول في قطاعات كبيرة ودون التفكير لا في كيفية حدوث الوفاة ولا كيفية وصول الذبذبات لدماغ الإنسان)، مشيراً إلى أن الإنسان في مثل هذه الحالة، لا يفكر علمياً بل ينجر وراء الشائعات بل والأدهى أن الأفراد يضيفون من عندهم). تقنية واردة الحدوث!! ينظر (ج. م) المتخصص في التقنية المعلوماتية، إلى هذه الشائعة على أنها قابلة للتحقق وغير مستحيلة ويمكن أن تكون حقيقية. وفسّر ل(الأخبار) وجهة نظره هذه تفسيراً علمياً بقوله،:.. شبكة الاتصال عبارة عن خدمة سيرفس والأساس في الشبكة أنها تمتلك قدرات توصيل الذبذبات الصوتية من خط لآخر مشيراً إلى أن الخادم "السيرفر" في ذلك يمكن وصفه على أنه نفّاج يفتح ما بين الخطين الذين حدث اتصال بينهما، وما دام الذبذبات تصل إلى أذنك من خط آخر بصورة مباشرة وواضحة، فهذا يعني أن هذه الذبذبات توجد بداخل الخط بصورة منتظمة وليست عشوائية، باعتبار أنها إذا كانت عشوائية يكون هنالك تضارب في الخطوط وتكون الفكرة خطوط وليست ذبذبات. وأضاف،:..بما أن السيرفر يرسل الذبذبات من خط لآخر فهذا يعني أن السيرفر يمتلك القدرة على إرسال ذبذبات من تلقاء نفسه، وهذا مرتبط بالسيرفر فقط وليس بالشبكة. اختراق الشبكة!! واصل (ج. م) الذي فضل حجب أسمه، حديثه بذات النسق الشارح، مضيفاً،:..الشبكة تقوم بإرسال الذبذبات للقمر الصناعي الذي يقوم بإرسالها للقطر كله بواسطة السيرفر. ثم عرج إلى الإمكانيات التي يمتلكها البعض في هذا المجال، مشيراً إلى تمكن البعض من دخول الانترنت عن طريق قمر صناعي، بعد أن يتم توصيله بجهاز كمبيوتر خاص. وذكر أنه وبمجرد أن استطاع الشخص فعل ذلك يكون قد امتلك خاصية السيرفر، ويصبح الشخص هو المسئول من القمر الصناعي ويستطيع اختراق أي شبكة يريدها. وأضاف معلقاً،:.. هذه الطريقة هي التي تحدث بها السرقات الالكترونية في البنوك. ثم واصل حديثه في ذات الاتجاه قائلاً،:.. يمكن لهذا الشخص الذي استطاع أن يخترق الشبكة أن يسمي نفسه بأي تسمية أرادها، مشيراً إلى أن مثل هؤلاء الأشخاص يحبذون التسمية الرقمية، والهدف من ذلك أن الأرقام لا ترمز لشيء محدد يمكن عن طريقها التوصل إليه، كالحروف التي قد يعرف بواسطتها ثقافة المرء. وأضاف، الشخص اختار رقميين (00426666000) و (0024444000) والملاحظ أن الرقمين المختارين ليست أرقام هواتف لأن الرقم 42 لا يمثل مفتاح لأي بلد من بلدان العالم. اكتشاف حديث!! أكد (ج. م) إمكانية حدوث هذه الظاهرة، وأعتبر أن هذا الشخص الذي استطاع اختراق الشبكة عن طريق القمر الصناعي، قام باختيار أرقام عشوائية، وأرسل الذبذبات التي يستطيع السيرفر إرسالها. مشيراً إلى أن نوع الذبذبات التي تم استخدامها غير معروفة، مؤكداً على إمكانية أن تكون الذبذبات الصوتية أعلى من المستوى الذي تحتمله الأذن، فتُحدث خلل للمتلقي بغض النظر عن مصدرها صوتي أو غير ذلك. واستشهد في هذا بالقنابل النووية التي ذكر أنه عند انفجارها تحدث صرير مع عدم وجود أي احتكاك بها. ووصف (ج. م) الذبذبات التي صدرت بأنها ذبذبات غير عادية ومدروسة بعناية. كما ذهب إلى إمكانية أن يكون ما حدث نتيجة بحث لاكتشاف جديد، مشيراً إلى أن مثل هذه الاكتشافات لا بد، وللتأكد من صحتها، أن يتم تجريبها تجربة حية، وهذا ما فعله هذا الشخص على حد تعبيره. كما استبعد أن يكون هذا الشخص قد نفذ هذا الاكتشاف من خارج البلاد. مشيراً إلى أن السودان به كمية من العلماء ولكن لا توجد عناية بهم. وافترض أن هذا الشخص بالداخل واستطاع أن يثبت صلاحية مشروعه للناس بالتجربة. وتوقع أنه إذا كان شخص علمي، فلن يكرر هذه العملية بعد أن تأكد من نجاحها، مؤكداً على أنه لن يستطيع عرض مشروعه أو اكتشافه هذا بالداخل لأنه سيدان لتسببه في أضرار، ولذلك توقع أن يحاول هذا الشخص عرض مشروعه بشكل سري خارج البلاد. شائعة غير واردة!! المهندس طارق حسين، الخبير في فيزياء الترددات الكهرومغناطيسية، رد على افتراضات التي صاغها المصدر السابق بتأكيده على عدم إمكانية أن يتم الاتصال بالتليفون من القمر الصناعي إلا عن طريق هاتف الثريا. مشيراً إلى أن الاتصال لا بد أن يحدث عن طريق أبراج الشبكات والانترنت، كما ولا بد للاتصال، حتى وإن كان عن طريق الانترنت، أن يمر بمخدمات الشبكة التي تم الاتصال بها، شبكات.. زين، أريبا، وسوداني. وذكر أن هذه الشبكات بها قسم يوجه الاتصال. كما أكد على عدم إمكانية تجاوز مدى الشبكات الذي يتم تحديده سلفاً من قبل الشركات، بحيث لا يؤثر على المشتركين في الشبكة. وأكد طارق، أنه ما من أحد يستطيع تجاوز هذا المدى إلا أن يصل للبرج الموصل للشبكات ويقوم بتعليتها من داخله. وهذا بحسب قوله سيؤدي لتوقف البرج باعتبار أن هنالك حزمة معينة تتحملها الأبراج لا يستطيع أصحاب الشبكات تخطيها. مشيراً إلى أن هذا هو السبب الذي يجعل على بعد كل 5 كيلو مترات برج لتقوية الشبكة. معايير الهاتف السيار!! وواصل طارق دحضه لرؤية المصدر السابق، متطرقاً لشبكات الاتصال التي أوضح أنها أيضاً وضعت معايير للهاتف السيار، بحيث لا تتجاوز قوة معينة وأحجام محددة. لذلك فإنه يقول،:.. حتى إذا افترضنا أنه تم اختراق للشبكة جعلت هذا الشخص يستطيع إرسال ترددات صوتية كما يدعي البعض، من شانها أن تؤدي إلى خلل في الأذن، فالأحرى لهذه الذبذبات أن تؤثر على سماعة الهاتف وتتلفها قبل أن تصل للأذن. وعلل ذلك بقوله،:.. سماعات الهواتف مصممة بحيث أنها لا تستطيع قبول صوت أعلى من المدى المحدد لها من قبل الشركات المنتجة للهواتف، والتي تلتزم به باعتبارها معايير ضرورية للجودة. إلا أنه أتى وذكر إمكانية أن تكون هنالك شركات رديئة غير ملتزمة بهذه المعايير، ويمكنها أن تستقبل أي مدى من الذبذبات. واعتبر أن هذا غير وارد بحجة أن شركات الهواتف مجبورة على الالتزام بالمعايير حتى لا تتم مقاضاتها وهذا سيؤثر على سمعتها. مشيراً إلى أن ما يشاع إذا حدث بالفعل في تليفون من التليفونات من الممكن أن لا يحدث لآخر، لأنه يعتمد على تصنيع الهاتف نفسه. حيثيات غير مقنعة!! إذا قارنا ما ذكره المصدرين المختلفين حول ظاهرة المكالمات التي من شأنها أن تحدث خلل بالأذن، فإننا نقف بين حقيقتين علميتين أو قل بين افتراضين علميين متناقضين تماماً. وقد دعمت الهيئة القومية للاتصالات، في بيانها الذي أصدرته في هذا الصدد، الرأي الأخير الذي يؤكد استحالة تأكيد هذه الإشاعة. ولكن يرى البعض أن بيان الهيئة القومية للاتصالات، لم يدعم موقفه بحيثيات مقنعة، حيث أنها اعتمدت في نفي الظاهرة أولاً على قولها أن المصادر الخبرية للحدث مجهولة الهوية وغير موثوقة، وأنه لم يثبت حتى الآن وقوع أي حالة بصورة فعلية، وهذا بحسب خبراء من شانه أن يكون بمثابة تأكيد للشائعة أكثر من كونه نفي لها. لأن هيئة متخصصة مثل الهيئة القومية للاتصالات، يرجى منها أن تصيغ حيثيات علمية من صميم عملها تنفي بها عدم إمكانية حدوث الظاهرة. ولكنها فضلت أن تقول كلاماً أدبياً لا يمكنه أن يفعل أكثر من تخدير الموقف لفترة قصيرة، ومن ثم يفتح المجال للكثير من التساؤلات المقلقة التي لا تتمكن الحيثيات المذكورة لاحقاً في سياق البيان من تفسيرها، خاصة عندما تظهر آراء مناهضة لهذا الرأي من قبل خبراء ومختصين. الشخصية السودانية!! البعض ينظر إلى أن الشخصية السودانية بها مميزات تجعلها حساسة جداً لأي شائعة مهما بلغت نسبة استحالتها. ويرجع البعض ذلك للجهل، وآخرون يرون أن الإنسانية بصفة عامة تمتلك خاصية الفضول المعرفي والإلمام بما هو جديد ومن ثم تختلف بعد ذلك الأهداف والأغراض ومستوى تقبل ما يقال ومستوى تصديقه والترويج له. وأشار دكتور علم النفس المعروف، خالد الكردي، في حديثه عن الشخصية السودانية، إلى أنها فريدة ومتميزة، ولكنها شديدة التأثر بما حولها على حد وصفه. وذكر أن الإعلام يلعب دور حاسم في ذلك. ثم أضاف،:.. نحن شأننا شأن المجتمعات الأخرى، نتعلم بالتقليد والمحاكاة، لذلك لا نستطيع أن نقول أننا لا نتأثر بالإشاعة، فكل المجتمعات تتأثر بها خصوصاً إذا كان المصدر قوياً. ثم عرج بحديثه عن الإشاعة الأخيرة قائلاً،:..خبر المكالمات الهاتفية تناولته الصحف، وللصحف مصداقيتها وهذا ما يجعل المتلقي يقع تحت وطأتها وجاذبيتها. ثم أضاف محذراً،:.. ونتيجة إلى أن الشائعة تمشي في حقول، فمن الممكن أن تكون هنالك ألغام بهذه الشائعة. ثم أضاف،:.. كما أشيع أن ما حدث أتى من قبل شركة اتصالات غير سودانية تعمل في الجنوب وتدر أرباحاً. وأعتبر الكردي إمكانية أن تكون هذه حرب شركات كبيرة تحاول من خلالها تدمير شركة أو فتح الباب لشركة دون أخرى. وأوضح أن هنالك الكثير من الاحتمالات المتوقعة. مشيراً إلى أنه لا يقوم فقط بتحليل الواقع، وليس له معرفة علمية حقيقية بهذه الإشاعة ما إذا كانت مصنوعة أو هي جزء من الحرب النفسية. ثم وأردف معلقاً على الشائعة بقوله،:.. هنالك شائعات تبنى على حقائق، ولكن هذه الشائعة بحسب رأيي ليس بها جزء من المصداقية العلمية. وتحجج بقوله،:.. إمكانية صحة هذه المعلومة من شأنه أن يسهل مسالة الانتهاء من الخصوم بصورة خيالية، ولو كان هذا الأمر صحيحاً لكانت أمريكا استطاعت أن تنهي بن لادن منذ زمن بعيد. أين الحقيقة!! لا نستطيع أن نفصل في أمر هذه الظاهرة، فبالإضافة إلى إشارة بعض المصادر التي لها علاقة بمستشفى تعليمي عام في الخرطوم، إلى وجود ثلاث حالات أصيبت بالتهاب أذن حاد أدى لفقد حاسة السمع بصورة فجائية، فالمصادر ترجح أن يكون السبب فيها هذه المكالمات الهاتفية. وتؤكد مصادر أخرى مقربة من الشرطة بوجود بلاغات تقدمت للشرطة تتظلم بخصوص الموضوع. كذلك نجد الكثيرون من مختلف المجالات، ومنها مصادر شرطية أيضاً، ينفون تماماً أن يكون لهذه الظاهرة أي وجود على أرض الواقع. وبين هذا كله أهم ما يرى في موضوع شائعة الاتصالات القاتلة، إذا كان حقيقة أو خرافة سريعاً ما تواترت بروايات يتضح فيها أن كل راوي استطاع أن يبرز مقدرته على السباحة بخياله ليضفي مزيداً من الحكايات، يبقى السؤال معلقاً، أين الحقيقة؟!.