رفعت الفنانة أنوشكا راياتها على جبهة التمثيل تماماً كما رفعتها على جبهة الغناء لتحتلّ، في المجالين، مكانة خاصة على الخريطة الفنية، معتمدة على موهبتها التي أثنى عليها الجميع. حول تجربتها مع «الزعيم» عادل في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» الذي يعرض على شاشة رمضان، كانت الدردشة التالية. كيف تم اختيارك لمسلسل «فرقة ناجي عطا الله»؟ هاتفني النجم عادل إمام وقال لي: «أنوشكا إنتي معايا في المسلسل الجديد بس مش من أول الحلقات»، فوافقت فوراً من دون معرفة تفاصيل الدور أو حجمه أو أي أمر آخر، لأن العمل مع عادل إمام شرف كبير وحلم لأي فنان، فهو نجم وصاحب تاريخ طويل. كيف تقيّمين دورك والمسلسل؟ الدور مميز لأنه مع عادل إمام، ومن خلاله أقدّم كوميديا الموقف وهو نوع جديد لم أخضه من قبل. أما المسلسل فمهمّ لأنه يحمل رسالة ويتناول القضية الفلسطينية ومدى المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون على يد الإسرائيليين، لكن في إطار كوميدي يتضمّن نقداً لاذعاً للسياسة الخارجية، بالإضافة إلى طرح قضايا دولية تجعلك تتوقف لتفكر وتربط بين ما تراه في المسلسل وما تراه في العالم الخارجي. والأصداء عليه؟ يحظى بنسبة مشاهدة عالية، إلى جانب نجومية عادل إمام فقد نُفّذ المسلسل بشكل جيد على رغم الصعوبات التي اعترضتنا أثناء التصوير. أخبرينا عن الشخصية التي تجسّدينها. أجسد شخصية كاميليا، تعمل ديبلوماسية وتقابل ناجي عطا الله وينمو بينهما تعاطف، فيحدث ظهورها فارقاً في الأحداث. كيف كانت كواليس المسلسل والتعامل مع نجم كبير؟ في البداية شعرت برهبة في الوقوف أمام عادل إمام، بخاصة أن مشاهدي كلها معه، لكنه أزال، بخبرته وذكائه، هذه الرهبة وتعامل معي بكل حب. كذلك سادت فريق العمل مشاعر طيبة، وأدار المخرج رامي إمام الفريق بحنكة وأثبت أنه متمكّن من أدواته، وكان عادل إمام نفسه أول المنفذين لأوامره من دون النظر إلى اسمه أو نجوميته. تركزين في الفترة الأخيرة على التمثيل وتؤجلين أي مشاريع غنائية ما السبب؟ حدث ذلك من دون ترتيب، فقد عرض عليّ مسلسل «قانون المراغي» ولم أستطع رفضه، ثم انشغلت بمرض والدي ثم والدتي ورُشحت من ثم ل «فرقة ناجي عطا الله»، فضلا عن أن ثمة أزمة في إنتاج الكاسيت وتنظيم الحفلات. هل يعني ذلك أنك ابتعدت عن الغناء؟ لا، فأنا أحيي حفلات بانتظام في دار الأوبرا وساقية الصاوي، لكن للأسف لا يتم تصويرها، لذا يسود اعتقاد بأنني ابتعدت عن الغناء. هل لديك مشاريع في هذا الصدد؟ أحضر لطرح أغنية منفردة في عيد الفطر من كلمات خالد منير، ألحان أحمد الناصر، توزيع أشرف محروس. ثمة مطربون يشترطون الغناء في أي مسلسل يمثلون فيه ما عداك، هل تعمدت ذلك أم هي الصدفة؟ طبعاً تعمدت ذلك، دخلت عالم التمثيل بالموهبة وليس بنجومية الغناء وأريد أن أثبت ذلك في كل عمل أشارك فيه، لذا أفصل بين الغناء والتمثيل، ففي مسلسل «المرسى والبحار» مع النجم يحيى الفخراني كانت الشخصية تحتمل الغناء لكني رفضت. لماذا تحولت نجمات الغناء إلى الدراما؟ أثرت أزمة الكاسيت وتنظيم الحفلات على سوق الغناء وساهم انتشار الفضائيات في تحقيق نسبة مشاهدة عالية للمسلسلات التي تعاد على مدار السنة، ما يجعل المطرب الذي يشارك فيها يحلّ ضيفاً على المشاهدين مع كل عرض للمسلسل، كذلك تتيح هذه الأعمال للمشاهدين أن يستمتعوا بنجمهم المفضل. هذه الأمور وغيرها من الصعب أن يحققها أي ألبوم. معظم أعمالك الدرامية بطولة جماعية، أين أنت من البطولة المطلقة؟ أحلم بالبطولة المطلقة، لكني متحمسة للبطولة الجماعية شرط أن تكون في عمل جيد يدفعني خطوة إلى الأمام. بتعبير أدقّ، لا أفضل بطولة مطلقة في عمل ضعيف، لأن ذلك سيؤثر على مسيرتي واسمي وثقة الجمهور بما أقدمه، ثم تخلق البطولة الجماعية نوعاً من المنافسة التي تفيد الممثل والعمل. هل تقلقين على الفن بعد صعود التيار الديني إلى السلطة؟ بالطبع، بخاصة عندما يُتهم رموز الفن مثل عادل إمام وشريف عرفة ومحمد فاضل ووحيد حامد ولينين الرملي بازدراء الأديان بسبب أعمال فنية و{كمان بأثر رجعي»، أيضاً عندما يُمنع مسلسل «كاريوكا» لأنه يتضمن رقصات وغيره من الأعمال الدرامية لأسباب غريبة، وعندما أتخيل أن أعمال نيللي وشريهان ومن قبلهما سامية جمال ونعيمة عاكف قد تُدمّر. كيف يمكن التعامل مع هذا الوضع؟ بعدم الاستسلام ومواجهة الهجوم على الفن، لأن الإبداع ليس محرماً ولا بد من الدفاع عنه. هل أثرت قضية عادل إمام عليكم أثناء تصوير {فرقة ناجي عطا الله»؟ الكل يعلم أن وراء هذه القضية إما مدعي شهرة أو جاهل، ولن تؤثر على الفن ولا على عادل إمام. الجريدة