هل تعانين وخزاً وألماً في الأصابع في الليل؟ ربما تعانين متلازمة النفق الرسغي التي يمكن أن تعوق يدك بشكل كبير وتترك عواقب كثيرة إذا لم تتم معالجتها. لكن، ما من ضرورة للّجوء إلى الجراحة في الحالات كافة. غالبًا ما تظهر العوارض فجأة، تستيقظين في إحدى الليالي والخدر يصيب أصابع يدك، يكفي أن تهزي يدك لترتاحي، فتفكرين عندئذٍ بمشاكل في الدورة الدموية. في الواقع، إنه العصب المتوسط الذي يضغط في مستوى المعصم وعلى طول النفق الرسغي، ما يؤدي شيئًا فشيئًا إلى اضطرابات في حساسية الإبهام والسبابة والإصبع الوسطى والبنصر، وتترافق مع خسارة كبيرة في القوة العضلية. إذا استمر الانزعاج، ما هي الفحوصات اللازمة؟ يسمح تخطيط كهربية العضل بتأكيد إصابة العصب وتقييم درجة الضغط. يمكن أن نجرب ثلاث حقنات موضعية من الكورتكويدات كحد أقصى، وغالبًا ما يظهر مفعولها من الحقنة الأولى، لكن إذا استمر الانزعاج لوقت أطول يُفضّل إجراء جراحة، فالانتظار يعرّض الشخص لخطر تلف العصب نهائيًا، وتفقد الأصابع حساسيتها ولا تعود عضلات أسفل الإبهام تعمل، فيعجز عن أداء دور الكماشة (يصعب عليه التقاط الأشياء). هل تساعد الجراحة على رفع الضغط عن العصب المضغوط وتخفيف الألم؟ تتمثل الجراحة التي يجريها أحد الاختصاصيين في جراحة اليد، في شق الرباط السميك الذي يغلق النفق الرسغي لتخفيض الضغط عن العصب. غالبًا ما يخضع المريض لتخدير موضعي في العيادات الخارجية ويعود إلى بيته في الليلة نفسها. تترك الجراحة التقليدية ندبًا بطول 2 إلى 3 سم في كف اليد، ويبقى حساسًا أسابيع ويتطلب التوقف عن العمل لمدة شهر على الأقل. أما الجراحة بالمنظار فتسمح بفتح النفق الرسغي من خلال شق صغير في المعصم والتحكّم برفع الضغط عن العصب. يمكننا قيادة السيارة بعد يومين واستعادة العمل بعد أسبوعين أو ثلاثة. في حال إصابة اليدين معًا، يبدأ الطبيب بمعالجة اليد الأكثر إصابة وهي عملية شائعة تؤدي إلى نتائج دائمة. من الأكثر عرضة للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي؟ كثيرًا ما تصيب عوارض النفق الرسغي النساء اللواتي تجاوزن الخمسين من العمر أو اللواتي يعانين وزنًا زائدًا. كذلك يمكن أن تصيب الحوامل، لكن عادة ما تختفي بعد الإنجاب. لا تسبب وظائف معينة (سكرتيرة، أمين صندوق، عامل يدوي) هذه الآلام بل تزيدها. يشبه هذا الداء الأمراض التي تزيد من سماكة الرابط: الغدة الدرقية، التهاب المفاصل، مرض السكري ... لكن ما زال مصدره غير معروف.