العائدون : عصابات و مواطنون ليبيون يحتجزون و يعتقلون و يعذبون السودانيين و يبيعونهم كالعبيد شبكات سودانية مصرية بين السوق العربي و العتبة تعمل في تجارة تهريب السودانيين إلى ليبيا و إسرائيل القاهرةأسوان وادي حلفا : أسامة عوض الله كشف مئات السودانيين غالبيتهم من الشباب العائدين من ليبيا التي لم يمكثوا بها كثيراً ، كشفوا ل (أخبار اليوم) مأسي و أهوال تعرضوا لها في ليبيا التي قصدوها بعد الثورة التي أطاحت بالطاغية القذافي و إستبشروا بها خيراً. و قال هؤلاء العائدين ل (أخبار اليوم) أنهم إنخدعوا في البشريات التي حملها لهم عدد من السودانيين السماسرة بالسوق العربي بالخرطوم لا سيما في عمارة السلام الذين صوروا لهم العمل في ليبيا بالجنة ، و نتيجةً لذلك دفعوا عدة آلاف من الجنيهات السودانية هي كل تحويشة العمر لهؤلاء السماسرة الذين يدعون أن لهم علاقة بوكالات السفر ، حيث تم تسفيرهم براً إلى مدينة وادي حلفا و منها بالباخرة إلى مدينة أسوان عاصمة جنوب الصعيد المصري و منها بالقطار إلى القاهرة و تحديداً منطقة العتبة و الفنادق المتواجدة بها حيث تتواجد بداخل هذه الفنادق المهترئة عصابات سودانية مصرية تعمل في تجارة البشر من السودان عبر القاهرة إلي إسرائيل غرباً ، و ليبيا شرقاً. و يمضي المتحدثون ل (أخبار اليوم) : أنهم تم تسفيرهم من القاهرة إلى منطقة السلوم الحدودية بين مصر و ليبيا ثم من هنالك يتم إدخالهم بالتهريب بعد منتصف الليل إلى داخل الحدود الليبية (منطقة أمساعد) بعد تخطيهم لمنطقة جبلية مزروعة بالألغام سقط فيها العشرات من الضحايا من الشباب السوداني كما يوجد حرس الحدود الليبيين الذين لا يتوانوا لحظة عن إطلاق الرصاص على أي متسلل. و يعد الوصول إلى داخل الأراضي الليبية تبدأ الأهوال الحقيقية لهم بأن تعتقلهم مجموعة مدنية مسلحة من الليبيين و يتم إيداعهم داخل معتقلات في منازل و يتم ضربهم يومياً و تعذيبهم ، و تعطى لهم فقط رغيفة واحدة يومياً ، و الاعتقال يتم في حجرة لا تتجاوز أثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار و يحشر في جوفها أكثر من أرلابعون فرداُ. و يأتي مواطنون ليبيون للشخص الذي يعتقل هؤلاء السودانيين و يختار من بينهم من يروق له ليعمل عنده ، و سعر الفرد السوداني لا يتجاوز المائة و خمسون دينار ليبي. و عند العمل لا يعطى هذا السوداني أي مبلغ أجرة نظير عمله (أي يعمل مجاناً) و بعد إنتهائه من العمل يجبر السوداني على القيام بعمل آخر و هو التسلية و الترفيه عن أطفال صاحب العمل حيث يتجمع حوله الأطفال يتقاذفونه و يضربونه و هم يضحكون و يلهون. و نتجة لذلك كله إستطاع هؤلاء العائدين الفرار و الهروب راجلين عبر الجبال و حقول الالغام في رحلة تسلل عكسية إلى داخل مصر. و في داخل الباخرة العائدة من أسوان إلى مدينة وادي حلفا توفى أحد هؤلاء العائدين قيل ساعات من وصول الباخرة إلى حلفا ، لكن تم التكتم على خبر وفاته الذي لم يعلم به إلا قلة من العائدين في الباخرة. و قد إستجاب البعض من الشباب الذين كانوا في طريقهم للتسلل إلى ليبيا لنداءات إخوانهم العائدين الذين نصحوهم بعدم الذهاب إلى ليبيا فعادوا أدراجهم من القاهرة. ------------------------- مستشار تحرير صحيفة أخبار اليوم.