صنعاء - اعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية الاثنين ان السعودي سعيد الشهري الذي يعد الرجل الثاني في "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قتل في "عملية نوعية" للجيش اليمني في منطقة حضرموت بشرق البلاد. وذكر الموقع ان "الارهابي السعودي سعيد علي الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة لقي مصرعه في عملية نوعية للقوات المسلحة في وادي حضرموت". واضاف الموقع الذي نقل الخبر عن "مصدر رفيع"، ان الشهري قتل مع "ستة عناصر إرهابية كانوا برفقته". ونقل موقع عن المصدر الرفيع قوله ان "مقتل الشهري يمثل ضربة موجعة لما تبقى من فلول العناصر الإرهابية". ولم يدل الموقع بمزيد من التفاصيل، كما لم يؤكد تنظيم القاعدة حتى الآن مقتل الشهري الذي يلقب بابي سفيان الازدي. الا ان مصدرا امنيا محليا اكد مصرع الشهري مع ستة آخرين في "هجوم للجيش اليمني"، مشيرا الى ان الهجوم حصل على موقع بين منطقتي الخشعة والعبر في وادي حضرموت، وهي منطقة صحراوية تقع على مسافة نحو 200 كيلومتر غرب مدينة سيؤون. بدوره ايضا، اكد مصدر قبلي على اتصال مع المجموعات المتطرفة في جنوب اليمن لوكالة فرانس برس ان "الشهري قتل مع آخرين في هجوم شنه الجيش اليمني على منزل كان يتحصن فيه". والشهري هو نائب ناصر الوحيشي زعيم على راس "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" الذي نتج عن دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة مطلع 2009، والمتحصن في اليمن. وكان الشهري اعتقل في معسكر غوانتانامو واعيد الى السعودية في 2007 حيث تابع برنامج المناصحة الخاص بالمتطرفين، الا انه عاد والتحق بالقاعدة في اليمن. ولم يوضح المصدر العسكري اليمني ما إذا كان الهجوم قد تم هذه المرة بمساعدة أميركية أنه نفذ بإمكانيات يمنية صرفة. ونجح الجيش اليمني مؤخرا، في توجيه ضربات قوية لأكثر من قيادة محلية للتنظيم بمساعدة أميركية حاسمة. وشهدت نشاطات "تنظيم القاعدة" تطورا نوعيا في 2011. واستغل التنظيم ضعف الدولة اليمنية إثر الاحتجاجات التي أسفرت عن رحيل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ليعيد تنظيم صفوفه ويقوم بهجمات قاتلة استهدفت مسؤولين وقادة في الجيش اليمني. ويشكل مقتل الشهري ضربة موجعة جديدة لتنظيم القاعدة بعد نجاح الجيش اليمني في طرده من محافظة ابين الجنوبية التي وقعت تحت سيطرة المتطرفين في 2011. كما تأتي هذه الضربة بعد سلسلة الغارات التي نفذتها طائرات من دون طيار هي اميركية على الارجح على التنظيم ما اسفر عن مقتل عدد من قيادييه، وآخرهم كان خالد باتيس الذي يعد العقل المدبر للهجوم على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ في 2001. وتركزت هذه الغارات في الفترة الاخيرة على محافظة حضرموت التي هي الموطن الاصلي لعائلة مؤسس شبكة القاعدة العالمية اسامة بن لادن الذي قتل في عملية اميركية في باكستان في ايار/مايو 2011. واستفادت القاعدة من ضعف سيطرة الدولة اليمنية وبعد ذلك من الاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب وشرق اليمن. الا أن الجيش شن حملة واسعة النطاق في ايار/مايو وتمكن من طرد التنظيم من معظم المدن التي سيطر عليها خصوصا في ابين. ويحاول التنظيم إعادة تشكيل صفوفه في المحافظات الجنوبية والشرقية، الا أن الغارات له بالمرصاد. ويعتقد أن عددا من السعوديين ينشطون في صفوف القاعدة في اليمن، وذلك بعد ان نجحت السلطات السعودية التي تشن منذ 2003 حملة شرسة ضد القاعدة، في تقويض حضور التنظيم لدرجة كبيرة على أراضيها. وحاول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعد توحده في اليمن عام 2009، تنفيذ هجمات جريئة في الولاياتالمتحدة، خصوصا محاولة تفجير طائرة مدنية فوق مدينة ديترويت الاميركية في 25 كانون الأول/ديسمبر 2009، ومحاولة ارسال طرود مفخخة الى الولاياتالمتحدة في تشرين الأول/اكتوبر 2010. الا أن عين التنظيم ظلت قبل كل شيء على السعودية. وفي آب/اغسطس 2009 حاول عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية الأمير محمد بن نايف بهجوم انتحاري. ويصب مقتل الشهري وتعاظم وتيرة الحرب على القاعدة عموما، في رصيد الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي الذي يقود المرحلة الانتقالية الحساسة في اليمن. وقد تعهد هادي منذ توليه سدة الرئاسة في شباط/فبراير بالقضاء على التنظيم في اليمن. وكشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الأحد، عن إحباط السلطات الأمنية لمخطط تفجيرات كانت يعتزم تنظيم القاعدة تنفيذها في 3 مدن يمنية. وقال هادي خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الشورى اليمني، إن "حادث سيارة مفخّخة كشف مخططا إرهابيا خطيرا كان يستهدف تفجير سيارة في وسط كريتر بمحافظة عدن بالقرب من مقهى، وسيارة أخرى تنفجر في باب اليمن في صنعاء، وسيارة ثالثة في مدينة تريم بحضرموت يستهدف دار المصطفى". وأشار هادي إلى أن الأعمال الإرهابية أثّرت على عمل 34 شركة نفطية أجنبية. وطالب الأهالي بضرورة تحري تحركات أبنائهم خشية انخراطهم في جماعات إرهابية. ويقول المسؤولون اليمنيون إن تنظيم القاعدة في اليمن يعتمد على صغار السن في تنفيذ العلميات الانتحارية، أدّى آخرها الى مقتل 100 جندي وجرح 300 عشية احتفال البلاد بذكرى الوحدة اليمنية في أيار/ مايو الماضي. لكن تنظيم القاعدة ليس المشكلة الوحيدة التي تسبب أوجاعا لرأس القيادة اليمنية، إذ تزيد تحركات الانفصاليين المتصاعدة من الصعوبات التي تواجه النظام اليمني في طريقه إلى إعادة ترتيب الأوضاع في البلاد. وتظاهر الآلاف من مناصري الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال الاثنين في مدينة الضالع التي المعقل الرئيسي للانفصاليين، حسبما أفاد شهود عيان. وتجمع مناصرو الحراك الجنوبي في ملعب نادي الصمود الرياضي في مناسبة اطلق عليها "الذكرى الخامسة لأوائل شهداء الحراك الجنوبي" الذين سقطوا منذ انطلاق التحركات الاحتجاجية في مدن الجنوب في 2007. وذكر الشهود ان رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم قدم من مدينة عدن للمشاركة في التجمع. وحمل المتظاهرون اعلام دولة الجنوب السابقة وصور نائب الرئيس الاسبق علي سالم البيض والقيادي حسن باعوم، ورددوا هتافات منها "لا وحدة لا فيدرالية برا برا يا استعمار". وفي التجمع، ألقى حسن باعوم كلمة مقتضبة قال فيها "نحيي أبناء الضالع على هذا الاستقبال الكبير ونؤكد لكم بأننا مع الجنوب وسوف نناضل من اجل استعادته وأنها لثورة حتى النصر". وحث باعوم مناصري الحراك على ضرورة العمل لاجل "وحدة الصف الجنوبي" وانجاح المؤتمر العام للحراك الجنوبي المزمع اقامته في 30 ايلول/ سبتمبر الجاري. وفي الأثناء، نجا القيادي في الحراك الجنوبي اليمني محمد علي أحمد الاثنين من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة زرعت في سيارته، وذلك في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت في جنوب شرق البلاد، حسبما افاد احد مرافقيه. وقال المصدر ان "مجهولين زرعوا عبوة ناسفه في سيارة القيادي الجنوبي محمد علي احمد" الذي عاد من منفاه في بريطانيا في اذار/مارس. وبحسب المرافق، "حدث انفجار العبوة قبل صعوده السيارة بدقائق ولم يصب أحد بأذى". وأوضح المرافق الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان زيارة محمد علي إلى المكلا تأتي في إطار "التحضير والإعداد للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب المزمع إقامته في عدن في الأيام القادمة" ولم يحدد تاريخه بعد. وأضاف "يردون من خلال هذا الهجوم وضع حدا لنشاطه السياسي". يذكر ان صباح من المنادين بالفدرالية مع شمال اليمن وليس مع خيار الانفصال الذي يبدو تيار الأغلبية داخل الحراك الجنوبي.