سقط عدة لاعبين أرضا وغادروا الحياة نتيجة أزمات قلبية فوق المستطيل الأخضر كما نجا بعضهم بصعوبة بالغة وبعضهم فضل مغادرة كرة القدم بعد أزمة قلبية مفاجئة. ورغم عدة فحوصات طبية وتحاليل رفضت الفيفا الاعتراف بتقصيرها في المحافظة على حياة اللاعبين، والانخراط في المنظومة الدولية لمكافحة المنشطات عبر السماح بالفحص المفاجئ و فرض الجواز البيولوجي وفرض الفحص على جميع اللاعبين وفي كل البطولات والمسابقات ،مكتفية بلاعبين بالقرعة وفرض الفحص الطبي الشامل لكل لاعب قبل التوقيع على عقد جديد مع أي فريق. وتغزوا المنشطات عالم كرة القدم بشكل واضح وملموس حيث سقط عدة لاعبين في دوريات أوروبية كبيرة أغلبهم في الدوري الإيطالي، كما كانت سببا في المغادرة البئيسة لنجم عالمي يعتبره الكثيرون الأبرز في التاريخ وهو الأرجنتيني ديغو أرماندو مارادونا وكذلك مواطنه كانيغيا. و تضع الوكالة الدولية للمنشطات عدة مواد على لائحتها الممنوعة ولكل منها أسباب تجعلها في صنف الممنوعات لكنها تتفق على زيادة مجهود الرياضي وتمكينه من تطوير قدراته البدنية لتحقيق الإنجاز. و يعتبر لاعبي كرة القدم من الرياضيين المطالبين بمجهود كبير وخرافي نتيجة الشعبية الكبيرة لهاته الرياضة وتسابق كل القنوات و شركات الإعلان للاستفادة من شعبيتها وهو ما جعل اللاعبين عبارة عن ماكينات لا تهدأ طول السنة. ولم يعد لاعب كرة القدم كما في السابق يلعب في أحسن الأحوال 40 لقاء بل هناك لاعبون يصلون لحدود المقابلة الثمانين بين الرسمي والدولي والودي وهو ما يعني حوالي لقاءين في الأسبوع لكون الفيفا تفرض حوالي 8 أسابيع راحة في السنة. واشتهر لاعبو كرة القدم بمغامراتهم النسائية الواسعة خصوصا الذين يلعبون في دوريات كبيرة حيث أصبحت صديقاتهم وخليلاتهم وحتى عاهراتهم أشهر من اللاعبين أنفسهم. وتطرح العلاقات الجنسية والمجهود البدني إشكالية كبير حيث تحتاج العلاقة بينهما لعقلانية والتعامل بشكل طبي وصريح ، لكن الجميع يمارسها في الظلام وسرا والفضل كل الفضل للعقار الجديد "الفياغرا" الفياغرا منشط مسكوت عنه تمنع الوكالة الدولية للمنشطات في لائحتها الثانية كل المواد المنشطة التي تؤدي لنقل الأوكسجين للعضلات، أو نقله للرئة، أو نقله للدم وقد حددت لكل مهمة مواد ممنوعة وقائمة بعقارات وأدوية يحضر على الرياضي استعمالها. ونظرا لكون عقار الفياغرا غير ممنوع على لاعبي كرة القدم لأنه لا يسبب لهم متاعب صحية نظرا لكون أغلبهم قلوبهم سليمة وتم فحصها بعناية، فالعقار قد يكون منتشرا بشكل كبير ضمن صفوف لاعبي كرة القدم وتستخدم الحبة الزرقاء لمساعدة اللاعبين على النشاط الثاني، لكننا تتحول أيضا لعقار منشط للنشاط الأساسي وهو ممارسة كرة القدم ومنح اللاعبين الجرعة المنشطة اللازمة. ويساهم عقار الفياغرا في كل ما تمنعه قوانين الوكالة الدولية للمنشطات فهو بالإضافة لمهامه التي نعرفها جيدا، ينقل الأوكسجين للدم وينقله للرئة وينقله للعضلات، وهو ما يعني أنه منشط متكامل ويقوم بعدة أدوار تكفي واحدة منها لتوقيف بطل في رياضة أخرى لمدة سنتين وقد تقضي على مستقبله الرياضي كليا. لكن السؤال لماذا لم تمنع الوكالة الدولية للمنشطات الفياغرا؟ وهل هي المسؤولة عن الأزمات القلبية لكل لاعبي كرة القدم؟ يصعب إعطاء جواب دقيق لكن الأساسي أن كل اللاعبين المحترفين يقومون بفحص دقيق مع بداية كل سنة وأهمه فحص على ضربات القلب حيث في الغالب الرياضي تكون نبضاته أقل بكثير من الإنسان العادي لتمكينه من القيام بمجهود كبير دون أن يؤثر على قلبه. وعندما نشاهد الأزمات القلبية للاعبي كرة القدم يبدأ الشك يتسرب للجميع في كون المسبب الرئيسي لكل هذه الأزمات قد يكون الاستعمال المفرط لعقار الفياغرا. ولم يعد سرا كون العقار يعتبر منشطا فقد اعترف فريق بوليفي منذ 2009 أنه استعمل الحبة الزرقاء للتغلب على نقص الأوكسجين في المرتفعات، كما تستعين بها عدة فرق في أمريكا الجنوبية لنفس السبب، لكن في أوروبا التي لا تعاني من الظاهرة يصبح استعمال الفياغرا نوعا من المنشطات التي تسمح بزيادة المجهود وتطوير الإنجازات، لكنها أيضا تؤدي للأزمات القلبية والموت نتيجة التدفق الزائد للدم. وعندما نسمع بالمغامرات الجنسية لعدة لاعبين كرونالدو و بيكيه و روني وبالوتيللي وغيغز وريبيري في مقابل المستوى الكبير الذي يقدمونه في الملعب، نحس أن للحبة الزرقاء مكان بين الكبار تستعمل على أحسن وجه وفي كل الأنشطة من السرير للمستطيل الأخضر. فهل يعلم الفيفا شيئا عن ما يجري في داخل دهاليز كرة القدم ومنشطات اللاعبين والأدوية المستعملة ؟.. الجواب بالتأكيد سيكون بالإيجاب، لكنه مثل كل المستفيدين من شعبية كرة القدم وتطور أرباحها يفضل السكوت لضمان أرباحه وغالبا لا يخوض في مواضيع المنشطات مفضلا قولا عربيا مشهور "كم حاجة قضيناها بتركها". وبالتأكيد أيضا فالاتحاد الذي يملك أكبر سلطة في العالم مسؤولا بشكل أو بآخر عن كل ما يتعرض له اللاعبين من أزمات صحية بعضها أدى للموت على خشبة مسرح الممارسة، نظرا لرفضه الانخراط في محاربة المنشطات و فرض جواز بيولوجي للاعبين.