تعيش فى مدينة الشلاتين وقراها قبائل العبابدة والبشارية، ولهذه القبائل عادات خاصة، لا يزالون يحافظون عليها، أهمها شرب «الجبنة»، التى تعد المشروب الرسمى لحفلات السمر والسهر، ويتحدث سكان المنطقة لغة تدعى الرطانة أو «البداويت». ويؤكد الشيخ حسن هدل، شيخ مشايخ حلايب، تمسك سكان المنطقة بعاداتهم القديمة، والأهالى يحتكمون للعرف، ويلجأون لكبير القرية فى حل مشكلاتهم. ومن أهم سمات سكان المنطقة الكرم، على حد قول على حامد حسن، الباحث فى محمية جبل علبة، فهناك عادة عدم تناول صاحب لبن الماعز أو الشاه المشتراة لبنها إلا بعد أن يتناوله شخص آخر، وهناك عادات فرعونية فى اللبس وطريقة عمل ضفاير الشعر، والصندل الذى ترتديه المرأة، وبعض الأسماء مثل سنفرو التى تعنى الأخ الجميل ولها نفس الترجمة فى لغة الرطانة. وحول عادات الزواج يقول حسن إن ابن العم هو الأولى بالزواج من ابنة عمه، وإذا تقدم أحد لخطبة الفتاة لا يتم قبوله قبل أن يسأل ابن عمها إن كان يريدها أم لا، والخطبة تتم عادة على سمعة البيت، فالعريس لا يرى العروس، وكل قبيلة لها مهر يتراوح ما بين ناقة عشار أو اثنتين، يتم تقاسمهما بين العريس والعروس، والزواج يتم بشكل عرفى من خلال الإشهار ولا توجد قسيمة، لكن يتم عملها بعد ذلك لتسجيل الأولاد، ويقدم العريس لأخوال العروس وأعمامها 4 جمال وعادة ما يتركونها للعروس. حفل الزفاف يستغرق مدة أسبوع لكنه تقلص فى السنوات الأخيرة إلى ليلة أو اثنتين، ويشترط أن تكونا الخميس والجمعة أو الأحد والاثنين من كل أسبوع، ويتحمل العريس شراء جميع المنقولات باستثناء أدوات المطبخ وعدة الجبنة التى تتحمل نفقاتها العروس، وفى الحفل يرقص الشباب الرقصات التقليدية بالسيف وتدعى «الهوسيب». تقول فاطمة منصور، ربة منزل، إنه بسبب ضيق الحال حالياً تم الاستغناء عن المهر التقليدى فى بعض القبائل، والاتفاق على تحديد المهر ب 500 جنيه. وتضيف: إن الحفل يستمر من 3 إلى 7 أيام، لكن أهالى المدينة غيروا الكثير من العادات القديمة المرتبطة بالزواج مع انتشار المدنية، إذا كان العريس لا يرى عروسه قبل الزفاف بشهر، وكانت العروس لا تسكن بيت زوجها إلا بعد الزفاف ب 40 يوما، حيث تقضى هذه الفترة فى بيت أهلها نهارا، وتذهب إلى بيت زوجها بعد صلاة العشاء وتخرج منه قبل طلوع الشمس، وفى الليلة ال40 يذبح الزوج ذبيحة ويدعو أقاربه ثم تنتقل زوجته لتسكن معه. تقول صابرة سعيد، إن هناك من هو متمسك بهذه العادات ومازال يعمل بها، وخلال ال40 يوما الأولى يمنع الزوج من الخروج من منزله عقب صلاة المغرب، ويجب عليه انتظار عروسه، وإذا خرج فى هذه الفترة تكون عليه غرامة ذبح خروف. وتضيف: إن من بين العادات التى لم تعد منتشرة بشكل كبير ضرب العريس ضيوفه من الشباب بالكرباج خلال حفل الزفاف، تحية لهم، وعلى الشباب أن يتحملوا الضرب لإظهار قوتهم حتى يفوزوا بإعجاب الفتيات اللاتى يراقبن ذلك، وحتى لا يتهموا بالضعف. ويقول حسن صالح: إن من بين العادات الغريبة التى سعى بعض الأهالى للقضاء عليها، أن تخاصم والدة الزوجة زوج ابنتها خلال العام الأول من الزواج، حتى لو كانت عمته أو خالته، ولا تأكل معه، وإذا كانت فى مكان وحضر الزوج إليه تتركه وتمشى، وبعد مرور عام يتم عمل جلسة صلح بينهما. ويضيف: «لم نعرف سببا لهذه العادة، وكنا كلما سألنا عنها آباءنا يقولون: عادة. وأهم عادات المنطقة بلا جدال والتى لا يمكن الاستغناء عنها هى شرب الجبنة، وهى عبارة عن قهوة بالزنجبيل يتم إعدادها فى وعاء خاص، ومن أشهر الأكلات «العصيدة باللبن»، و«السلات»، وهى عبارة عن لحوم مشوية على الزلط. وتقول حواء محمد عيسى، إن عادات الزواج فى الشلاتين قاسية وتسببت فى بوار البنات، بسبب غلاء المهور، ولكنها خفت حدتها والبنات أصبحن يعملن وبدأن يشترين بعض لوازم زواجهن. وتقول فاطمة عثمان على إن العريس عليه أن يشترى «شنطة» تضم ملابس للعروس بها من كل نوع 6 أطقم، وتكلف هذه الشنطة التى يتم شراؤها عادة من السودان حوالى 4 آلاف جنيه، كما يشترى العريس ملابس لأم العروس، ويجب أن يتم عرض محتويات الشنطة على الجيران والأقارب، وإن كانت بعض القرى أوقفت هذه العادة حتى لا يلزم العريس بشراء أشياء معينة، ويستطيع أن يشترى وفقا لقدراته دون إثارة غيرة الفتيات، التى تراقب كل واحدة منهن ما جاء للأخرى، وتسعى لشراء أفضل منه. ومن أهم الأكلات فى المنطقة العصيدة باللبن و«اللقمة»، وتقول فاطمة إن الجبنة هى أهم المشروبات، طوال السنة حتى فى شهر رمضان، و«اللقمة»، المكونة من دقيق ذرة يخمر على النار مع لحمة مفرومة هى الوجبة المفضلة فى المنطقة، لأن السكان لم يعتادوا أكل الدجاج أو السمك لأن رائحته غير جيدة. وحفاظا على تراث المنطقة أنشأت عائشة مصطفى وزينب على مشغلا لصناعة وبيع المشغولات اليدوية التراثية من المكان ومن بينها الإكسسوارات والأدوات المنزلية المصنوعة من شعر وجلد الإبل، تعمل فيه سيدات من قبيلة العبابدة ويتم بيع منتجاته للسياح وللتجار فى القاهرة المصري اليوم