قطع وزير الخارجية، علي كرتي، بصعوبة وتعثر مهمة الانفصاليين بعد أن أصبح من غير الممكن اتخاذ ترتيبات بعيدة عن الأضواء في الاستفتاء في ظل توفر الرقابة الدولية وتأمين المجتمع الدولي على نزاهته وشفافيته، وأكد أن الخيار سيكون بيد المواطنين الجنوبيين لتقرير مصيرهم. ونفى كرتي، خلال المؤتمر الذي عقده بمطار الخرطوم فور عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية مشاركاً في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماع الخاص بالسودان، نفى أن يكون هناك دعم دولي للانفصال وأشار إلى أن المقررات والتوصيات كانت إيجابية وخالية من الإدانات التي صبغت الاجتماعات في الأعوام السابقة خلا بعض الأصوات التي وصفها بالنشاز من قبل فرنسا وهولندا وممثلة الاتحاد الأوروبي، وأضاف «خاب فأل أصحاب الأجندة العدائية»، وكشف عن محاولات من بعض الأعضاء لسحب ترحيب الاجتماعات بإستراتيجية دارفور الأمر الذي هدد معه الوفد الحكومي بالانسحاب. وفي جانب تحقيق العدالة قال كرتي إن الاجتماعات أمّنت على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحيلولة دون إفلات مرتكبي الجرائم في دارفور من العقاب. ووصف وزير الخارجية أطروحات النائب الأول لرئيس الجمهورية، الفريق سلفاكير، ونائب رئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، بالمتوافقة. كما ثبتت الاجتماعات بحسب كرتي العاصمة القطرية الدوحة منبراً للتفاوض وحثت حركات دارفور على اللحاق بالتفاوض. الاهرام اليوم جنوب السودان نشيد الانفصال جاهز قبل مئة يوم من الاستفتاء حول تقرير المصير في جنوب السودان، تعد هذه المنطقة نشيدا وطنيا لكيانها المرتقب انفصاله، غير ان التطلعات هي في حجم التحديات التي يتعين رفعها من خلال تنظيم هذا الاستفتاء التاريخي. وتقول كلمات “النشيد الوطني" المرتقب “ايها المحاربون السود، لننهض في صمت وإجلال لتحية ملايين الشهداء الذين عمّدت دماهم مداميك أمتنا"، وذلك في اشارة الى ضحايا 22 عاما من الحرب الاهلية مع السلطات المركزية في الشمال. ويضيف النشيد “نتعهد بحماية امتنا" واعدا ب"السلام والحرية والعدل". ورغم ان كلمات النشيد جاهزة، فإن القلق ما انفك يزداد بشأن التأخير المسجل في الاستعدادات للاستفتاء المقرر في 9 كانون الثاني(يناير) المقبل. ولا يزال يتعين تدريب المسؤولين على الاستفتاء وإنجاز عملية التسجيل المكثف للناخبين المقرر في تشرين الثاني(نوفمبر) وطبع كمية كبيرة من الوثائق وتوزيعها على ارجاء المنطقة الشاسعة التي تشمل الكثير من الغابات والسهول وتبلغ مساحتها مساحة اسبانيا والبرتغال مجتمعتين، غير انها لا تضم الا 60 كيلومتراً من الطرقات المعبدة. وسيكون في إمكان الجنوبيين القاطنين في مناطق شمال السودان المشاركة في الاستفتاء غير ان المعايير التي سيتم بها ذلك ليست واضحة بعد. ويقول ايان كوير عضو فريق من الشباب ينظم شهريا تظاهرات لتوعية السكان حول الاقتراع المقبل، “ننظم الاستفتاء لنتمكن من التصويت من اجل حريتنا، غير انه لا يزال هناك الكثير من الاشياء التي لم تنجز". ويؤكد الاسقف واني ليمي وهو من قادة المبادرة من اجل الاستفتاء التي يتولاها رجال الدين في جنوب السودان “نحن في حاجة الى دعم عملي حتى ينجح الاستفتاء" مضيفا ان “الناس يشعرون بقلق بالغ". ومن المقرر ان ينظم استفتاء آخر في التاريخ ذاته في منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها، حيث سيقرر سكان ابيي انتماء منطقتهم لشمال السودان او جنوبه. بيد انه لم يتم حتى الآن تعيين اعضاء لجنة الاستفتاء في ابيي. ويشكل الاستفتاءان اهم بنود اتفاق السلام الشامل الذي انهى في 2005 الحرب الاهلية التي قتل فيها مليونا سوداني. ويخشى الكثيرون ان يؤدي التأخير الى الالغاء، في حين يصف سالفا كير “رئيس" منطقة جنوب السودان تاريخ 9 كانون الثاني (يناير) بأنه “مقدس". يقول كير: هناك بالتأكيد مخاطر حقيقية من عودة العنف على نطاق واسع اذا لم يتم انجاز الاستفتاءين كما هو مقرر. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد اكد مرارا ان الاستفتاء سيتم في موعده، بيد ان منسوب التوتر يبقى مرتفعا. ولا يزال قادة الشمال والجنوب يبحثون مسائل تقاسم عائدات النفط والدين الخارجي للسودان (35 مليار دولار) وترسيم الحدود وقضية المواطنة. وحتى اذا نظم الاستفتاء في موعده، فإن محللين يخشون حدوث تزوير وأن يرفض الشمال نتيجته بداعي عدم صدقية الاستفتاء. ويتطلب تبني اي قرار نسبة 50% زائداً صوتاً واحداً في حين ان قبول نتائج الاستفتاء تستدعي نسبة مشاركة لا تقل عن 60%. ويرى جون اشفورث المتخصص في السودان في تقرير حديث لمجموعة “باكس كريستي" ان “تزوير الاغلبية البسيطة سيكون امرا بالغ الصعوبة، لأن كل المؤشرات تظهر ان غالبية المصوتين سيختارون الانفصال" عن الشمال. ويضيف: بيد انه سيكون من الاسهل تزوير نسبة المشاركة (60%). وإحدى التكتيكات يمكن ان تكون جعل عملية التصويت صعبة على الناخبين بسبب انعدام الامن او النقل او مشاكل اخرى.