عندما وقع اختيار العلماء على صخور على سطح كوكب المريخ لاختبار أجهزة الليزر للمسبار كيوريوسيتي كانوا يتوقعون أنها تحتوي نفس المعادن التي تتضمنها الصخور الأخرى على الكوكب الأحمر، إلا أنهم وجدوا أنها أقرب شبها بصخور كوكب الأرض. تشبه هذه الصخور بدرجة كبيرة من ناحية التركيب الكيماوي أنواعا توجد على جزر في المحيط مثل هاواي وسانت هيلينا ومناطق الجرف القاري في ريو جراندي التي تمتد من كولورادو الى المكسيك. ووصف رالف جيليرت أحد علماء برنامج كيوريوسيتي والاستاذ في جامعة جولف في اونتاريو بكندا الأمر بالمفاجأة. وأضاف في إشارة إلى الصخور التي تتركب من مواد منصهرة إنها صخور نارية، إلا أنها تبدو نوعا جديدا من الصخور التي نعثر عليها على المريخ. أما الغريب فقول الخبير الجيولوجي ادوارد ستولبر الذي يعمل بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا للصحافيين إن الطريقة التي تشكلت بها مثل هذه الأنواع من الصخور، تشبه الطريقة التي يتم بها تحضير كحوليات شراب التفاح. فإبان العصور الاستعمارية كان عصير التفاح يوضع في براميل كبيرة ليتجمد المحلول جزئيا في الشتاء. وقال ستولبر يتجمد الماء لتحصل على المزيد والمزيد من شراب التفاح. ويمكن أن يتعرض الصهير البركاني داخل أي كوكب لنفس هذه الظروف. وكان المسبار قد هبط على سطح المريخ قبل شهرين للتأكد مما إذا كان الكوكب الأحمر وهو أكثر كواكب المجموعة الشمسية شبها بالأرض قد شهد من قبل ظهور المقومات الأساسية للحياة. إلى ذلك، نجح المسبار خلال الشهر الماضي بالاستعانة بأجهزة الليزر في تحليل عينات من الصخور المختلفة للتعرف على تركيبها الكيمياوي ومحتواها من المعادن. ووجد العلماء أن هذه الصخور تفتقر إلى عنصري المغنسيوم والحديد اللذين وجدا في صخور نارية كان المسباران السابقان سبيريت واوبورتيونيتي قد عثرا عليها في مهام سابقة على المريخ. يذكر أن المسبار يواصل اختباراته لفحص عينات تربة المريخ في المعمل الملحق به سعيا لاستكمال التحليل الكيمياوي لصخور الكوكب الأحمر.