استشهدت صحيفة (جارديان) البريطانية بالهجوم الإسرائيلي على مصنع اليرموك للأسلحة بالسودان واعتبرته بمثابة لمحة عن حرب سرية بين البلدين، خاصة في ظل إصرار السودان على اتهام إسرائيل وإنكار إسرائيل لذلك، لكن هناك سوابق لهذا النوع من الهجوم. وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل عدم اعتراف إسرائيل بأن أي من طياريها نفذوا الغارة على مصنع الأسلحة في السودان، لكن اتهامها السودان بتوريد الأسلحة إلى حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتجاهله، سبق ودعا "عاموس جلعاد"، مسئول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية، السودان كدولة إرهابية خطيرة. وقالت إن هذه الواقعة تُعد واحدة من تلك الحلقات التي توافرت فيها الدافع والقدرة السابقة، ويبدو أن اتهام السودان لإسرائيل لم يكن من الباطل، ومعقول إلى حد كبير، فالهجوم على ما يبدو، لمحة نادرة عن حرب سرية مستمرة بين البلدين منذ سنوات. ويرجع تاريخ آخر دليل على وجود هذه الحرب السرية إلى يناير عام 2010، عندما اشتبه في عملاء الموساد باغتيال " محمد المبحوح" في أحد فنادق دبي، وكانت قد سبق ووصفته إسرائيل بأنه حلقة الوصل والرابط بين حماس وإيران. سبق ونشرت الصحيفة أدلة تفصيلية في وثائق ويكيليكس عن جهود إسرائيل لمنع شحنات الأسلحة إلى حماس وحزب الله في لبنان ، وظهر خلالها تحذير أمريكا للسودان في يناير 2009 بعدم السماح بتسليم أسلحة إيرانية كان من المتوقع أن يتم تمريرها إلى حماس في قطاع غزة وقت الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل 1400 فلسطيني. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي شن اثنين على الأقل من العمليات السرية في السودان في يناير وفبراير 2009 كانت الأولى تفجير قافلة تحمل أسلحة عبر السودان إلى غزة، والتي قتل فيها 119 شخصا، والأخرى قصف سفينة في ميناء السودانية. واتهمت السودان حينها الولاياتالمتحدة بتنفيذ هذه الهجمات، وفي يونيو من ذلك العام قال "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لمسؤولون أمريكيين إنه قلق من التدفق المستمر للأسلحة الإيرانية إلى غزة عبر السودان أو سوريا ثم عن طريق البحر".