عادت أزمات العنصرية تخيم على الكرة الانجليزية بشكل عام وأندية الدوري الانجليزي بشكل خاص خلال الفترة الأخيرة كان آخرها زعم تشيلسي توجيه الحكم مارك كلاتنبرج عبارات غير ملائمة (عنصرية) إلى النيجيري ذو البشرة السمراء جون اوبي ميكيل لاعب فريق "البلوز". وتصاعدت الأزمة بعدما قدم النادي اللندني شكوى رسمية "مدعومة" بالأدلة إلى الاتحاد الانجليزي لكرة القدم يوم الخميس ضد الحكم الذي أدار مباراة الفريق أمام مانشستر يونايتد يوم الأحد 28 نوفمبر ضمن منافسات الجولة التاسعة من الدوري الانجليزي الممتاز والتي انتهت بفوز فريق "الشياطين الحمر" 2-3 على ملعب ستامفورد بريدج. ورغم تعرض نادي تشيلسي لظلم بيِن في المباراة (من وجهة إدارته) سواء لحصول فرناندو توريس على بطاقة حمراء غير مستحقة، واقتناص يونايتد الفوز من هدف تسلل، لكنه قدم شكواه بسبب وصف الحكم كلاتنبرج لاوبي ميكيل "بالقرد" في إشارة إلى بشرته السمراء حسبما وصفت العديد من وسائل الإعلام البريطانية أبرزها صحيفة ذا صن. وتأتي معاناة تشيلسي مع العنصرية عقب أيام من معاقبة قائد الفريق جون تيري بالإيقاف لمدة 4 مباريات وتغريمه مبلغ 220 الف جنيه استرليني بسبب تلفظه بعبارات عنصرية في أكتوبر من العام 2011 ضد اللاعب انطون فيرديناند لاعب فريق كوينز بارك رينجرز. وجاءت العقوبة متأخرة بسبب تحقيق الشرطة البريطانية في الأمر، وتقديم تيري للمحكمة التي حكمت ببراءته. ورغم حصول جون تيري على براءة في نظر القضاء البريطاني، لم يكتف الاتحاد الانجليزي بهذا الحكم وقرر فتح تحقيقا خاص به حول الواقعة. وبعد تحقيق مفصل ومستفيض، أدان الاتحاد الانجليزي قائد "البلوز" بنفس التهمة التي يشكو منها تشيلسي حاليا، وهي "استخدام لغة غير لائقة" وهو وصف مخفف لتهمة العنصرية. ووقع الاتحاد الانجليزي على تيري عقوبة الإيقاف 4 مباريات ومنحه مهلة تزيد على 10 أيام على استئناف العقوبة، وهو ما لم يقم به جون تيري خوفا من تغليظها. بل والأكثر من ذلك، قيام قائد "البلوز" بتقديم اعتذاره عن استخدام لغة غير لائقة، وهو ما نفاه منذ عام عقب الحادث، لكنه لم يعتذر صراحة لانطون فيرديناند. وعقب اعتذار تيري، طالبت الصحافة البريطانية إدارة النادي الانجليزي بسحب شارة القيادة من اللاعب التي وصفته بالعنصري، لتحسين صورة النادي وعدم تصنيفه على أنه ناد راع للعنصرية رغم احتواء صفوفه على العديد من اللاعبين ذوي البشرة السمراء أمثال ميكيل وراميريس واشلي كول ودانيال ستوريدج وايسيان المعار إلى ريال مدريد وغيرهم. وعلى عكس المتوقع، رفض"البلوز" سحب شارة القيادة من تيري وهو الأمر الذي قرره مجلس إدارة النادي برئاسة الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش وليس المدير الفني الإيطالي روبرتو دي ماتيو (هادئ الطباع). ودافعت إدارة النادي عن تيري رغم اعترافها بخطئه، واكتفت بتوقيع "عقوبة" سرية ضده لم يتم الكشف عنها لوسائل الإعلام، وهو أمر يعد مخففا بل ومساندة لتيري المدان بالعنصرية من قبل الاتحاد الانجليزي لكرة القدم. والآن، حان الدور على إدارة النادي لتشتكي من العنصرية تجاه لاعبيها بعدما ساندت قائد الفريق في الأمر ذاته وهو أمر يعد متناقضا وغير مفهوم! جدير بالذكر أن أزمة العنصرية في الملاعب الانجليزية بدأت تتنامى في الفترة الأخيرة، خاصة بعد واقعة الأورجواياني لويس سواريز لاعب ليفربول مع الفرنسي باتريس ايفرا لاعب مانشستر يونايتد الانجليزي حيث تم إيقاف الأول 8 مباريات، وهي أكبر العقوبات في تاريخ الكرة الانجليزية، ومرورا بواقعة تيري وفيرديناند، وصولا إلى حادثة ميكيل والحكم كلاتنبرج.
