كاتماندو - فرانتسيسكا مولر - تختلط أصوات الأطفال الباكيين برنات الهواتف المحمولة بينما يسير المسافرون مجهدين إلى جانب عربات تروللي مكدسة بحقائب السفر وحقائب الظهر. يوجد اثنان من سيور نقل الحقائب تتحرك مصدرة صوت خشخشة ، تنقل أشياء من مختلف انحاء العالم مثل الصناديق المصنوعة من ورق مقوى و تشبه في حجمها الغسالات وهي مربوطة بخيوط سميكة بجوار الحقائب المصممة من الصوف الثقيل. يحتاج الزائرون الذين يتوجهون إلى مطار كاتماندو الدولي إلى الصبر والقليل من الإيمان بما يكفي لمواساة أنفسهم بأن كل شئ سيسير كما ينبغي له. وفجأة ينحل المأزق ويبدأ كل شئ في التدفق. وتقدم كاتماندو حلقة دراسية مكثفة وسريعة للتعرف على نيبال . يقطن كاتماندو العاصمة وأكبر مدينة نيبالية نحو مليون مواطن. وهي تقع على ارتفاع 1300 متر تقريبا في واد فسيح. وقد شهدت أحجار هذه المدينة الملكية قدوم وذهاب الكثير من الناس على مر السنوات - ولا سيما منذ خمسينيات القرن الماضي عندما انفتحت نيبال امام الزوار من الغرب. وكان الهيبز (الخنافس) أول من وصلوا إليها بحثا عن الشباب الأبدي أو على الأقل النشوة الناتجة عن المخدرات والحب الحر. ومن المرجح في أيامنا هذه أن الزوار يرتدون بذلات تيفلون من ثلاث قطع. انهم مأخوذون بمنظر أعلى القمم في العالم وليس بأي أشياء توحي بها الرحلة . لقد اختفت تجمعات الحب ومتاجر الحشيش رغم ان اسم شارع فريك ستريت يبقى اسما للشارع المسمى رسميا ب"يوتشهين تول ". ومضى الزوار الغربيون الاوائل على مسار الخنافس الطويل البري مباشرة إلى هذا الزقاق الترابي. وعلى عكس الكثير من تلك المسارات في اسيا فان هذا الزقاق ظل كما هو بدون تغيير كبير. فلا يوجد منافذ بيع هامبورجر أو حانات . ولايزال يحتفظ المركز السابق لنيبال بسحره ويبدو الزمن وكأنه لا يتحرك . وخلال أيام يتعلق حتى أكثر الزوار عقلانية بشعور ان كل شئ سيتغير للأفضل . ولا يكاد الأمر يثير دهشة حيث إنه لا توجد أماكن تكثر بها الآلهة مثل نيبال. وحتى الهندوسية وهي الدين الشائع هنا إلى جانب البوذية ، لديها إله حي يدعى كوماري. ويتعبد الناس للفتاة التي لم تصل بعد إلى سن البلوغ ، التماسا للبركات التي تنعم بها عليهم . ويجري اختيارها بعد تصفية صارمة للمرشحات. وتنتهي الوهية كوماري ببلوغها . و لا تكمن جاذبية كاتماندو في معابدها واماكن العبادة الطائفية بها ولا في ماضيها المفعم بالحياة أو في الأشخاص الذين جاءوا إليها. ولكن الجاذبية التي يجدها الزائرون أنفهسم إنما تكمن في الحياة بين القمم الجبلية الشاهقة والأساطير التي تحيط بها . وبقليل من الحظ وربما بعض المساعدة من الآلهة ربما يمكن للمرء القاء نظرة على قمة ايفرست.