اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باكستاني يتملك الفندق الكبير،فيما يستمر البيع والتشليح السري لمرافق الوطن المختطف..!!
نشر في الراكوبة يوم 20 - 11 - 2012


[email protected]
هل أتاك النبأ ؟ ....نبأ شراء أختر قريشي الباكستاني للفندق الكبير ؟
بهدوء ومن خلف أستار السرية المعتادة يستمر بيع الأصول الرأسمالية للوطن المختطف . هجموا علي الدور والشركات والمشاريع باسم الخصخصة ، فما عافوا شيئا ولا أودعوا في الخزينة فلسا ..وماهمهم من شردوا من أسر " صالح عام الخصخصة " وأيم الله ماهي بصالح الا للخاصة من اللصوص المقربين . خصخصة أورثت شعبنا الخصاصة ، وفي حديث فضالة(كان يَخِرُّ رِجالٌ مِنْ قامتِهم في الصلاة من الخَصَاصة ) أَي الجوع والفقر والحاجة !
وطن مزقوه ، وماكفاهم الجرم ، فعرضوه للبيع سرا ، بجرس مزاد كاتم الصوت . لا اعلان مناقصة ، ولا عطاء ، ولا منافسة ، ولا شروط ، ولا لجان فرز ولا نتائج ... فقط نصحو علي الحقيقة بعد حين . لم تسلم أي من مرافقنا الاقتصادية الاستراتيجية من الهمبتة واللصوصية : فلا البنوك نفدت بجلدها ، ولا مشروع الجزيرة استثني ، ولا مصفاة الجيلي سلمت ، ولا السوق الحر نجا ولا...مصانع الاسمنت ، الاراضي ، السكك الحديد ، النقل النهري أو الخطوط البحرية. مرافق وطنية سامقة وكثيرة ماغشتها رأفة أو شفقة ، فشلحوها وشلعوها وبشتنوها ...ثم سرقوها ! . أما سفريات الشمس المشرقة ، فقد غربت بدخول سودانير وأملاكها لجيوب شركاء الفيحاء ومجموعة عارف . ولله الحمد علي ما قضي اذ تركوا حنجرة الزميل الفاتح جبرا ، ولقرابة عام ، يتهددها وباء عواء الحناجر (أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنوووو ووووو ووو؟)
صفقة وتمت .
اما ان تجرأت وتساءلت : مع من ، وبكم ، ومتي، ولماذا – فتلكم اسئلة غير مشروعة في عرفهم . ولأنها كذلك ، فلا نعلم لها اجابة ! محض علمنا انه عقار تاريخي أخر في قائمة المصروفات يلحق ببيت السودان في "رتلاند قيت" بقلب لندن . رمايتهم في اللصوصية والنهب، يا سبحان الله ، تتخير دوما القلوب ولا تخيب ، فتنزع الحياة من موروثنا التاريخي وترديه جثة باردة !
كان اسمه ، في زمان سالف ، الفندق الكبير . بدأ السطو عليه مبكرا عندما استدان في 1996 طبيب الرحي الثالثة ، مصطفي اسماعيل ، 200 مليون دولار من ماليزيا لتمويل صفقة سلاح صيني . وعد الماليزيين بعقود تفضيلية لشركتهم النفطية ( بتروناس ) ، حتي قبل أن يتدفق البترول ..وزاد من كرمه بعض مرافق أخر لتكملة المبلغ ! في 1998 تملك الماليزيون الفندق وألحقوه بمجموعة ( ماليزيا هولداي فيلا ستيبل ) مسحوا اللافتة المحفورة في الذاكرة منذ 1902 ابان ماتملكته وادارته خطوط السكك الحديد السودانية ، مفخرة وطنية سليلة أخري ، طمسوها باسم "قراند هوليداي فيلا "
يقول مظفر حسين ، مدير صالة الاستقبال الجديد بالخرطوم ، ان المشتري الباكستاني أختر قريشي ، انتهز عرض الفندق للبيع ، فاهتبل الفرصة لتوسيع أعماله في العالم العربي وأفريقيا بعد ان أدار بنجاح وربحية الفندق الام بمطار كراتشي المسمي ( رامادا بلازا هوتيل ) . هناك ، ان راجعت اسماء من يعملون ، لتبينت بلا كثير عناء ان نسل المالك من آل قريشي يسيطرون علي مفاصل كل شئ . ستعرف مثلا ان السيد م.انور قريشئ ، هو نائب رئيس مجلس الادارة بينما المسمي الوظيفي لمدير الأطعمة والمشروبات من نصيب سبط آخر للمالك اسمه محمد عمر قريشي . كشفت تحرياتنا المبدئية عن معلومات أخري ذات صلة . فالمستثمرون الباكستانيون الجدد يصلونا تسبقهم صحائف من مشاغبات قانونية سابقة . فهذه الاسرة حديثة عهد بالفندقة ، حتي في بلادها . ففي مارس 2007 تم افتتاح الفندق المذكور بمطار كراتشي . ظل الفندق لعام واحد فقط ( تحديدا الي فبراير 2008 ) تحت ادارة المجموعة الاوروبية الشهيرة (أكور) التي تملك أكثر من 4 ألف فندق حول العالم بالماركات التجارية الاشهر ( نوفاتيل وسوفتيل). أسموا فندقهم الباكستاني ( قراند ميركيور كراتشي ).أنشأ الملاك من آل قريشي شركة تسمي ( يوناتيد انترناشونال قروب ) تعاقدت مع أكور لادارة الفندق . عام واحد ، والتهبت الخلافات وتعمقت مابين الملاك الباكستانيين والادارة الاوروبية . وبتكرار تدخلات الملاك في الادارة ، ألغي الأوربيون ، وبلا مقدمات ، عقدهم بعد سنة يتيمة احتجاجا .حزموا حقائبهم ولملموا أوارقهم وموظفيهم ورحلوا . بعد شهر عرض الباكستانيون فندقهم علي مجموعة رمادا بلازا الامريكية لتولي الادارة . وافق الامريكيون في مارس 2008 علي ترخيصه ليحمل اسمهم ، فأصبح ( رمادا بلازا هوتيل ) . يقول عبدالعظيم قريشي ، وهذا قريشي آخر يدير العمليات بكراتشي ، انهم توعدوا بمقاضاة الاوربيين في 2008 أمام القضاء الباكستاني احتجاجا علي الغاء العقد بفجائية . ومضي ليتهمهم بالفشل في تحقيق اهدافهم المالية ، تشغيليا ، وزيادة النفقات .
كان الفندق الكبير لوحة مزدانة من تاريخنا ....قطعة من وجداننا الأسمنتي عمرها 110 عاما . بني في عام 1902 علي نمط فيكتوري أنيق ظل متسيدا المعمار والهندسة ..والألق .
هناك جلس محمد أحمد محجوب بكامل أناقته وتحلق حوله بعض من رهطه في حزب الأمة ، أو مكتب محاماته ..أما الشريف الهندي فاختياره كان دوما مجاورا لتلكم النافذة المضيئة بصالة شيرشل ، اختيار ذي نسب برئيس وزراء بريطانيا ونستون شيرشل . في منتصف الطريق مابين العملاقين ، سامر مبارك زروق اصفياءه بطاولة مزدوجة ، تحسبا لقدوم أصدقاء لا يعلم عددهم ، علي وجه الدقة ، لكنه استعد ان شرفوه ! تسامر الاقطاب منفردين وتناولوا العشاء كما يتصايح كرماء البطانة اذا خرجت الصواني ، فما دام ان في الدنيا متسع من وقت ، فللخلافات يوم تال في مضارب أخرى ، فلكل حديث ساحته وزمانه .
هذا الجمال المتفشي في ردهات القراند هوتيل لم يكن حكرا علي هؤلاء . ففي أمسياته تعارك المفكرون ، وتبارى الشعراء وقهقه المكان وصفق نسيم النيل . في ركن بالباحة الخارجية عام 1953 جلس أبو الصحف أحمد يوسف هاشم ( السودان الجديد ) قبالة شابين صقل الحماس روحهما المهنية المتوثبة ، فبديا ناضجين تماما : بشير محمد سعيد ومحجوب محمد صالح . الحديث كان عن كل شئ له صلة بالمولود الورقي الجديد - (الأيام) ، والمؤسسات ان تعتقت تقاليدها المبتدعة، وتصلبت مهنيتها وترسخت طرائق آدائها ، أصبحت أكاديميات ترفد المجتمع بأجيال متعاقبة من المحترفين ... هكذا سارت الايام في دهاليز الايام . لم تردع مخاشنة المنافسة هذه الكوكبة من التوادد بلا استطالة ، فتوسعت الرفقة بأخرين منهم عبدالرحمن مختار (الصحافة ) الذي ماغاب عن جلسة المساء الا لحابس مشروع . من ابتلاءات الله علينا ان تأجل ميلاد تيتاوينا عن تلكم الجلسات بعقود ، والابتلاءات لا يقومها الا الصبر واحتساب الاجر على المكروه اذعانا لمشيئة رب السماء. فلو غيض له حضور ، ولو جلسة واحدة ، معهم ، لوفر علينا عمرا مديدا مما ظل يكدر به حياتنا من سيرة تتمرغ في اللامعقول المهني كلما كتب أو نطق . لو حضر ، هل كنا سنسمع برسالته الكارثية التي مهرها لرئيس وزراء تونس ، حمادي جبالي ، يوم 16 أكتوبر 2012 ؟ وهي رسالة ، لعمري ، من نوع ما يتثاقل كرها حتي عمال النفايات من ازاحته عن قارعة الطريق تأدية لواجب وزهدا في مثوبة درء الأذي . الا ان نقيب الدنيا ، ونقطع بأنه ما سمع برجال أمثال فريدريك هدسون (1819-1875) ، يصر علي أبوة ما فجعنا به وأهل تونس الثقافة والاتيكيت ، فذيل فاجعته البائسة بألقابه الكرتونية مزهوا ومنتفشا (د. محي الدين أحمد إدريس" تيتاوي"،نقيب الصحفيين السودانيين ،رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين ،رئيس اتحاد صحافيي شرق افريقيا ). أما قالته ومواقفه من الزميلتين لبني حسين وسمية هندوسة ، ففيهما ثمرات حنظلية من عنقوده ، وعنقوده هذا هو قلم ان كتب علي الورق خصفه ، وقالت الاعراب في ( الخصف ) انه كل ما ساء خلقه وضاق واجتهد في تكلف ما ليس عنده.
الفندق الكبير كان كبيرا في كل شئ ، فهو رمز لشعب كبير ، وعلاقات كبيرة زكته وأهلته لحصد احترام أكبر . منه تعلم الناس كثيرا ، فهاهم سائقو التاكسي ينطقون اسمه برصانة خالية التأتأة ...( قراند هوتيل ). تعانقت عند مدخله أشجار اللبخ الضخمة . فحضنت شواهقها في ميمنة الشارع ، أخواتها المنتصبة يساره ، عناقا دهريا بلا فكاك ، والحب ان تفايض حجب الشمس... ففاءت المحاضنة ظلا ظليلا مداره 365 يوما في السنة ! مائة وخمسون غرفة تبادلها غرباء لأكثر من قرن بيد ان أسرتها بقيت صامدة كما السفينة ان شدها مسمار الدَّسار. فما بين ضيف استوحشته وحدانيته وغربة الاسفار وثنائي متلهف لليالي استوائية ، ابتلعت الحوائط أسرار الليل والحكي .. وكل شئ آخر . لقرن وعشرة سنوات ، نزيل يدخل واخر يخرج والحال على منواله ، صبحا وظهرا ومساء !
قدم لنا جمال عبدالناصر في سبتمبر 1967 منكسرا من هزيمة اسرائيلية نكراء داست كرامته ، ومثقلا بخجل مخاصمته لفيصل بن عبدالعزبز جراء حرب اليمن الهوجاء ، وهو خجل لا يشابهه الا تعمد شج رأس الشقيق بسبب من طيش وحماقة . وفي الفندق الكبير تجاور الخصمان فتطايبت الانفس بعد مصالحة بدار المحجوب في الخرطوم شرق . جاءتنا في 1965 الملكة اليزابيث بتاجها وبهرجها وفستان العرائس الابيض وجوارب اليد. عند الوداع تحلل لورد مراسمها الملكية من برتوكول بلاطه بفرط من حب طحنه طحنا ، وليس لخواء عين تربت علي عوز وعدم فتجاسرت بالشحدة الجريئة ومد اليد بالسؤال ، كما الانقاذيون في حضرة أي طويل عمر خليجي . استأذن اللورد مدير الفندق في أخذ أصيصة زهور ومطفأة تبغ تذكارا من السودان ليزين بها قصر الملكة في وندسور ! قال ان السودان أكبر من أن تنقله راحلة ، مهما اتسعت . لذلك ، ليس من بديل الا صاقعا يعمل علي اشعال الذكريات ..فيفجرها بالخاطر تفجيرا ! سمعه سائق تاكسي ، فهرع وأحضر "بقجة " بلا كيس تناثرت محتوياتها بعد أن عبث بها فريق الحماية الامنية ، فتبدي للعيان زيا سودانيا بهيجا كامل الدسم ، مما جميعه حتي مركوب الاصلة وطاقية الفاشر الحمراء ! سأله اللورد لماذا تهديني كل هذا ؟ قال الرجل ( كتلنا ليكم غردون وده ما منعكم تزورونا . دحين دي هدية من أهل الكاتل ياخواجة ) !
أناس وشعب بهذا الوعي وتلكم الاصالة والتفقه في التأريخ يسؤك ، قطعا ، ماحاق بهم ، بل وتحار في أمر صمتهم وفي سدة الحكم اليوم أناس لو قارنا فعائلهم بغردون ، لأستحق منا اعتذارا وتأسفنا علي غلظة أجدادنا من ثوار المهدية معه !
كانت المواظبة علي التنادي والتسامر بالفندق الكبير تنبئ ، ضمنا ، عن تأهل المتسامرين بدبلوم ميلاد طبقي ، من نوع ما - كأن يصبح ابن القرية النائية من سكان العاصمة ، بفضل مانال من تعليم وتخصص، أو أن يترأس ابن فقير منسي من ربوع بلادنا ، وزارة أو سفارة أو مجلس ادارة اذا برع في المنافسة وتقدم في المعاينات العلنية المفتوحة . كان معيار استحقاق الوظيفة واحدا : التميز والدربة وكفاءة القدرات . لا مكان للقبلية أو الجهوية أو التمكين أو النسابة ...أو ترفيع للساقطين بسبب الانتماء لحوش أو خؤولة اسبيرم . اذن ، أثري المهنيون منتدي زخر بأهل المهن من أطباء ومحامين ومهندسين وقضاة وصحفيين ورجال الفكر والأدب وموظفى الخدمة المدنية .وظل أيضا المتكأ المفضل للسياسيين والرتب العليا من العسكر . عرف الندلاء الطاولات بأسماء من أموها عشية ، وتوسدت صحيفتا المساء الانجليزيتان الطاولات فكانتا مدخلا للحديث عن شؤون البلد وأخباره . غصت الساحة الامامية للقراند هوتيل برجال السلك الدبلوماسي من عرب وأفارقة وشقر وبلدان آسيا . هنا داوم السودانيون الاقباط ، والسودانيون اليهود ، والسودانيون الشوام ، والأرمن وأبناء البلد من كل جهة وأقليم ان هم اكملوا "التجهيزي" أو تخرجوا من كلية غردون التذكارية جامعة الخرطوم فيما بعد .
من بين هؤلاء من هرع لصلاة المغرب والعشاء بمسجد الخرطوم الكبير (مسجد عباس سابقاً) وعباس هذا هو الخديوي عباس باشا حلمي الذي تولى الحكم في 8 يناير 1892 .تم افتتاح المسجد في 1902 بعد انتهاء أعمال التشييد التي سبقت المهدية ، اذ بدأت في 1864 ، وانقطعت طوال حكم عبدالله التعائشي الي ان زالت الدولة المهدية فعاد الاتراك والانجليز في 1898! اما عشاق التلاوة فشدوا الرحال من الفندق الكبير الي جامع فاروق للاستمتاع بالصوت المميز للمؤذن والمقرئ المصري الشيخ محمود سامي . أما بقية المتسامرين ، فمنهم من دلف لداخل صالة تشرشل يبتغي الاستزادة من لهو الدنيا ومباهجها ..تناقض معلوم ، بيد انه كشف عن فهمهم لفردية الشأن العقابي والمسؤولية الذاتية كما نطق بها الحق جل وعلا في سورة مريم (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) )
ان تشليح الوطن وبيعه بالقطعة أصبح عنوانا لهذه العصابة المجرمة التي تري فينا بعضا من ممتلكاتها . ففي شهادة البحث الوطنية الافتراضية خاصتك ستقرأ : أرضك حلال لهم ، ملكتها كعين أو ملك حر ، لن يهمهم شئ وان بينت . مالك حلال وان وثقت . دمك حلال وان تشهدت . عرضك حلال وان استعصمت . أما حريتك وانسانيتك فأبحث عنهما لدي رباطة محمد عطا وجهاز التعذيب الوطني.
ان غرك السؤال عن مآلاتك فلتعلم ياهذا انك لا تملك حق ان تعرف ، بل مطلوب منك ان أقمت صلاتك وتمهلت سجودا علي الأربع ، الا تنساهم من الذكر وصالح الدعوات !!!
أي والله ، هاك الدليل من حديث النائب الاول لرئيس البلاد .
في الدقيقة 5:30 من هذا التسجيل يقول الشيخ علي عثمان عند مخاطبته للجلسة الختامية لمؤتمرهم الثامن ( فعاملنا بالذي أنت له أهل ولا تعاملنا بالذي نحن له أهل ، والسلام والصلاة عليكم أخواتي وأخواتي مرة أخري ) ..
أأأأوبس...! أنصلي عليهم ؟
وارتفعت فورا أصوات ناعمة من عمق القاعة ( هي لله ، هي لله ، لا للسلطة ولا للجاه ) فسارع أخوان نسيبة فنفخوا الشعار ...هل تصدق ، يا طالب الصبر ، أنهم وبعد 23 عاما كاملة ، وبعد كل ماشهدنا وسمعنا ، لا يزالوا في غيهم القديم ؟
يهتفون ، بلا حياء ، في وجهنا وعلي مرأي ومسمع ممن ينتحلون صفة الخوف منه والتحدث باسمه : قالوا ...هي لله !
هل نسوا تراتيب أعداد الحريم وسلندرات رباعيات الدفع الجنسي ؟ هل تبخرت الشركات والفلل والقصور داخل السودان وخارجه ؟ ماذا عن مليارات النفط المنهوبة منذ أغسطس 1999 والي 2011؟ ماذا عن الودائع المليارية في البنوك الطافية في جزر لندن ودبي والبحرين وماليزيا ؟ والحسابات البليونية في البنوك الراسية في القاهرة وحتي مصارف الوردة البيضاء ، أديس أبابا ...!؟
يقولون "هي لله " وهي كذبة جوفاء ..فجلهم مرتشون وكاذبون وناهبون ومتسحتون وقاتلون وظالمون ومتكبرون بل وحتي مغتصبون للحرائر ، ودونك المايقوما وكلاب الاحياء الفقيرة تطعم لحوم أطفال الزنا النيئة من مكبات النفايات صباحا ومساءا ! ودونك حديث الفقر والجوع الذي نطقت به عضو حركتهم وبرلمانهم ، د.عائشة الغبشاوي امس (20 نوفمبر في البرلمان ) عند مناقشة الخطة الخمسية ، فأبانت أن بعض الأسر تأكل الطين لتسد الجوع ! ..
اين هم ومن يدعون تقربهم اليه ، يقول صراحة (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) ؟ وفي تفسيرالجلالين لقوله الحق { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها } أي لا يرفعان إليه { ولكن يناله التقوى منكم } أي يرفع إليه منكم العمل الصالح الخالص له مع الإيمان !
أهم بشر مثلنا ؟ أم ياتري غادروا البشرية وترقوا الي مصاف الانبياء ، وشئ من رسل؟
أسمع بنفسك
http://www.youtube.com/watch?v=cyyMEAkcxj4&feature=plcp
ولتعلم أيها العزيز ، أنهم يستكثرون عليك حتي اذاعة خبر الوفيات ان انت قضيت ، وفي لغتهم فطست - رغم انتفاء العمولات والتربح في هكذا أخبار . ستدرك فعلا (فعلا) هوان أمرك وسوء تقديرك ووهم ظنك ووضاعة شأنك لدي هذه العصابة الحاكمة ان أحوجك مرض أو دفعتك حاجة لطلب شئ من هذه الدولة الرسالية الاستوائية . فلا أحوجك الله لهم أبدا وكفلك دوما نفسك ، لأنهم لن يفيدوك بشئ . هل تعلم ان يوم 15 الجاري( الجمعة) كان يوم كارثة جوية أخري حجبت عنك أخبارها تقصدا وتخطيطا ؟ فقد تحطمت طائرة طراز فوكرز 50 تقل 57 راكبا في رحلة من مطار الخرطوم (الدولي ) الي مدينة أويل بجنوب السودان. هل تعلم ان تلفاز الجمهورية يومها ما صمت عن تقديم تغطية اخبارية مباشرة لمداولات مؤتمر الجماعة و تصاعد عمليات غزة ، ولم يأت ولو بكلمة احدة عن الحادث ومصير 57 نفسا بشرية كانت والي يناير 2011 من رعايا هذه الجمهورية !؟ لم يشفع لهم ان طائرتهم المتحطمة غادرت من الخرطوم ، مستأجرة من قبل المنظمة العالمية للهجرة ، ولم يعن لهم ان أخبار الكوارث تتصدر عادة نشرات اعلام الدنيا لا بسبب من عقيدة أو لون أو جنس ، فالاخبار أخبار . وتسأل ، لماذا صاموا عن الخبر ؟ ببساطة ، لأن الضحايا من أهل الجنوب ! كانت أسرا مفوجة من الخرطوم ، جوا ،لموطنها الجديد . هل من احتمال ان يكون لهم نسب ومصاهرة بالشمال حيث ولد بعضهم وعاش جلهم ؟ وارد . أو ليس من احتمال ان يكون بيننا في الشمال من يهمه أمر فرد منهم أو حتي مصيرهم ؟ وارد أيضا . ألا يهمنا ان نعرف التفاصيل ولو من باب الاحصاء الخبري في سيرة تساقط الطائرات من سماواتنا بدرجة غدت تنافس الامطار ؟ وارد . لنتقدم أكثر ونفترض غياب كل تلك الاحتمالات، بما فيها استحقاقات الجوار والتفاعل مع ما يصيب الجيران ، أو ليسوا بشرا مثلنا تستصرخ انسانيتهم ما نتقاسمه معهم في الحد الأدني ؟؟
انها ، ياسادتي ، ذات العنصرية التي أورثها صحفي اللاسلكي الخال لابن الأخت فوصفهم بالحشرة .. وهي ذات العنصرية البغيضة التي أدار بها الخال التلفزيون تخيرا للاخبار . وبالرغم من ادراكنا المبرم بأنها عنصرية أساسها هوس متصل بوهم أنثروبلوجي وقوامها فرية صفاء شريان الرجل الا من دم السلالة النبوية الشريفة رغم فطس الانف وغلظ (الشلاليف) وتجعد الشعر ، رغم ذلك الا ذات العقلية العنصرية النتنة لازالت تسكن غرفة الاخبار في التلفزيون والاذاعة ، سنوات بعد رحيل خال عموم السودان من جهاز الدولة الرسمي الي جهاز الانتباهة ، خال الدولة وعقلها
ادناه تقرير مفصل عن الحادث الذي لطف الله اذ لم يقض فيه أحد من جيراننا " الكفار" !
http://aviation-safety.net/database/...?id=20121115-0
********************************
للاطلاع علي مقالات الكاتب السابقة في ارشيف الراكوبة
http://www.alrakoba.net/articles-act...cles-id-88.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.