أنا وعادل إمام    القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نيالا..مدينة المتناقضات

عقب نهاية جولتنا بولاية شرق دارفور قررنا ان نتوجه نهار السبت الموافق العاشر من نوفمبر الى محلية برام بجنوب دارفور لتبدأ منها جولتنا الصحفية على محليات الولاية حسب ماهو مقرر،بيد ان مصدرا امنيا افادنا بصعوبة السفر الى برام بداعي تواتر انباء عن احتمال مرور الحركات المسلحة بذات الطريق الى سنسلكه الى برام ،رغم هذه التحذيرات الا اننا كنا اكثر اصراراً على التوجه نحو برام حتيى وإن ادى الامر الى مواجهتنا للحركات المسلحة ،غير ان محاولاتنا باءت بالفشل بعد ان تعزر علينا الحصول على وسيلة مواصلات تقلنا الى برام التي تبعد عن الضعين مسافة ثلاث ساعات ،ورغم الاحباط الذي اصابنا لعدم تمكنا من زيارة برام حزمنا امرنا وقررنا التوجه نحو مدينة نيالا في عصر ذات اليوم ،ووصلنا موقف نيالا الذي يقع غرب مدينة الضعين ولحسن حظنا وجدنا عربة لاندكروزر (ليلى علوي ) ،واخبرنا سائقها محمد نور الدائمآدم ان قيمة التذكرة تبلغ 150 جنيه للراكب الذي يجلس في المقعد الامامي و120 لمن يختار المقاعد الموجودة في منتصف العربة ومائة جنيه للمقاعد الخلفية ،وان سعة العربة عشرة ركاب ،وبعد جدل وحوار وافق على ان يخفض لنا تذكرتي المقعد الامامي الى 250 جنيه ،وتوقعنا ان نغادر بعد ان بدأ الركاب يتوافدون على العربة،منهم طالب قرآن بخلاوي ام ضوا بان يدعى صديق يبلغ من العمر 16 عاماً قال انه تحرك من الخرطوم منذ يوم الاربعاء قاصدا اهله بمحلية برام ،وهذا يعني انه قضى 48 ساعة من السفر المتواصل ،عموما بعد اقتراب الساعة من السادسة مساء ،اخبرنا قائد العربة باستحالة السفر الى نيالا وحينما سألناه عن السبب اوضح بان الطريق في المساء غير آمن ،مؤكدا وجود عصابات نهب مسلح ،شعرنا مجددا باحباط ،بيد اننا قلنا ان الخير فيما يختاره الله ،فقفلنا عائدون الى الضعين التي قضينا فيه ليلتنا تلك وتحركنا صباح الاحد الى مدينة نيالا.
تفاصيل من الطريق
تحركت العربة التي تقلنا ترافقها عربة اخرى تحمل ركابا ويقودها السائق اسماعيل عبدالرحمن تكس ،ولان الطريق الرابط بين اكبر مدن البلاد الضعين ونيالا غير مسفلت ،سكلت العربتان طريقاً موازيا لخط السكة حديد الذي يمر وسط غابات وكثبان رملية اخفت قضبانه في كثير من المناطق التي مررنا بها ،ورغم ان الطريق ملئ بالمطبات والمنحنيات الخطيرة الا ان العربتين كانتا تسيران بسرعة جنونية تتجاوز المائة كيلو في الساعة في بعض الاحيان ،ومن المقعد الامامي للعربة الذي جلسنا عليه وزميلي عبد الله كنا نجول بنظرنا على جنبات الطريق الذي تبدو مناظره غير مختلفة عن تلك التي شاهدناها في انحاء دارفور التي زرناها خلال جولتنا ،ولكن اكثر مالفت نظرنا هو قلة القرى الواقعة على طريق نيالا الضعين ،فقد مررنا بعدد محدود منها ابرزها ام ورقات ومعاليا دردوق ،وهي قريى ترقد عليى كثبان رملية ويقع بعضها داخل غابات الهشاب وتفتقد الى كل الخدمات خاصة الكهرباء ومياه الشرب وساعتها عرفنا لماذا لاتوجد قرى تقع على جنبات هذا الطريق الحيوي والهام ،واللافت ايضا وجود الكثير من نقاط التفتيش التي يوجد بها عسكريون بزي رسمي وآخرون بلباس ملكي ،ولايقومون بتفتيش العربة بل يذهب السائق الى داخل القطاطي التي يتخذونها مكاتبَ ثم يقفل راجعا ،وعلمنا ان ثمة رسوم يتم دفعها ،بيد اننا لم نلحظ ايصالات يعود بها سائق العربة ، وبعد مرور ساعة ونصف من بداية رحلتنا تكشفت لنا آثار الحرب الدارفورية التي بدأت واضحة في محطات السكة حديد التي كانت بحسب احد الركاب الذي رافقنا في رحلتنا تعج بالحركة والحياة الا ان اندلاع الحرب بدارفور جعل سكانها يهجرونها ،ولاحظنا على جنبات الطرق خاصة بالقرب من منطقة خور شرم وكلمن كاسب آثار الدمار في سهول واودية المنطقة التي انتشرت فيها بقايا اسلحة استعملت في معارك دارت في هذه المناطق التي حكى لنا قائد العربة بانها تعتبر من المناطق التي تمر بها الحركات المسلحة وحكى لنا عن مصادرتها لعدد من العربات وكيف انه هرب منها قبل اشهر، وقال ان خور شرم لايمكن عبوره في المساء ،وفيما كان السائق يحكي لنا عن الطريق والحركات المسلحة كان الركاب يوافقونه في حديثه بمداخلات متقطعة ويبدو ان الامر بات بالنسبة لهم مألوفا رغم غرابته ،وكان احساس داخلي يتملكنا بان لقاءا غير مرتب له ربما سيجمعنا بالحركات المسلحة ولكن شاءت ارادة السماء ان نمر بخور شرم دون ان نلتقي الحركات المسلحة التي كنا نريد ان نتعرف على كيفية تعاملها مع المواطنين وان نتعرف عليهم عن قرب ،ولكن مضت الامور على عكس ما نريد ونشعر ،فمررنا من خور شرم ومناطق اخرى مثل محطتي تور وام كردوس ،وفي الطريق قابلنا طوف الشاحنات والقطارات وهو قادم من نيالا تسبقه عربات الدفع الرباعي تحمل جنوداً مدججين بالاسلحة وهم من يقومون بتأمين رحلة الطوف الذي يضم اكثر من 300 شاحنة وعشرة قطارات ،وبعد اربع ساعات من رهق السفر الذي تطاولت ساعاته رغم قصر المسافة بين الضعين ونيالا التي تقارب ذات المسافة بين الخرطوم ومدني وذلك بسبب الطريق الرملي ،لاحت لنا محلية بليل باشجارها الغناء وخضرتها اللافتة وهي تعتبر جزء سابقاً من نيالا ومررنا بمعكسر كلمة الذي يبلغ طوله اكثر من عشرة كيلومترات ،لنتنفس اخيرا الصعداء بعد ان وصلنا عند الثانية ظهرا مدينة نيالا والتي وعند رؤيتنا لها اختلطت مشاعرنا تجاهها مابين الدهشة والحسرة والفرحة والاعجاب.
مدينة الدهشة والحسرة
فنيالا اذا قضيت بها يومين فقط تصيبك بالدهشة بسبب عماراتها السوامق وبناياتها الراقية واسواقها الضخمة واحيائها المترامية الاطراف وحركة سكانها الكبيرة التي تضج حياة وحيوية غير عابئة بالحرب التي تدور في الاقليم ،وبعرباتها الكثيرة حتى ان المدينة تعاني زحاما في طرقها الداخلية كالذي يحدث بالعاصمة ،و تأسرك بجمال طبيعتها والخضرة التي تغطي جنباتها خاصة اشجار النيم وتحديدا المناطق التي تقع على جنبات الوادي ،وتجعل مشاعرك تجاه اهلها مزيجا مابين السعادة لبشاشتهم والاعجاب لقوة ارادتهم وتحديهم لصعاب الحرب وتجانس وترابط نسيجهم الاجتماعي،وفي ذات الوقت تشعر بالحسرة بسبب ان المدينة المليونية ذات الحركة الاقتصادية الاقوى بالبلاد تحولت لولاية مصغرة بعد ان اضحت ملاذا آمنا للفارين من جحيم الحروب بالارياف ومحليات الولاية الاخرى ليأتي تطورها على حساب مناطق الانتاج ،وبقدر الحركة الاقتصادية التي تشهدها والاموال الضخمة التي يتداولها اكثر من مليون و500 الف يقطنونها وعشرون مصرفا الا ان المدينة تعاني وللمفارقة ضعفا بائنا في الخدمات ،فمياه الشرب لاتغطي سوى حاجة 30% من سكان المدينة المليونية والكهرباء تعد ترفا بعيد المنال لاكثر من 70% من سكان المدينة فيما لاتتجاوز الطرق المسفلتة بالمدينة الاقتصادية الثانية بالسودان العشرين كيلو متر،اما التعليم فحاله لايختلف عن الصحة فالتردي عامل مشترك،وهذه الاوضاع الحياتية المتشابكة وفقر الخدمات يجعل المرء يتساءل اين تذهب الاموال الضخمة التي تدرها اسواق نيالا الثمانية وبورصتها على خزائن حكومة الولاية ،ويتمد التساؤل ليشمل المركز الذي لم نلمس مشروعات تنموية او خدمية ينفذها بالمدينة المليونية.
قوة اقتصادية ولكن؟
بعد توسع وامتداد المدينة تم تقسيمها الى محليتين الاولى بلدية جنوب نيالا والثانية محلية شمال نيالا ،والمدينة كما هو معلوم تقع جنوب هضبة جبل مرة على بعد 900 كيلومتر تقريبا من الخرطوم ،وتعتبر مركزاً رئيسياً لتجارة الصمغ العربي، وقد انعكس تمازج موقعها الجغرافي هذا ومواردها الطبيعية في النسيج الاجتماعي، حيث تضم معظم قبائل دارفور ،و يعتمد اقتصاد نيالا على الزراعة ، وتشمل منتوجاتها الدخن والفول السوداني و الصمغ العربي و الكركدي و العرديب،كما يعتمد اقتصادها على تجارة الماشية التي تصدّر حية إلى مختلف الأسواق داخل السودان وخارجه، ويوجد مسلخ بمواصفات عالمية اسهم في صادر اللحوم الى دول الجوار خاصة مصر و المملكة العربية السعودية إلى جانب تنشيط تجارة اللحوم،كذلك تمارس المدينة تجارة الحدود مع كل من تشاد وأفريقيا الوسطى،وهذا النوع من التجارة جعلها مدينة اقتصادية من الطراز الرفيع ، وتعد بورصة نيالا لمحاصيل ثالث البورصات الدولية للمنتجات الزراعية في السودان بعد بورصتي القضارف والأبيض ،وبنيالا عدد كبير من الاسواق تتجاوز متاجرها الاربعة الف متجر تتوزع على اسواق المدينة واشهرها سوق المواشي التي تعد أكبر سوق للمواشي في غرب السودان وتشكل مصدرا اقتصاديا رئيسيا للولاية، وسوق نيالا الكبير (ويضم أقسام أم دفسو وسوق الخضار، وسوق البصل، وسوق العيش، وسوق الخور)وهذا السوق تجولنا فيه ووقفنا على حجم التجارة والقوة الشرائية ،الا انه يشكو ضعفا واضحا في اصحاح البيئة وهناك ايضا اسواق، الشعبي، الجنينة والقادسية، والجبل، وكرري، والوحدة، وطيبة، بالإضافة إلى سوق الملجة للخضر والفاكهة بموقف الفاشر وهو يشتهر ببيع الفاكهة المنتجة في جبل مرة ،ونيالا بمحليتيها تعتبر من اكبر مدن البلاد وربما اكثرها تطورا عمرانيا وقوة اقتصادية حسبما اشار لنا تاجر يدعى ابراهيم بسوق المدينة الرئيسي الذي وبرغم اعترافه باستفادتهم من حركة التجارة النشطة الا انه ابدى حسرة واضحة حينما اشار الى ان احد اسباب قوة اقتصاد المدينة تعود الى انها اصبحت مليونية بسبب النازحين واردف:عدد سكان المدينة تضاعف وهو امر جيد ولكن هذا جاء على حساب الريف الذي هجره اهله بسبب الحرب التي نتمنى ان تتوقف .
المستشفى يشكو الضغط
عندما زرفت عضو مجلس الشيوخ الايطالى ورئيسة منظمة (ايطاليون من اجل دارفور) انتونيلا نابولى الدموع بالقرب من غرفة الانعاش بمستشفى نيالا وداخل حوادث الاطفال خلال زيارتها الاخيرة لنيالا برفقة رجل الاعمال الايطالى السيد ماركو الذى تكلف بعلاج اربعة اطفال بالخارج،عبرت دموع عضوة مجلس الشيوخ الايطالي عن واقع مستشفى نيالا الذي لم نكن نتوقع ان نجده بالسوء الذي سمعنا عنه ،ولولا تماسكنا لزرفنا الدموع حزنا على حال المرضى الذين يبدو ان ليس امامهم سبيل غير التمسك باهداب امل الشفاء رغم ان قناعاتهم الشخصية التي كشفوها لنا تشكك في امكانية شفائهم وذلك لفقر المستشفى الذي تأسس منذ العام 1939م ويسع ل(400) سرير ويوجد به (23) اخصائياً بمختلف التخصصات ،الا انه يعاني نقصا حادا على الاصعدة كافة ولايرقى لمستوى ولاية تشهد موجات نزوح واضطراب امنية ولاتتماشى مع حاجة مدينة يقطنها اكثر من مليون و500 الف مواطن ،ورغم المجهودات التي تبذلها حكومة الولاية الا ان المستشفى يشكو ضعف الامكانيات ،حيث تصادف يوم زيارتنا له ان واجه المتطوعون بالدم مشكلة عدم وجود قوارير او (قرب) كما يطلقون عليه ،والحق يقال اننا وجدنا اطباء المستشفى يبذلون جهودا فوق طاقتهم للتعامل مع حالات التردد العالية على المستشفى رغم شح الامكانيات كما افادنا طبيب حاولنا ان ندخل معه للعنبر الذي يوجد به مرضى الحمى الصفراء الا انه رفض خوفا من انتقال العدوى وذلك حينما علم باننا لم نتطعم ،،وقال لنا الطبيب بعد ان خرج من عنبر مرضى الحميى الصفراء ان المستشفى يعاني كثيرا خاصة في الاجهزة الطبية الحديثة والمحاليل والادوية ،مبديا تبرمه من مشكلة الصرف الصحي التي قال انها ظلت عالقة حتى الآن دون علاج،وفي تصريحات صحفية كشف المدير العام لمستشفى نيالا التعليمى الدكتور عمر يعقوب عن ظروف بالغة التعقيد تواجه المستشفى الذي قال ان به (400) سرير و(23) اخصائياً وحوالى (125) من الممرضين والاطباء العموميين والامتياز ونواب الاختصاصيين،واردف: لكن هنالك نقصاً حاداً فى الكوادر اذا ماقورن الموجود بتعداد سكان الولاية لان المستشفى هو المرجعى الاول ويدلل على ذلك الاحداث التى تقع بالولاية مبينا ان بجانب ذلك يحتاج ل(100) طبيب عمومى و(2) اخصائى اطفال و(2) نساء وتوليد ومثلهم جراحة بجانب اخصائى انف واذن وحنجرة ومثله جلدية كاشفا عن عدم وجود اخصائيين ل(المخ والاعصاب،النفسية،القلب،الكلى والمسالك البولية بالولاية) ،واشار الى ان هنالك العديد من المشكلات العالقة من بينها عدم الالتزام بمستحقات الكوادر مثل بدل السكن ،مشيرا الى ان الاخير لم يصرف لهم منذ مايو الماضى تقريبا على حد قوله بجانب عدم التزام المالية بدفع التسيير الشهرى لمستشفى الحوادث والبالغ قدره(25) الف جنيه وتابع(هذا المبلغ اجيز منذ افتتاح هذا القسم ولم تتم زيادته رغم ارتفاع الاسعار وهو لايكفى للمدخلات الطبية التى حصلت فيها زيادة وعلى قلة هذا الدعم لدينا شهران لم نتحصل عليه ودفع لنا عشرة الف فقط فى الشهر الماضى وستة الف للشهر الحالى والمستشفى خلال شهر شهد العديد من الحوادث الطارئة التى زادت من معاناته لذلك لابد من زيادة الدعم للحوادث فى حدود ال(100) الف جنيه) وقال انهم يواجهون مشكلة فعلية تتعلق بدفع فاتورة الكهرباء حين ان المستشفى يستهلك حوالى اثنين الف جنيه يوميا للكهرباء وقال ان اكبر مؤرق لهم مشكلات الصرف الصحى مع انعدام عربة للشفط بالمستشفى فهى قضية تتطلب تضافر الجهود لوضع المعالجات الجذرية لها .
من جانبه وفي حديث ل(الصحافة ) يعترف وزير الصحة بجنوب دارفور احمد الطيب ابراهيم بالنقص الذي يعاني منه مستشفى نيالا على الاصعدة كافة خاصة على صعيد الكوادر الطبية والاجهزة ،كاشفا عن أن المستشفى يشهد ضغطا وترددا عاليا ،وقال ان بنيته التحتية شهدت تراجعاً وتردياً بسبب الضغط الكثيف للمرضى وعدم تأهيلها ،كاشفا عن جهود كبيرة تبذلها حكومة الولاية لترقية خدمات المستشفى ،الا انه اعتبر افتتاح المستشفى التركي سيخفف الضغط على مستشفى نيالا.
اعتراف
يعترف معتمد محلية نيالا شمال ابراهيم سلطان الذي جلسته اليه (الصحافة) بنقص في الخدمات بمحليته التي اعتبرها تحتاج لتفعيل كبير حتى ترقى لطموحات المواطنين ،مشيرا الى ان عدد المدارس يبلغ 89 مدرسة اساس و17 ثانوية ،ورغم اشارته الى ان التعليم يمضي بصورة طيبة ،الا انه اكد حاجة عدد كبير من المدارس خاصة تلك الموجودة بالاطراف للاجلاس والمباني الثابتة ،كاشفاً عن تشييد حكومة الولاية لمدرستين اعتبرهما اضافة للتعليم بالولاية،وفي محور المياه كشف عن معاناة تواجههم بسبب ارتفاع المنطقة ووجودها في مناطق حجرية،وقال انهم في سبيل التغلب على هذه العقبة قاموا بحفر عدد من الآبار ،وقال ان الورشة التي عقدت مؤخرا بالمحلية ناقشت قضايا المياه ووضعت لها الحلول التي توقع تنزيلها على ارض الواقع قريبا لنهاية المشكلة وكذلك قضية الكهرباء التي تعد هاجسا للسكان والسلطات ،وزاد:فيما يتعلق بمياه الشرب سننشئ خط امتداد موازي من منطقة ام شديدة ورمالية ونتوقع ان يكون هذا الصيف افضل من سابقه فيما يتعلق بمشكلة المياه،وحول تردي البيئة وغياب برامج اصحاحها نفى المعتمد ذلك وقال انهم تعاقدوا مع شركة نظافة الا انها لاتستطيع تغطية كافة انحاء المحلية ،مشيرا الى انهم اطلقوا حملة اصحاح بيئة لازالة الاوساخ الموجودة في الطرق والاحياء،وكشف عن ان الطرق المسفلتة بالمحلية لاتتجاوز السبعة كيلومترات،الا انه بشر بسفلتة خمسة كيلو مترات في الفترة القادمة.
معاناة
أما معتمد محلية نيالا جنوب عبد الرحمن رحمة فقد بدأ ساخطا على الاعلام الذي قال ان تركيزه ينحصر على العاصمة ،وقال لنا من داخل مكتبه:اذا حدثت مشكلة صغيرة في احد احياء الخرطوم تجد تغطية واسعة من الصحف ،اما نحن فولاية كاملة لانجد حظنا من الاهتمام الاعلامي ،فقضايانا كثيرة ولاتجد تفاعلاً من الصحف بل حتى ابناء الولاية الدستوريين بالمركز لايهتمون بها ،وانتقل بعد ذلك للحديث عن محليته التي قال انها تقع وسط معسكرات النازحين ،وقال ان هناك الكثير من القضايا التي تشغل بالهم كمرتبات المعلمين واكتظاظ المدارس بالطلاب رغم انها تتجاوز المائة وخمسين مدرسة ،وقال ان المحلية تبذل مجهودات كبيرة بدعم واهتمام من حكومة الولاية لتنظيم الاسواق وتشييد كباري وطرق ،كاشفا عن ان عزمهم اضاءة 8 كيلو متر عبر الطاقة الشمسية ،وقال ان هناك معاناة تواجههم في توفير الكتاب المدرسي ولحل هذه المشكلة سيقومون بتأهيل مطبعة جنوب دارفور ،وقال ان العمل في اصحاح البيئة جيد لا انه ليس مرضيا بالنسبة لهم ،وفيما يتعلق بالمياه فقال ان عدد الذين تشملهم الشبكة لايتجاوزون 30% ،مبينا ان العمل الذي توقف في حوض البقارة كان سينهي مشكلة مياه الشرب بصورة جذرية،مبينا عن معاناة اخرى في الكهرباء التي قال ان 40% فقط هم المستفيدون منها وانها غير مستقرة بسبب الوقود،معترفا بتردي الخدمات بمستشفى نيالا.
الصحافة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.