نلحظ ان معظم الاغنيات السودانية في فترات متقاربة كانت تدعو للتمعن في محاسن الحبيبة وتفاصيلها بشرح جميل من خلال كلمات لاتخلو جمالاً ولاتخرج عن الرصانة والاتزان في العبارات والجمل بشكل أو بآخر، لكن فى الآونة الاخيرة والسنوات الماضية ظهر نوع جديد من الاغنيات استوعب خلاله كمية من المفردات التى تزخر بها العبارات الغريبة والتي ارتبطت بعوالم الدجل والشعوذة، تلك الاغنيات التى قوبلت بنقد لاذع من قبل الوسط الفني والعديد من النقاد الفنيين الذين اعتبروها دخيلة على الاغنية. يابا الشيخ الطيب: وبالرجوع لظهور مثل ذلك النوع من الاغنيات نجد ان البنات كن اول من ابتكرن ذلك النمط من خلاله ترديدهن في فترة السبعينات والثمانينات وحتى مطلع التسعينات لاغنيات على شاكلة:(يابا الشيخ الطيب اكتب لي حجيب ... يابا الشيخ عطايا اكتب لي محايا)، واخرى على وزن:( حبيبي بريدو وبالفقراء بجيبوا)، بينما مثل الظهور الاول لمثل تلك الاغنيات على حناجر الرجال لدى الفنان عبد الله البعيو الذى تغني باغنية (ست الودع) والتى وجدت حظها من الانتشار الكبير. اعادة شريط: اليوم يحاول الفنانون الشباب اجترار الذكريات ويقدمون ذات الملامح على اغنياتهم الجديدة التى تحفل بالدجل والاناطين، فظهرت (كاتبني وين عن ياتو شيخ) التى يرددها الشاب طه سليمان وأخريات من تلك الشاكلة،حيث لم تتجاوز كلمات تلك الاغنيات التعبير عن اغاني البنات فقط بل تجاوزتها لتصل مرحلة ظهور اغاني جديده تتحدث عن الدجل والشعوذة من اجل (الحبيب) وغيرها من المعاني . اضافات خاصة: ويرى عدد من النقاد الفنيين ان الاجيال الجديدة التى ظهرت مؤخراً في الساحة الفنية ساعدت على انتشار هذا النوع من الاغاني الهابطة وبدأوا في تطويرها وادخال بعض الاضافات فيها خاصة في اغاني البنات مما ساعد على انتشار وظهور الكثير من امثالها في الوسط الفني، واضافوا ان هذه الاغنيات وجدت آذاناً سامعة من الجمهور، واصبحت تردد في كل مكان مما زاد في انتشارها، وفي اكثار المغنين منها بل اصبحوا يتنافسون في ادائها. اغاني بنات: وبسؤال الفنانة حنان بلوبلو عن هذه الجزئية وسؤالها حول دخول مثل تلك المفردات والمصطلحات تاريخياً قالت ان مثل هذه الاغنيات لاتشجع الفتيات على الذهاب للشيوخ، واضافت ان هذا النوع من الاغاني يصنف ضمن اغاني البنات وهى تعد اغاني قديمة لكن كل فنان يدخل بها بعض الكلمات، واشارت بلوبلو الى ان اللحن لا يكون هابطاً فيها في معظم الاحوال . اغنيات قديمة: الاعلامي والشاعر خالد الوزير صاحب اغنية (كاتبني وين ) التى تغنى بها طه سليمان قال ان غناء الشيوخ ليس غناء جديداً، بل هو موجود منذ زمن طويل، ومثال على ذلك المقطع الذى يقول :(يابا السنهوري ويايابا السعدابي )، وغيرها من الاغاني ، وقال خالد ان اغنية (كاتبني وين) هى اغنية تعبر عن حال المجتمع وداخل الاغنية استفهامات وتعجب ، وقال الوزير ان الغناء فى بعض الاحيان يعبر عن الكثير من حالات المجتمع. الصحافة
