ينصح بعض الأطباء باختبار المستضد البروستاتي النوعي، بهدف التأكد من صحة البروستاتا ومحاربة السرطان الذي قد يطاولها... تعرّف إلى إيجابيات هذا الفحص وإلى سلبياته ولا تنس استشارة الطبيب دائماً. في مايو 2012، أصدرت فرقة مهمة الخدمات الوقائية للولايات المتحدة تقريرها النهائي في شأن الكشف عن سرطان البروستاتا باستخدام اختبار (Prostate-Specific-Antigen (PSA (المستضد البروستاتي النوعي). بعد مقارنة الأدلة، خلص فريق الخبراء إلى أن فحص المستضد البروستاتي النوعي للكشف عن سرطان البروستاتا يجب ألا يتم إجراؤه عادة بشكل روتيني للرجال كجزء من الفحص الجسدي المنظم. يعني الفحص اختبار شخص يبدو بصحة جيدة للكشف عن أدلة على وجود مرض خفي، مثل سرطان البروستاتا. أثارت هذه التوصية الطوعية، التي استهدفت الأطباء تقارير وسائل الإعلام التي قدمت الرجال مع آراء الخبراء المتضاربة وأثارت تساؤلات خطيرة من دون أن تقدم إجابات واضحة. هل يجب إجراء اختبار PSA؟ متى وكم مرة؟ إذا عدلت عن اختبار PSA، هل تخاطر بتشخيص إصابتك يومًا ما بمرض متقدم، كنت لتقاومه في وقت سابق، وربما الشفاء منه؟ حاليًا، لا يوافق الخبراء كلهم على إجابات لهذه الأسئلة. ووسط حالة من عدم اليقين، أفضل استراتيجية يمكن اتباعها لاتخاذ القرار هي الاطلاع على المعلومات المتوافرة والسير على ضوئها. الدكتور مارك غارنك خبير في سرطان البروستاتا وأستاذ عيادة طبي في جامعة هارفارد، يقول في هذا المجال: «قبل اتخاذ أي خيار نهائي حول اختبارات PSA، يحتاج الرجال أولاً إلى فهم طبيعة هذا الاختبار قبل حصولهم على النتائج وبعدها، سواء كانت أنباء جيدة أو سيئة. عندئذ فحسب يمكنهم إجراء مناقشة مستفيضة مع أطبائهم لتحديد ما إذا كان الاختبار في مصلحتهم». ما هو اختبار PSA؟ يقيس هذا الاختبار مستوى المستضد البروستاتي النوعي في الدم. ابتكره الباحثون في الثمانينيات لرصد تكرار سرطان البروستاتا أو تطوره. في ذلك الوقت، غالبًا ما كان يتم تشخيص سرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة، عندما يتسبب السرطان بأعراض مثل آلام الحوض أو الانزعاج، أو صعوبة التبول، أو دم في البول. هكذا بدأ الأطباء باستخدام اختبار PSA في محاولة للكشف عن سرطان البروستاتا المخفي. ولكن بعض القيود يعيق اختبار PSA. في الواقع، ليس صحيحًا أنه اختبار نوعي لمرض السرطان. قد يشير ارتفاع مستوى المستضد البروستاتي النوعي إلى سرطان البروستاتا، لكنه قد يشير أيضًا إلى مسبب غير سرطاني، مثل تضخم البروستاتا أو التهابها. نتيجة لذلك، لا يمكن للمستضد البروستاتي النوعي وحده أن يحدد ما إذا كان الرجل مصابًا بالسرطان، ولا يمكن أن يؤكد أن جسمه خالٍ من السرطان. وحدها الخزعة تشخِّص سرطان البروستاتا. تشمل السرطانات التي اكتشفت نتيجة لاختبار PSA والخزعة الأورام «العدوانية» السريعة النمو القاتلة، كذلك الأورام «الكسولة» البطيئة النمو التي لا تسبب أي أعراض أو تقصر عمر الرجل. وفي ظل الافتقار إلى طريقة يمكن الاعتماد عليها لتحديد الإصابة بسرطان خطير حقًا، عادة ما يختار الرجال العلاج الفوري. في عام 2012، أوصت فرقة مهمة الخدمات الوقائية للولايات المتحدة رسميًا بأن يعيد الرجال والأطباء التفكير في اختبار PSA. بعد مراجعة بيانات أفضل البحوث المتاحة، خلص الفريق إلى أن هذا الاختبار يقلل بنسبة ضئيلة عدد الرجال الذين يموتون بسبب سرطان البروستاتا. لماذا قد يضر بالرجل؟ بهدف الفهم الكامل لإيجابيات اختبار PSA وسلبياته، عليك أن تفكر في ما بعد الاختبار نفسه. فالاختبار مجرد خطوة أولى في عملية الكشف عن سرطان البروستاتا وتشخيصه وعلاجه. وقد تواجه مشاكل محتملة كثيرة لاحقًا. إذا كان مستوى المستضد البروستاتي النوعي مرتفعًا لديك، قد يوصي الطبيب بإجراء خزعة. في ثلث الحالات تقريبًا من الرجال، تسبب الخزعة النزيف أو العرقلة البولية أو العدوى، ويتم إدخال رجل من بين 100 رجل إلى المستشفى. بعد إجراء الخزعة، قد تتمثل الخطوة التالية بالعلاج. وتشمل مخاطر العلاج العجز الجنسي وسلس البول (في 20 إلى 30 في المئة من الرجال)، ومشاكل الأمعاء. وبما أن اختبار PSA يؤدي غالبًا إلى الخزعة والمعالجة والمخاطر المرتبطة بها، فهو ليس «مجرد اختبار». إنه بوابة إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها، لذا يشكل اتخاذ هذا القرار مسألة خطيرة. يقول الدكتور غارنك: «نفتح الباب أمام مسار طويل ومكلف، ربما يكون مؤلمًا ولا يعود بأي نتيجة أو فائدة طويلة الأجل، من وجهة نظر إحصائية». من يستفيد من هذا الاختبار؟ لا ينصح الأطباء بعدم إجراء اختبار PSA، فهو لا يزال يوفر معلومات قيمة قد تساعدك على اتخاذ القرارات الطبية السليمة. اختبار المستضد البروستاتي النوعي نقطة قياس، لكنه ليس نقطة اتخاذ القرار. فضلاً عن ذلك، توصية فرقة مهمة الخدمات الوقائية للولايات المتحدة هي مجرد توصية. أما القرار النهائي فيعود إليك وإلى طبيبك. يوفر اختبار PSA الفائدة الأكثر احتمالاً للرجال المعرضين لخطر كبير، ونقدم لك في ما يلي عوامل الخطر الرئيسة: العمر: يرتفع خطر الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدم في السن. يتم تشخيص إصابة معظم الرجال بسرطان البروستاتا في السبعين من عمرهم. التاريخ العائلي: تتعرض لخطر أكبر إذا كان الوالد و/أو الأخ و/أو العم، و/أو الجد قد توفي بسبب سرطان البروستاتا قبل سن السبعين. العرق: الرجال من أصل أفريقي أكثر عرضة من غيرهم. توصي فرقة مهمة الخدمات الوقائية للولايات المتحدة الرجال الأصحاء بالخضوع لاختبار PSA كجزء من الفحص الطبي. لكن لن يمنعك أي طبيب من إجراء اختبار إذا اخترت ذلك، رغم أن بعض الأطباء قد يقرر التوقف عن اقتراحه. جميع الرجال في حاجة إلى الاطلاع على التكاليف المحتملة التي قد تترتب على اختبار PSA وعدم اعتباره كأي اختبار آخر للدم. عندما تتسلح بهذه المعرفة، يمكن إجراء محادثة مع الطبيب واتخاذ قرار يناسب حالتك الصحية ومخاوفك. أسئلة إليك خمسة أسئلة يجب أن تطرحها على طبيبك حول اختبار PSA: -1 هل أنا فعلاً بحاجة إليه؟ يمكن للطبيب أن يقترح عليك إجراء اختبار PSA في حال رأى أنك معرض لخطر كبير. لكن قد يوصي بعض الأطباء بإجرائه بشكل روتيني. -2 هل يمكن أن اختار إجراء الاختبار حتى لو كنت غير معرض لخطر مرتفع؟ قد ترغب في إجراء الاختبار للتمتع براحة البال مع أنك تواجه مخاطر منخفضة، فلن يمنعك الطبيب من إجرائه. لكن إذا أشار اختبار PSA إلى احتمال إصابتك بالسرطان، وإذا تبين أنه إنذار كاذب ستقلق نفسك من دون سبب. -3 كيف يتم إجراء الاختبار؟ اختبار PSA بسيط وغير مكلف: تؤخذ عينة من الدم للتحليل. -4 ماذا سيظهر الاختبار؟ يقيس الاختبار كمية بروتين المستضد البروستاتي النوعي في الدم. وغالبًا ما تعتبر قراءة 4.0 إلى 10 نانوغرامات في المليلتر (نانوغرام / مل) كعدد مثير للقلق، وأي رقم أعلى من 10 يعتبر أكثر مدعاة للقلق. ضع في اعتبارك أن الرقم الصغير لا يشير إلى أنك غير مصاب بالسرطان، ولا يؤكد الرقم الكبير إصابتك به، بل يشير إلى احتمال إصابتك بسرطان البروستاتا، ليس إلا. -5 هل يمكن أن تكون نتائج الاختبار خاطئة؟ نعم. يمكن أن يحدث ارتفاع مستويات المستضد البروستاتي النوعي لأسباب أخرى غير السرطان، مثل تضخم غدة البروستاتا غير السرطاني، أو العدوى، أو النشاط الجنسي الأخير. ويجب أن يعاد التأكد من الأرقام في المنطقة التي تسمى رمادية بين 4.0 و10 نانوغرامات / مل، قبل اتخاذ قرار في شأن المتابعة مع الخزعة.
