انقرة (كونا) -- قال وزير الخارجية السوداني محمد علي كرتي هنا امس ان انفصال الجنوب السوداني قد يكون محتملا اذا ما صوتت غالبية اهالي الجنوب مع هذا الخيار في الاستفتاء المقرر اجراؤه في يناير المقبل. واكد كرتي في مؤتمر صحافي مشترك هنا مع نظيره التركي احمد داوود اوغلو ان الحكومة السودانية ستعمل على تأمين الشفافية والحيادية التامة عند اجراء الاستفتاء لضمان عدم قيام ما اسماهم بالاقلية بتحديد مصير الجنوب. واوضح كرتي الذي وصل الى هنا في زيارة رسمية ان الحكومة السودانية لن تسمح لمجموعة الاقلية التي تروج للانفصال بتشكيل مستقبل السودان في اشارة الى الاستفتاء المصيري الذي سيقرر بقاء الجنوب او استقلاله عن السودان. واكد ان الاستفتاء المقبل سيحظى بدعم من المنظمات الدولية والاقليمية من ابرزها الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي لافتا الى ان الحكومة السودانية ستقبل بنتائج هذا الاستفتاء اذا صوتت الغالبية مع خيار الانفصال. وقال " لا نريد العودة الى الحرب" مستدركا بالقول ان ثمة مسائل يجب اقرارها والاتفاق بشأنها في حال مضى خيار الانفصال من ابرزها مستقبل 5ر1 مليون من اهالي الجنوب يقيمون في شمال البلاد الى جانب رسم الحدود للاقليم المنفصل وتقاسم الثروات سواء الكامنة او السطحية. واوضح ان 70 في المئة من احتياطيات النفط في الجنوب والباقي في شمال البلاد "لذا يتعين بحث هذا الموضوع بالتفصيل والتوصل الى اتفاق بشأنه". وتطرق كرتي الى محادثاته مع داوود اوغلو حيث قال ان الحكومة السودانية سترحب باي علاقات تقيمها تركيا مع الجنوب في حال تم الانفصال مشيرا الى عمل القنصلية التركية في الاقليم. واكد ان الخرطوم لن تمانع في حال قررت انقرة تحويل هذه القنصلية الى سفارة واقامة علاقات دبلوماسية كاملة. من جانبه ابدى داوود اوغلو استعداد تركيا لتقديم الدعم للسودان من اجل مساعدته على حل مشكلاته بشكل سلمي وفي نطاق الحفاظ على سلامة اراضيه معربا عن الامل ان يسود الاستقرار والسلام في السودان. وقال انه بحث مع نظيره السوداني تطورات الوضع في اقليم دارفور المضطرب وتوصلا الى اتفاق على اهمية دعم جهود تحقيق الوحدة الوطنية في الاقليم مؤكدا ان تركيا ستلعب دورا فعالا في مؤتمر مانحي شرق السودان الذي ستستضيفه دولة الكويت في ديسمبر المقبل. واعتبر ان "الاستقرار والسلام في السودان يشكل حجر الزاوية للسلام والاستقرار في القارة الافريقية وللانسانية". وعن العلاقات الثنائية كشف الوزير التركي ان بلاده والسودان تدرسان رفع تاشيرات الدخول لمواطني البلدين قريبا اسوة بالاتفاقيات التي توصلت لها تركيا مع عدد من الدول العربية من بينها سوريا ولبنان والاردن ومصر وليبيا وقطر. وكان وزير الخارجية السوداني قد اجرى سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين الاتراك بحث فيها مجالات عدة من بينها العلاقات الاقتصادية والثقافية والاعلامية ومن المقرر ان يتوجه الى اسطنبول في وقت لاحق من اليوم لعقد لقاءات مع رجال اعمال وفعاليات اقتصادية تركية.