بدأت أولى الصور الخاصة بالرهائن الناجين من الموت في عملية عين أمناس الجزائرية، تظهر تباعاً، حيث بث تلفزيون "الشروق" صوراً لقتلى الهجوم الجزائري، وتُظهر الصور جثثاً متفحمة بعضها للخاطفين وبعضها لرهائن أجانب. كما بث التلفزيون الجزائري الجمعة، أولى الصور الخاصة بالرهائن الجزائريين والأجانب المحررين من القاعدة النفطية بعين أمناس، بعد عملية عسكرية قادتها فرق من النخبة الجزائرية. وأعلن التلفزيون الحكومي، أن قوات الجيش تمكنت من تحرير قرابة 100 رهينة من 132 أجنبياً. وأظهرت الصور الأولى، عدداً من الجزائريين وهم يلتقون بأقارب وأصدقاء لهم، بينما ظهر رهينة محرر في حالة نفسية صعبة، يتحدث للتلفزيون عما وقع لهم، وظهر أيضا رهينة فليبيني وعليه ضمادات لجروح في رأسه وكتفه الأيمن. ناجون: رفعنا أعلاماً بيضاء حتى يتعرف علينا الجيش وقال رهينة جزائري محرر أنه "لولا التدخل العسكري لكان العمال في خبر كان"، مؤكدا أن "بعض الرهائن انتهزوا فرصة ضربة عسكرية قوية أربكت الخاطفين، فأسرعوا بالهرب من قبضتهم". وقال هذا الرهينة "كنا في حدود 260 شخصا داخل قاعة واحدة، ولكن بعد وقوع ضربة عسكرية هربنا من باب خلفي، ولاحظنا في المكان مقتل قناص من الإرهابيين، بينما أصيب أمير الجماعة المسمى الطاهر بجروح في كتفه". وقال شاهد جزائري آخر "الإرهابيون لم يكونوا على علم بوجود باب خلفي في القاعة التي احتجزونا فيها، وعندما هربنا إثر القصف، رفعنا رايات بيضاء حتى يتعرف إلينا الجيش الجزائري". ومن جهته، تحدث رهينة جزائري يشتغل لحساب شركة "هاليبرتون" الأمريكية، فقال إن "الخاطفين أجبروا على جمع العمال الجزائريين والأجانب كلهم داخل النادي، ولغموا المكان، وكان هناك رعب شديد في أوساط العمال"، مضيفا بقوله "انتظرنا إشارة". وقال رهينة غربي يعمل لساب شركة فرنسية-أمريكية إنه "يشكر القوات الجزائرية التي حررتهم وتكفلت بهم صحيا ونفسيا بعد مغادرة القاعدة النفطية"، أما رهينة آخر وهو من جنسية أمريكية فاعتبر أن "الجيش الجزائري قام بعمل رائع"، مبديا أسفه لمقتل البعض من زملائه. ونقلت السلطات الجزائرية الرهائن المحررين، خصوصا الأجانب منهم إلى عيادات خاصة، بالعاصمة، لتلقي العلاج الطبي والنفسي، وبث التلفزيون الجزائري صور زيارة قام بها وزير الطاقة يوسف يوسفي. وغادر على الأقل رعية بريطانية وأخرى بريطانية عيادة الأزهر بالعاصمة، بعدما تماثلوا للشفاء. وكانت الجزائر أعلنت عن تحرير مئات الرهائن نتيجة العملية العسكرية التي قامت بها في اليومين الماضيين. وقالت السلطات الجزائرية، على لسان وزير الاتصال محمد السعيد، إن "الجيش أجبر على العملية العسكرية بعدما حاول الخاطفون الفرار من القاعدة النفطية باتجاه مالي". شقيق رهينة إيرلندي: الجيش الجزائري هاجم عربات المحتجزين وقبل ذلك، أكد شقيق رهينة هرب من متشددين في الجزائر، نقلاً عن زوجة أخيه، أن الجيش الجزائري قصف 4 عربات جيب كانت تقل زملاءه الرهائن، وعلى الأرجح قتل عدد كبير منهم. وذكر برايان مكفول، شقيق الرهينة الإيرلندي، ستيفن مكفول، الذي كان من بين عشرات الرهائن الأجانب والجزائريين الذين احتجزهم متشددون في حقل للغاز الطبيعي الأربعاء، أن شقيقه أبلغ أسرته أنه نجا لأنه كان في عربة الجيب الخامسة، والوحيدة التي لم تصب بالقنابل الجزائرية. وقال برايان مكفول إن "المسلحين كانوا يحركون 5 عربات جيب محملة بالرهائن من مكان في المجمع. وعند هذه المرحلة لاحقهم الجيش الجزائري. وقصف الجيش 4 من 5 شاحنات، ودمرها". وأضاف أن "الشاحنة التي كان فيها أخي اصطدمت، وحينها تمكن ستيفان من أن يهرب وينال حريته. هو يفترض أن كل من كان في الشاحنات الأخرى قتل". وذكر أنه لم يتحدث مع شقيقه شخصياً، لكنه عرف التفاصيل من زوجته انجيلا، التي تحدثت معه. وأضاف أن الرهائن كانت أفواههم مكممة، وعلقت متفجرات حول أعناقهم. وقال مصدر أمن جزائري إن 30 رهينة، وما لا يقل عن 11 متشدداً، قتلوا الخميس حين اقتحمت القوات الجزائرية منشأة الغاز الواقعة وسط الصحراء في محاولة لتحرير عشرات الرهائن. واستاءت حكومات غربية من أنها لم تعرف شيئاً عن الغارة من الجزائر قبل تنفيذها ومن نتائجها الدامية. وقال المصدر الجزائري إن اثنين من اليابانيين واثنين من البريطانيين وفرنسياً كانوا من بين 7 أجانب قتلوا على الأقل. كما كان 8 من الرهائن القتلى جزائريين. ولم تتضح جنسيات الباقين، فيما هرب العشرات.