أكدت مصادر متطابقة أن سلطات جهاز الأمن الوطني والمخابرات قررت منع تدشين أحدث كتاب أصدره الصحافي السوداني المهاجر معاوية حسن يس. وكان مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في أم درمان وزع رقاع الدعوة إلى أفراد الجمهور لحضور ندوة تقام لتدشين الجزء الثاني من كناب "من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان" الذي أصدره المركز المذكور في بيروت في نهاية نوفمبر 2012. وكان مقرراً أن يعرض محتويات الكتاب الناقد مصعب الصاوي، فيما أعلن أن الصحافي نجيب نور الدين سيتولى تسيير الندوة التي كان يفترض أن تعقد مساء الأحد. غير أن جهاز الأمن الوطني أصدر تعليمات بمنع انعقاد الندوة ومناسبة التدشين، من دون إبداء أسباب. واكتفت مصادر خاصة بالقول إن عملاء الجهاز أشاروا إلى مخاوف من السماح بأي تجمعات في ظل حالة الترقب السائدة منذ تشييع جثمان الفنان الراحل محمود عبد العزيز. غير أن مصادر قريبة من الدوائر الأمنية رجحت أن المنع يمثل رد فعل على الحملات الصحفية التي يشنها الكاتب معاوية حسن يس من خلال مقالاته التي تنشر على صحيفة "الحياة" اللندنية وتتناقلها المواقع والصحف الإسفيرية. وكان الكاتب قد شن أمس الأول حملة قوية ضد النظام في مقال نعى فيه الفنان محمود عبد العزيز وتعرض لواقع الساحة الغنائية السودانية بعد رحيله، وحمّل نظام ما يسمى الحركة الإسلامية مسؤولية الانحطاط الذي يشهده الفن الغنائي، وما يصاحبه من ترد أخلاقي وفساد مالي واجتماعي. وأشار في مقاله بوجه خاص إلى سوء الخدمات الصحية الوطنية حتى في مشافي القطاع الخاص التي تقدم خدماتها بمبالغ لا تتيسر لعامة المواطنين. وقال الأستاذ معاوية يس إنه لم يفاجأ بقرار جهاز الأمن الوطني إلغاء حفلة تدشين كتابه. وأضاف أنه يعتبر مؤلفاته جزء من الدين الذي على عاتقه للشعب السوداني، خصوصاً الأجيال الحالية التي تتعرض لسياسة بشعة من قبل النظام لإحداث قطيعة بينها وبين ماضيها. وذكر أن خروج أكثر من مليون شاب وفتاة لاستقبال جثمان محمود عبد العزيز وتشييعه، رغم الحصار الأمني وبرودة الطقس، صدم النظام بأن هذه الأجيال لن يخيفها سلاح ولا نشر قوات إذا رأت أن اللحظة المناسبة قد حانت للثورة على النظام.