سؤال جدلي طال البحث فيه والكلام عنه.. هل يستحق الدوري الإسباني الهالة المثارة حوله؟ هل هو الدوري الأقوى في العالم، الكل بحث وكتب وحلل وكثر "الهري" في هذه القضية ولكن دعونا نحلل من جانب فكاهي ناقد.. ما هي الأسباب التي تجعل الدوري الإسباني أكثر انتشارا عربيا من الدوري السوداني؟ في السطور التالية 5 أسباب بعضها منطقي وبعضها كوميدي ولكنه واقعي والبعض الآخر ناقد ساخر، ويحمل جزء كبير من الصحة.. فقط ملاحظة بسيطة للإخوة السودانيين الأمر ليس تقليلا من الدوري السوداني ولكن لدواعي الوزن والقافية فقط.. 1- الجزيرة والمقاهي تشفير المباريات وإذاعتها حصريا عبر الجزيرة الرياضية جعل الدوري الإسباني أكثر متابعة، ورفع من معدلات مشاهدته خاصة بين المتزوجين، لأن طبيعة الشعب العربي "حمش" ويفرض سيطرته الكاملة على زوجته، ولذلك فعدم امتلاكه اشتراك الجزيرة هو حجة مثالية للنزول ومشاهدة المباريات على المقهى مع الأصدقاء دون عقاب من الزوجة، وهي حجة اسبوعية أو مرتين اسبوعيا وبالتالي هي مثالية! 2- محلية قناة أبوظبي المنافس الثاني والذي هو فعليا أكثر قوة من الدوري الإسباني وتتنافس عليه العديد من الفرق، هو الدوري الإنكليزي، ولكن أزمة الدوري الإنكليزي انه يذاع حصريا على أبوظبي الرياضية، وهي تغطي الدوري الإنكليزي من منظور محلي أكثر، أو طريقة تناولها خليجية بشكل كبير، أو أن تحليل الدوري الإنكليزي بالكندورة يجعله خليجيا أكثر منه بطولة عالمية، وبالتالي يبتعد عنها المشاهدون في كثير من الأحيان، كما أن تحليلها للمباريات لا يعتمد على الجدلية ولكن على المنطقية والعقلانية، وهو ما ينفر قطاع من متابعي كرة القدم منها، حيث يسعون خلف المحتوى الجدلي المثير والخلافات على الهواء وإلى آخره من وجبة "الجدلية والإثارة" التي تقدمها الجزيرة. 3- كريستيانو وميسي حالة القط والفأر التي يصنعها النجمان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، تجعل الإعلام يتفجر بقصص وحوارات، وموضوعات عن خلافاتهما وتنافسهما، والهالة التي يصنعانها بنجوميتهما وتأثير كل منهما على فريقه، وهي الحالة التي يتلقفها الجماهير ويحكون فيها، ويتحدثون ويهرون وكل منهم يدلو بدلوه، ويضيف من خياله، ويستعين بقصص قرأها، وما أكثرها، فيصبح أكثر تعلقا بالدوري الإسباني وبصراع ريال مدريد وبرشلونة 4- الفراغ حالة الفراغ التي يعاني منها المشجع العربي تجعله يشجع ريال مدريد وبرشلونة، والدوري الإسباني أو الدوريات الأوروبية بصفة عامة بشكل جنوني، فلو سألت شريحة من مشجعين فرنسيين عن أيهما أهمية بالنسبة لهم مباراة نيس ونانتس أم برشلونة وريال مدريد فقد تخرج معظم الإجابات في صالح المباراة المحلية الفرنسية، ولكن في العالم العربي لا يوجد دوري يستحق أن يُتابع، حتى الدوري المصري والسعودي اللذين كانا أكثر شعبية في الوطن العربي أصبحا منبوذين لأسباب طائفية أو عرقية أو أيديولوجية، إضافة لكونهما فعلا أصبحا مملين لأقصى درجة وافتقدا شعبيتهما. 5- صراع المصاصة ميسي على صوته على كارانكا، وسب ألونسو، وبصق على الجماهير، ورونالدو حزين، وبيكيه على خلاف مع شاكيرا، ومايوه حبيبة رونالدو، ومايوه دانييلا سمعان حبيبة فابريغاس، وخلاف غرفة ملابس ريال مدريد، كل هذه الأخبار والأحداث المفتعلة وخاصة المايوهات وصورها، تجذب المتابع العربي، الذي بطبعة يحب هذه النوعية من صراعات الأطفال، كما يسعى دائما للفضيلة في العلن ولصور المايوهات في السر، وبالتالي ينجذب للدوري الإسباني حتى إن رآه أحدا يتصفح مايوهات دانييلا وإيرينا شيك، تكون حجته أنه يتابع الدوري الإسباني الذي يحبه وليس لا سمح الله يتصفح المايوهات!