ظهرت بوادر أزمة مكتومة طرفها التيار السروري والسلطات الحكومية بالخرطوم وربما تتفجر وتندفع العلاقة بين الجانبين إلي مرحلة القطيعة والتوتر علي خلفية ما ورد في صحيفة المحرر الإسلامية الأسبوعية – لسان حال الجماعات السرورية (جناح الشيخ محمد عبد الكريم) – بحديثها وتعريضها بالرئيس عمر البشير وقالت في صدر إفتتاحيتها (كلمة العدد) عن (الرئيس الراقص الذي يكذب دائما علي أمته ليلا ونهارا يعدهم بالشريعة والدين ويمنيهم بالحياة الكريمة لكن يعدهم ويمنيهم وما يعدهم إلا غرورا) وذكرت صحيفة المحرر في الكلمة التي كتبها المدير العام المهندس اسامة عبد الحميد في عدد يوم الجمعة قبل الماضية بتاريخ 22 فبراير 2013م بالعدد رقم 293 حيثيات أخري أشارت لحجم الفساد المستشري بالبلاد ووصفت الحاكمين بأنهم (يخوضون في الربا وينهبون ويسرقون ويتلاعبون بعقيدة الأمة ودينها تشيعا وتنصيرا) في وقت توقعت فيه مصادر إستصدار قرار يتم بمقتضاه حظر الجريدة السلفية وتعليق صدورها علي خلفية ما وصفوه بالمساس برمز السيادة والتعريض بالرئيس البشير وإظهار الاعجاب بنظيره المصري محمد مرسي فيما استدعت الأجهزة الأمنية الطاقم الإداري والتحريري للصحيفة لمبانيها بغية التحقيق مع المدير العام للصحيفة وكاتب المادة محل النزاع المهندس أسامة عبد الحميد والمستشار القانوني الدكتور جمال الطاهر المحاضر بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم وسكرتير التحرير جمال محمد علي فقيري بينما رفضت مجموعة المطابع الدولية الفسح للصحيفة المذكورة لطباعتها أمسية يو الخميس الماضي وعللت الرفض بوجود توجيهات من جهات عليا أمرت بعدم طباعة العدد الجديد للمحرر فيما رجح البعض أن ما ظلت تكتبه المحرر مؤخرا قد مس بشكل مباشر وزير المعادن كمال عبد اللطيف حينما تناولته الصحيفة في حلقات متعددة ووصفته ب(ديك العدة) الأمر الذي دعا الوزير لتقديم شكوي لمجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية ثم فتح بلاغ وتحريك دعوي جنائية ضد الصحيفة ورئيس تحريرها السابق محمد خليفة صديق في نيابة الصحافة وكسب الوزير الشكوي وتم توقيع عقوبة مالية بحق الصحيفة 3 مليون جنيه وبحق رئيس تحريرها الذي قدم إستقالته بمبلغ 5 مليون جنيه كغرامة نظرا للضرر الذي وقع علي الوزير واليوم تصوّب الصحيفة سهام نقدها نحو الرئيس البشير والتعريض به وعقد مقارنة بينه ونظيره المصري محمد مرسي وفي هذا السياق يقول الاستاذ علي السيد المحامي :( أنه لا يوجد ما يدين ويجرّم الصحيفة من الناحية الشكلية والموضوعية باعتبار أنهم لم يذكروا اسم الرئيس البشير صراحة رغم الكلام يفهم من سياقه أن المقصود هو الرئيس ويمكن أن تحرك مؤسسة الرئاسة إجراءات ضد الصحيفة إذا رأت ان في (الاشارات) مساسا برمز السيادة مضيفا أنه وبنوعية المحاكم الموجودة يمكن إدانة القائمين علي أمر الصحيفة لكنه يستبعد لجوء القصر الجمهوري لهذا الإتجاه ووصف ما ورد من كلمات في حق البشير بأنه أمر غريب ربما يعبّر عن وجه من وجوه الصراع الإسلامي – الإسلامي بعد أن كان الصراع بين الإسلاميين وخصومهم السياسيين من الأحزاب المعارضة ... في غضون ذلك تسربت مذكرة إصلاحية داخلية أعدها محررو الصحيفة وقدموها للمالك والناشر الشيخ محمد عبد الكريم - من داخل مكاتب الصحيفة بحي المعمورة تطالب بإصلاح حال الجريدة وتصحيح المسار وانتقدت المذكرة التي مهرها 6 محررين ما أسمته ب(- تبديد أموال الصحيفة في أمور ثانوية، وصرف الأموال في الشأن الإداري بدلاً عن صرفها في العمل التحريري الذي هو مدار عمل الصحيفة.) .. وأشارت إلي عدة مخالفات من بينها (- مخالفة الإدارة قانون العمل الصحفي القاضي بجعل الإنفاق الأكثر على العمل التحريري مقابل العمل الإداري، ويتم استغلال المال في مناشط أخرى بغرض توفير أموال لتمويل السفريات) بجانب أن الإدارة (- لم تراعِ الإدارة صبر ومجاهدة المحررين (لقناعتهم بدورهم برسالية الصحيفة) رغم ضعف الرواتب وتوقف الحوافز لستة أشهر في العام الماضي، بل جاءت بقرارات يفهم منها إجبار المحررين على الاستقالة. وأبدي الموقعون قلقهم من(القرارات الإدارية الخاطئة (سحب الصحيفة من شركة التوزيع، وانشاء قسم ضخم للتوزيع وبميزانيات كبيرة) والسياسة الخاطئة في التوزيع أدت لضعف التوزيع واحجام المعلنين عند الاعلان في الصحيفة الأمر الذي سد باباً مهماً من أبواب تمويل الصحيفة. وأوردت المذكرة الناقدة للمديرالعام أسامة عبد الحميد حزمة من السلبيات والإخفاقات ونواحي الفشل المتمثلة في : - اضطراب الرؤية و الاضطراب في القرارات، والتغيير السريع في السياسات. تارة يأتي توجيه بجعل الصحيفة شرعية، وتارة يتم توجيه لإقرار أن يكون طابع الصحيفة ذا مكيت سياسي، وثالث بجعل الصحيفة مقالات رأي. - الغاء دور المجلس التحريري للصحيفة، وإضعاف مبدأ الشورى، وبالتالي نتج عن ذلك مخالفات لقرارات المجلس السابق القاضية ب .. 1- الغاء بعض الوظائف بالصحيفة. 2- عدم التعاقد مع أي شخص في النواحي المالية إلاّ من خلال النظام الإلكتروني (بحسب الإنتاج). إلي ذلك توقع مقربون من الصحيفة التي تعاني من مشكلات عديدة صدورقرار يقضي بإبعاد المدير العام الحالي أسامة عبد الحميد والمطالبة بعودة رئيس مجلس الإدارة السابق الدكتور مصعب الطيب – المدير العام الحالي لمنظمة ذي النورين مرة أخري لقيادة سفينة المحرر التي توشك علي الغرق في بحر من المشكلات لن تنتهي هذه المرة علي خير لأن الأوضاع داخلها ليست علي مايرام ... [email protected]